الجاني اعتقد أن زوجته توفيت جراء الاعتداء ما جعله يحبك سيناريو انتحارها
فتحت الضابطة القضائية للدرك الملكي بقرية با محمد بتاونات، بحثا في
ظروف وفاة سيدة في عقدها الرابع، اختفت في ظروف غامضة من حفل زفاف
جارها نهاية الأسبوع الماضي. واستمعت في محضر قانوني، إلى إفادات أفراد من عائلتها وبعض حضور العرس، لفك لغز هذه الجريمة.
اختفت الضحية من العرس ليلة السبت الماضي، قبل أن يعثر على جثتها بجانب
نهر بعد يومين من ذلك، وهي مجردة من ملابسها التقليدية التي ارتدتها في
الحفل، على بعد نحو 7 كيلومترات من المنزل الذي أقيم فيه الزفاف، ما أثار
استغراب أهلها الذين لم يستسيغوا قتلها وظروفه الغامضة.
ونقلت جثة
السيدة المتزوجة والأم لأطفال، الثلاثاء الماضي، إلى مستشفى الغساني بفاس،
لإخضاعها إلى التشريح الطبي لتحديد أسباب الوفاة، فيما قالت بعض المصادر إن
الضحية قد تكون تعرضت إلى القتل من قبل مجهول، قبل التخلص من جثتها
بالنهر، محاولة لإخفاء معالم الجريمة.
وكثفت مصالح الدرك الملكي التي
عاينت جثة الهالكة في الموقع، تحرياتها السرية والعلنية في الموضوع، محاولة
منها فك لغز الجريمة. وتواصل بحثها عن ملابس الضحية التي كانت ترتديها ولم
يعثر عليها بعد، وكل شيء يفيد في البحث الذي فتحته من أمر من النيابة
العامة.
وأوضحت المصادر ذاتها أن حليا ومجوهرات كانت ما تزال بيدي وعنق
الضحية، حين العثور عليها، ما يوحي أن الدافع لا علاقة له بالسرقة، دون أن
تستبعد احتمال تعرضها لانتقام أو اغتصاب قبل قتلها، فيما زالت هوية
الفاعل، مجهولة ودوافع ارتكابه هذه الجريمة التي وصفتها ب»الشنعاء».
وهذه
ثاني جريمة قتل تطول متزوجات بالمنطقة في نحو أسبوعين، بعد وفاة آمال
الباهي ليلة الأحد 20 ماي الماضي بمنزل زوجها بدوار البسيبيسة بجماعة
بوشابل، إذ وجدت جثتها معلقة بواسطة حبل داخل إحدى الغرف، إلا أن البحث
الذي أجرته المصالح ذاتها، أفضى إلى تأكيد وجود جريمة قتل.
وأوضحت
المصادر أن الدرك اعتقل زوج الهالكة، بعد ظهور نتائج التشريح الطبي، الذي
شكك في فرضية انتحارها، قبل أن يحاصر المحققون الزوج، بمجموعة معطيات حتمت
عليه الاعتراف بما اقترفته يداه، مؤكدا أن نزاع نشب بينهما تطور إلى تعنيف
قبل أن يغمى على الضحية.
وأشارت إلى أن الزوج الذي أحيل على النيابة
العامة باستئنافية فاس بتهمة القتل ومحاولة إخفا معالم الجريمة، اعتقد أن
زوجته توفيت جراء الاعتداء، ما جعله يحبك سيناريو انتحارها، إذ عمد إلى
تثبيت حبل بعنقها وتعليق جثتها في سقف الغرفة، دون أن يدري أنها كانت ما
تزال حية.
ولإخفاء معالم هذه الجريمة، عمد الزوج الذي كان على خلاف مع
زوجته، لقطع الحبل المستعمل لشنقها، لإيهام الكل بتدخله لإنقاذ حياتها بعد
أن زعم عثوره عليها بين الحياة والموت، لكن هذه الحيلة لم تنطل على
المحققين، الذين حاصروه بأسئلة دفعته إلى الاعتراف تلقائيا بهذه الجريمة.