صدرت في حقها 50 مذكرة بحث وطنية وهجوماتها بسيدي قاسم خلفت عشرات المصابين
مثل، صباح أول أمس (الأحد)، أمام الوكيل العام للملك لدى محكمة
الاستئناف بالقنيطرة زعيم عصابة «سيدي قاسم» المكونة من عشرين عنصرا، التي
كشفت التحريات أنها أطلقت، منذ أواسط شهر أبريل الماضي، الرصاص الحي على
حوالي ثمانين مسافرا من مستعملي المحور الطرقي بين سيدي قاسم وسوق أربعاء
الغرب، مخلفة عشرات المصابين منهم من مازال يخضع للعلاج.
وتمكنت عناصر تابعة لقيادة درك دار الكداري بسيدي قاسم من اعتقال زعيم
العصابة المذكورة رفقة 10 آخرين من أفرادها، يوم الجمعة الماضي، في الوقت
الذي يتواصل فيه البحث من أجل إلقاء القبض على العشرة الآخرين. وكان أفراد
العصابة، التي بثت الرعب في مستمعلي المحور الطرقي بين سيدي قاسم وسوق
أربعاء الغرب على مدى أسابيع، موضوع 50 مذكرة بحث وطنية.
ونقلت مصادر
«الصباح» عن مصادر أمنية موثوقة، أن أفراد الدرك بدار الكداري نصبوا كمينا
محكما للإيقاع بأفراد العصابة، تمكنوا خلاله من اعتقال عشرة منهم، فيما
تمكن زعيمها من الفرار. وأوضحت مصادر «الصباح»، أن المكان الذي لجأ إليه
زعيم العصابة للاختباء فيه كانت تطوقه عناصر من الدرك بالزي المدني فلم يجد
بعده مفرا من تسليم نفسه.
وسبق لعناصر الدرك بدار الكداري أن وضعوا خطة
لترصد زعيم العصابة ومراقبة الطرقات التي كانت يتعرض مستعملوها لإطلاق
النار من أجل سلبهم أموالهم. واستهدفت آخر عملية نفذها أفراد العصابة (يوم
السبت 15 أبريل الماضي)، سائق شاحنة لنقل السمك من الحجم الكبير، إذ تعرض
لهجوم بالرصاص الحي حوالي الساعة العاشرة والنصف ليلا، وأصاب أفراد العصابة
إطارات الشاحنة بأعيرة نارية مما أجبر الضحية على التوقف.
وحاول السائق
مقاومة أفراد العصابة والحيلولة دون سرقة حقيبة بها مبالغ مالية كبيرة،
لكنه فشل في ذلك، وللانتقام منه قطع المتهمون أصبعين من أصابع يده بساطور
واستولوا على ما كان بحوزته ثم لاذوا بالفرار، فيما أغمي عليه.
وجدير
بالذكر أن العصابة المذكورة نفذت عشرات السرقات والاعتداءات في المحور
الطرقي الرابط بين مدن سيدي قاسم والقنيطرة وسيدي علال البحراوي وسوق
أربعاء الغرب، إذ كان معدل الاعتداءات التي ترتكبها يصل إلى ثلاث عمليات
يوميا، ما تسبب في بث الرعب في نفوس مستعملي هذا المحور الطرقي، خاصة سائقي
شاحنات نقل البضائع. وقالت مصادر «الصباح» إن إحدى عمليات العصابة
المذكورة أودت، قبل حوالي ثلاث سنوات، بحياة مواطن فرنسي في المحور الطرقي
المذكور، بعدما أصيب بأعيرة نارية من بنادق القنص التي كانت تستعملها
العصابة في هجوماتها.
ويشار إلى أن تزايد وتيرة عمليات العصابة المذكورة
أدى إلى دخول وزير الداخلية، امحند العنصر، على خط هذه القضية، إضافة إلى
الجنرال دو كور دارمي، حسني بنسليمان، والمدير العام للأمن الوطني، بوشعيب
الرميل، إذ تم إيفاد فرقة الأبحاث والتحريات، التابعة للقيادة العليا للدرك
الملكي بالرباط، المكلفة بالجرائم المعقدة، تحت إشراف ضباط كبار، كما صدرت
تعليمات بانتقال الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالبيضاء إلى مسرح هذه
الجرائم المتكررة ومباشرة الأبحاث لتفكيك العصابة المذكورة، كما استنفرت
القيادة الجهوية للدرك الملكي بالقنيطرة، والمصلحة الولائية للشرطة
القضائية بالولاية، كافة عناصرهما وضباطهما لتعقب تحركات أفراد العصابة
المذكورة.