إتخاذ القرار : كيف يقرر الحكماء؟
يتخذ الشخص العادي آلاف القرارات اليومية منها ما هو روتيني يتم بشكل متكرر وآلي .[فأنت مثلا قررت الآن أن تقرأ هذا الموضوع ، انت اتخذت قرار].
ومنها ما يتطلب الكثير من التفكير و التأمل كشأن القرارات المصيرية و الرئيسية في حياتك بل وقد تلجأ فيها الى تلقى المشورة من شخص ما .
و الاختيار الذكي بين البدائل و الانتقاء من النصائح السديد منها هو فن نساعدك الآن فى معرفه قواعده وأدواته وعليك أنت ممارسته واتقانه .
ما هو القرار؟هو مسار فعل يختاره صاحب القرار باعتباره أنسب وسيلة متاحة أمامه لانجاز الهدف أو الأهداف التي يبتغيها أي لحل المشكلة التي تشغله و بطريقة أخرى فالقرار هو أسلوب الاختيار الرشيد بين البدائل المتاحة لتحقيق هدف .
وعملية اتخاذ القرار في إطار معين تشمل سته عناصر :الموقف (المشكلة)،متخذ القرار، الهدف، البدائل، قواعد الاختيار وعملية اختيار الحل الأمثل بين البدائل.وتمر هذه العملية بعده مراحل ثابته اختلف الكثير من الباحثين فى ترتيبها وعددها.
مراحل اتخاذ القرارغالبا ما يكون اتخاذ القرار على ثلاثة مراحل اساسية ،اولاً:دراسة المشكلة :و التى تتضمن تحديدها وحصرها ويعنى بذلك تفهم حجم المشكلة ووصفها الدقيق وأيضاً تحليلها وتقويمها وذلك بمعرفه أسباب ظهورها والأضرار التى سببتها و النتائج المترتبة على ذلك.
2-وضع البدائل: عملية وضع البدائل تشبه الى حدٍ كبير
العصف الذهني و التى فيها تضع كل الحلول و البدائل الممكنة لحل هذه المشكلة ولكن يجب أن تراعى منطقية وإمكانية تحقيق هذه الحلول أى تزن كل بديل وترى إذا كان يصلح أم لا.
3-الاختيار من البدائل المتاحة:وهى تعتبر أهم خطوة فى اتخاذك لقرار ما ، وفيها تختار بديل واحد او اثنين على الأكثر من البدائل التى وضعتها ويجب أن تراعي فى ذلك إمكانية التطبيق الواقعى ومدى التكلفه و التضحية ، وإليك طريقة سهلة لتفعل ذلك .
اسأل نفسك ثلاث أسئلة !
أولا :ماذا ستكسب عند اختيار هذا البديل؟،ماذا ستخسر عند اختيار هذا البديل؟وما هو أسوأ سيء شيء يمكن أن يحدث عند اختيارك له؟ عند إجابتك عن هذه الأسئلة ستتضح لك الرؤية كاملة وحتى إذا كان الاختيار يتطلب بعض التضحيات سوف تكون مستعد نفسيا للنتائج المترتبة على ذلك.
ثانياً: الاستشارة :يقول الحق تبارك وتعالى “وأمرهم شورى بينهم” ومعنى الشورى فى القرار هو تبادل الأفكار تجاه قرار معين بغية الوصول لأفضل صورة لقرارك محل الدراسة. ولكن من تستشير؟
تستشير الشخص ذي العلم (سواء كان علما عاما او علما بموضوع المشكله وبمجالها) ، الشخص ذي الخبرة (وهى الخبرة فى حل مثل هذه المشكلات).
ثالثا: مرحلة التنفيذ : عليك فى هذه المرحلة الانتباه الى الآتى :1-لا تشتت نفسك بالرجوع الى البدائل الاولى ، فقد اخترت حلا على اسس فكن واثقاً فى اختيارك واشرع فى تنفيذه واترك التردد تماما لأن التردد بديل الفشل.
2-ضع خطة واضحة محددة لإنجاز قرارك واحرص على وضع مواعيد محددة للتطبيق
وتذكر جيداً أن الشفافية و الصدق مع نفسك و الظروف المحيطة بك و عاداتك وقناعاتك فى المرحلتين الاولى و الثانية هي جوهر حل المشكلة ، فلا تلجأ الى أن تطمئن نفسك أن كل شيء سيكون على ما يرام و الواقع ليس كذلك ،وأيضا لا تفعل العكس .كن على يقين تماما أن لكل مشكلة حل وانت فقط تبحث عنه ، وعند وصولك إلى المرحلة الثالثة فثق بنفسك وما اتخذته من قرارات وأنك قادر على تحمل كل النتائج المترتبة عليه .
ريهام المرشدي