عنصران في حالة خطيرة بالمستشفى العسكري بالرباط بعد انقلاب جرار ومقطورة محملة بالرمال المسروقة
أسفرت عملية لمكافحة تهريب الرمال بنواحي أربعاء الغرب، أول أمس (الأحد)، عن مصرع دركي، فيما نقل دركيان آخران على وجه السرعة إلى المستشفى العسكري بالرباط، في حالة صحية حرجة. ويتحدر الدركي الهالك من آسفي، ويستقر بأربعاء الغرب، حيث يشتغل، ويبلغ 34 سنة من العمر، وهو متزوج وأب لطفلين.
وأفاد مصدر موثوق لـ"الصباح" أن الضحية حل رفقة زميل له وقائد المركز في دورية روتينية بالجماعة القروية سيدي بوبكر الحاج، فلاحظ رئيس المركز الترابي للدرك الملكي بمنطقة «جمعة لالة ميمونة» جرارا يسحب مقطورة كبيرة محملة بالرمال المسروقة، الأمر الذي جعل رئيس المركز والعنصرين اللذين يرافقانه يقررون الهجوم على سارق الرمال ومحاصرته لإلقاء القبض عليه ومصادرة العربة المستخدمة في نهب الرمال. وكشف المصدر ذاته أن الظنين لاذ بالفرار، بعد أن تخلى عن الجرار والمقطورة المحملة بالرمال المسروقة، مشيرا إلى أن عددا من سكان المنطقة أخبروا الدركيين بأنهم سمعوه وهو يهدد بإحضار عدد من أفراد قبيلته، للانتقام من الدركيين و"تحرير" الجرار والمقطورة المحجوزين، الأمر الذي جعل قائد المركز يطلب الدعم من باقي العناصر.
وتحسبا لأي مواجهة مع الظنين وقبيلته، وكذا لانعدام الآليات ووسائل اللوجستيك اللازمة، اضطر الدركي الهالك إلى قيادة الجرار والمقطورة المحجوزين إلى مستودع المركز الترابي، على أساس وضعهما رهن إشارة العدالة لاتخاذ ما تراه مناسبا من إجراءات بشأنهما، رغم أن القانون ينص على ضرورة قطر أي عربة محجوزة أو معطلة بالعربة الخاصة بالقطر، ويحظر قيادة أو قطر العربات المحجوزة من قبل الدرك الملكي أو الأمن بطريقة عشوائية.
وأدى خوف الدركيين من الدخول في مواجهة من قبيلة المتهم إلى تجاوز هذا النص القانوني. واستنادا إلى المعلومات المتوفرة، انقلب الجرار والمقطورة المحملة بالرمال المسروقة، بكامل ثقلهما، على الدركي الذي كان مكلفا بالقيادة، وذلك بعد الوصول إلى منحدر خطير، ليلفظ الضحية أنفاسه الأخيرة بعد لحظات وجيزة، فيما تعرض دركيان آخران كانا رفقته، قفزا قبل انقلاب الجرار، لإصابات خطيرة استدعت نقلهما إلى المستشفى العسكري بالرباط.
وانتقل إلى مكان الحادث قائد السرية ومسؤولون في السلطة والوقاية المدنية، وتمت معاينة جثة الهالك، وأعطيت الأوامر لنقل المصابين إلى المستشفى العسكري.
وحسب مصادر من المنطقة، فإن المركز الترابي يضم 8 عناصر من الدرك فقط، لنحو 40 ألف نسمة، تقطن جماعتين قرويتين، علما أن شبكات خطيرة لنهب وسرقة الرمال وتهريب المخدرات تنشط بها على مدار الساعة.