سيارة دهست دركيين أحدهما توفي في الحين والآخر نقل إلى المستشفى
أصدرت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بفاس، الإثنين الماضي،
قرارها عدد 405 في الملف رقم 44/11 المتعلق بمقتل عبد النبي اليونسي دركي
بسرية قرية با محمد بتاونات، من قبل مهربي مخدرات دهسوه بسيارة محملة بكمية
مهمة منها عند حاجز طرقي بمدخل بلدية القرية.
وأدانت «إ. ط» شاب في عقده الرابع، معتقل بالسجن المحلي عين قادوس، ب3
سنوات حبسا نافذة لأجل جناية القتل العمد وجنح الاتجار في المخدرات والتبغ
المهرب والعصيان وإهانة موظف أثناء قيامه بعمله، وأدائه 59 مليون و350170
درهم غرامة نافذة لفائدة إدارة الجمارك بمدينة فاس.
وقضت بأداء المتهم
11 مليون و189 ألف درهم قيمة المخدرات المحجوزة، مجبرة في سنة، ومصادرة
السيارتين المستعملتين في تهريب الكمية ودهس الدركي، وإصابة زميله، لما
حاولا منع السيارة من مواصلة السير، في نقطة للمراقبة نصبت بعد التوصل
بمعلومات حول تهريب الكمية.
وكانت الغرفة أخرجت الملف الذي عين في أول
جلسة في 7 فبراير 2011 وأجل النظر فيه أكثر من 11 مرة، أخرجته من المداولة
بعد إدراجه فيها في جلسة يوم 9 أبريل الماضي، لاستدعاء دركي شاهد يعمل
حاليا بمراكش وشخص آخر ورد اسمه على لسان المتهم الرئيسي في الملف.
واستمعت
هيأة الحكم إلى نحو 19 شاهدا بينهم 4 نساء، نسبة مهمة منهم رجال درك كانوا
يعملون بمركزي الورتزاغ وقرية با محمد حين وقوع الحادث، فيما انتصبت إدارة
الجمارك و»أ. ي» والد الدركي الضحية الذي وصفه دفاع المتهم ب»شهيد
الواجب»، طرفا مدنيا في هذا الملف.
وتوصلت مصالح الدرك الملكي بقرية
با محمد، بإخبارية تفيد وجود سيارتين واحدة رباعية الدفع، في طريقهما إلى
المنطقة وإحداهما محملة بكمية مهمة من مخدر الشيرا مشحونة من دوار بجماعة
تمزكانة بإقليم تاونات، قبل أن تقيم حاجزين طرقين لإيقافهما عند مدخلي
البلدية.
ودهست السيارة دركيين أحدهما توفي الحين والآخر نقل إلى
المستشفى، قبل أن ترتطم بسور بلدية القرية ويكتشف بها طن من الشيرا، ويفر
سائقها إلى وجهة مجهولة، في حادث يعود إلى سنة 2007، وظل المتهم في حالة
فرار، قبل أن يسلم نفسه إلى مصالح الدرك في أوائل سنة 2011.
واعترف
المتهم أثناء الاستماع إليه من قبل الضابطة القضائية، بضلوعه في الحادث،
قبل أن يتراجع عن ذلك في مراحل لاحقة وأمام هيأة الحكم، زاعما احتجازه من
قبل شخص توفي في حادثة سير على الطريق بين فاس ومكناس، وتهديده وأسرته
بالتصفية الجسدية في حال كشف الحقيقة.
ونفى غالبية الشهود المستمع
إليهم، أن يكونوا عاينوا المتهم نازلا من السيارة المستعملة في الاعتداء،
أو تعرفهم عليه، ساردين روايات مختلفة حول المكان الذي صدمته، فيما قال
دفاع المتهم إن موكله «كبش فداء»، أما الفاعلين الحقيقيين للحادث، فهم
أحرار لم تنلهم يد العدالة.