نها الثانية عشر زوالا . و أمعاء الكل تصدر أصواتا متناغمة و كأنها سمفونية
موزارت . تبا لقد حان وقت الغذاء. و أخيرا شاء لاجودان بأن يطلقهم.
الكل
متوجه إلى المراحيض لغسل أعضاء جسمه الظاهرة أو لقضاء حاجته على وجه
السرعة. الكل يصطف للدخول إلى المطعم. رائحة النقانق(الصوصيص) تنسيك تعبك.
بعد الدخول إلى المطعم الكل يأخذ كرسيه. 8 أشخاص في كل طاولة. غذاء شهي’
صحي’ متنوع و مشبع أيضا. تتكون الوجبة من نقانق أو لحم الديك الحبشي (la
dinde) + ياغورت+ خبز + سلطة + أرز + فاكهة.. بعد إلتهام وجبة الغذاء تقف
في صف حتى يحين دورك لتغسل أنيتك ثم تستريح مدة قصيرة. لتعود إلى الميدان و
تكرر نفس الروتين. و لحسن الحظ إذا أمطرت فسوف تدخل إلى الأقسام للدراسة
... لكن معظم التلاميذ يفضلون التدريب عن الجلوس في المقاعد و نصف أعينهم
مفتوحة. النوم هو العدو الرئيسي هناك . لا تعلم حتى تجده قد تغلب عليك و من
تم تجد لاجودان الذي يلقي الدرس بطريقة تدعوك على النوم. تجده يأمر زميلك
الذي يجلس بجانبك بأن يوقضك. فيوقضك ثم يأمره بأن يصفعك. و بكل براءة يصفعك
زميلك. لكن إن تعاطف معك و لم يصفعك بقوة فأنتما الإثنين سيصفعكما زميل
أخر... المهم هو أن يسمع صوت الصفعة.
بعد إنتهاء الحصة المسائية يحين وقت تلاوة النشيد ثم تذهب لتناول العشاء. و أنت لا تفكر سوى في النوم.
يحكي
صديقي محمد بأن هناك في المدرسة يحضر ذلك المثل القائل " حوتة وحدة تخنز
شواري" إذا ما ارتكب تلميذ في مجموعتك خطأ أو حماقة فلن يعاقب وحده بل كل
المجموعة سوف تعاقب!!! و ما أكثر أولئك. و حكي لي أيضا أن أحد التلاميذ
هناك معرض للرقابة من طرف لاجودان بسبب تصرفاته الصبيانية و الغيرلائقة
فتجده يقف بينما الأخرون يجرون أو تجده يتلو النشيد بلحن أخر أو يضحك أثناء
التدريب... لكن لاجودان وعده بأنه سوف يذيقه العذاب طيلة سنتين من التدريب
و هذا ما كان. هناك يمكن أن تعاقب بسبب بسيط و سخيف . يحكي صديقي أنك
عندما تقف في الصف و تقوم بحركة (بالكم) يأتي لاجودان و يغني أو يحكي نكتة
... لكي يضحكك و يعاقبك فيكفي أن يغني نشيد أيام التحضيري دب الحلزون و ترى
معظم التلاميذ يفقدون سيطرتهم في التحكم من فرامل أفواههم و يطلقون ضحكات
بسبب ذلك ..
تنظر إلى تلاميذ السنة الثانية و تتمنى لو دارت السنة مثل
عقرب الساعة لتصبح مثلهم فلا يقومون بشيء. يدرسون فقط و من حين لأخر يقومون
بإجتياز الباركور (تسلق الحبل و الجدار...)... أو يلعبون الكرة... يفرغون
منذ الخامسة مساء و يخرجون إلى جامع الفناء ليعودوا مساء قبل العاشرة.
النظرة إليهم تجعلك تتفاؤل بأنك ستكون مثلهم قريبا و تنعم براحة نسبية.
مأخوذ عن شخص اخر و له كل شكر و البتوفيق