رسالة من دركي إلى جلالة الملك

بسم الله الرحمان الرحيم الرباط في 10/04/2010


سلام تام بوجود مولانا الإمام العالي بالله و بعــــــــــــد:
يسعدني سيدي و مولاي أدام الله عزك للناس أجمعين أن أحرر لسيادتكم هذه الرسالة التي اجتمع و تقرر تبليغها لسيادتكم بموافقة أكثر من 402 رجل درك بجميع أنحاء المملكة لتبليغكم عن جميع الخروقات و الحياة الصعبة التي يعيشونها أثناء مزاولة عملهم وحتى في حياتهم الخاصة.
رسالتنا هاته تتمحور في بابين و هما كالآتي:
الباب الأول:

• الجانب المادي للطبقة السالفة الذكر و الذي هو محل إجماع الكل من ضباط الصف بالدرك الملكي حيث انه لا يعقل سيدي و مولاي أدام نصركم للوطن جميعا أن دركيا يعمل ليلا و نهارا أي 24 ساعة على 24 ساعة يتقاضى أجرا هزيلا يتمحور في اقل من 3000 آلاف درهم شهريا وهو مهدد بالطرد من سلك هذه الوظيفة كلما أبدى اعتراضه على هذا المبلغ الذي لا يكفيه حتى لسد رمق عائلته و أبنائه فكيف يعقل انه سوف يقتني له مسكنا يبعد عنه تبعات الزمن الغادر،بينما ضباط الدرك الملكي يتقاضون المبالغ الطائلة و الحوافز المادية ومبالغ الانتقالات و غيرها دون أن يقوموا بأي مجهود على ذلك وزيادة على ذلك يحاولون إرغام الدركي المسكين على القيام بما يحلو لهم سهرا على راحتهم فقط لا راحة المواطنين،و بالإضافة فالمستوى الثقافي و الدراسي للدركيين يفوق دائما مستوى الضباط المتعجرفين ،إن هذا الحال ينطوي على غيظ كتمه الكثيرون لمدة تزيد عن أربعة عقود من الزمن و لم يقدم أي احد يوما على اعتراضه خوفا من ذهاب وظيفته،لذا نرجو من سيادتكم المهابة الجانب أن تنظروا في مواضيع الرواتب الهزيلة لضباط الصف بالدرك الملكي و الحد الأدنى الذي يتوجب أن يتقاضاه الدركي هو مبلغ 8000 درهم ربما ستتيح له الرقي بمستواه المعيشي و قضاء مهام عمله في أحسن الظروف طيب الخاطر ومرتاح البال و سوف ينتج عنه إيجابا راحة المواطن المغربي الذي لا زال متعطشا للرقي بالأمن المغربي.
• جانب السكن الوظيفي هذا الجانب الذي تقدمت به مجموعة كبيرة من المتدخلين من ضباط الصف بالدرك الملكي لكونه يعكس جانب آخر من الفساد المادي الذي يعيشه السكن الوظيفي الذي كان هبة من الراحل المغفور له الملك محمد الخامس لرجال الدرك كتشجيع لهم على المضي قدما في خدمة الصالح العام،ان المبالغ الطائلة التي تدفع لكراء شقق و منازل لسكن رجال الدرك إنما هي مهزلة طال تعميمها من لدن الضباط السامون للدرك الملكي الذين يقومون بنهب خزائن الدرك الملكي و السهر على ممتلكاتهم المشكوك في مصادرها، وعلى العموم فالدرك الملكي يدفع مبلغ 2000 درهم إلى 2500 درهم في شقق كثمن لكراء شهري بينما أكثر الشقق غير موافقة لمعايير السكن الملائم للدركيين إذن فالقصة فيها حكاية ما ،وخير مثال على ذلك شقق ديور الجامع بمدينة الرباط فهي آيلة للسقوط و الدولة تدفع فيها مبالغ طائلة و هي مقفلة و غير مأهولة،إن الطلب الوحيد الذي يمكننا أن نتقدم به إلى سيادتكم هو حذف السكن الوظيفي للدركيين و تمتيعهم بتلك المبالغ التي يقوم ضباط الدرك الملكي بنهبها منهم حتى يتسنى لكل دركي شراء منزل له قد يغنيه عن مرحلة العيش الصعب في مرحلة الشيخوخة و هذا ابسط متمنياتنا سيدي العالي أدام الله نصركم و عزكم للوطن.

الباب الثاني:

* فيما يخص المصاعب التي يواجهها الدركي في عمله اليومي مشكل الرشاوى التي لا طالما حاول من خلالها ذوي النفوس الرديئة تقديمها للدركي كي يقوم بتغيير مجرى العدالة لصالحهم مع استغلالهم للمال و هي الأداة التي نتجت و أبانت عن ضعف هيكلة الدرك الملكي ،ومعرفتهم بالأجر الهزيل الذي يتقاضاه رجل الدرك ،وفي جهة أخرى يقوم البعض من ضباط الدرك الملكي المنحرفين كأمثال العقيد الأول الحمداوي و البعض من معاونيه و المدعو البوجطيوي الذي هو اكبر فاسد و اكبر مرتشي بنزع هذه العاهة عن طريق تشريد العديد من العائلات و تيتيم أبناء الدركيين بدلا من أن يقوم بالدفاع عن حقوقهم و السهر على تمتيعهم بأحسن الظروف لأداء عملهم، لماذا لا يذهبون إلى مكاتب قياد السريات و قياد الجهويات حيث تباع النفوس و تشترى هناك من دون حساب و لا عقاب،أيعقل ذلك أننا نعيش في مملكة اسمها المغرب دستورها الديمقراطية و أساسها الشعب المغربي الذي يعشق ملكه الشاب كما كان على عهد أسلافه المنعمين رحمهم الله، وكمثال على بعض قياد السريات و الجهويات بالمغرب العقيد اكعبون و العقيد فنان و العقيد الدشري و الرائد الهبوب خلافة عن أبيه العقيد الأول الهبوب الأب و العقيد الزروالي و الشريف و غيرهم من ضباط الدرك الملكي الفاسدين،ونحن في الشارع نهتم بان دركيا سرح من عمله أو حكم عليه بالسجن لأنه ضبط متلبسا بأخذ رشوة عشرة دراهم،أيعقل هذا فمن تلك العشرة الدراهم يقوم هذا المسكين بملء خزان سيارة المصلحة بالوقود الذي يبتلعه الضباط الفاسدون ومنها يقوم بشراء الأوراق التي تطبع عليها المحاضر ومنها يقوم المسكين بشراء الحاسوب الذي هو ضروري لعمله و منها كذلك يقوم بإعطاء رشوة إلى رئيسه المباشر كي يقلل من مهامه لأنه تعب منها،ومنها يسافر و يتنقل لقضاء الأغراض الإدارية و القضائية التي تتوجب عليه التنقل من مكان لآخر و إن كان هناك إعارة إلى مدينة أخرى او انتقال لسيادتكم إلى جهات المغرب لمواكبة التطور العالمي و عمليات تشييد البنيات التحتية للمغرب فمصاريف هذه التنقلات هي من جيب الدركي الخاص أما المصاريف التي تمنحها له الدولة فالضباط السالفون الذكر يقومون بنهبها و الكلام طويل يعجز اللسان عن البوح به و نستدل بهذا القدر سيدي أعزكم الله وننتقل إلى باب آخر.
* في خلال رحلاتكم سيدي ومولاي تبث الى سيادتكم بعض الإهمال لبعض الدركيين الذين طالتهم أيديكم الكريمة بالعقاب و الترحيل الى مدن الجنوب لكنه سيدي إن سبب دلك هو التعب و الإرهاق البدني و الفكري الذي يعيشه الدر كي المسكين فهو لا يقضي مع أبنائه بمقر عمله الرسمي سوى أياما معدودة ثم يأتي قرار ترحيله الى وجهة أخرى فهذا هو التشتيت الفكري و الذهني و لا يمكن لأي كان مهما كانت قوته و جبروته أن ينتصر على ذلك ولا يمكن لأمن المغربي بجميع مكوناته أن يرتقي إلى ابعد من ذلك .

كان هذا سيدي أدامكم الله ملاذا و عزة و سؤددا لهذا الوطن الغالي الذي ندافع عنه بروحنا و أموالنا و نفوسنا من كل عدو و من كل ذائقة كان هذا خطابنا إلى جلالتكم وهو يبين الحالة العصيبة التي يعيشها الدركيون و عائلاتهم ،لذا وجب سيدي إعادة هيكلة شاملة لهذا القطاع المهم من امن المغرب و الاغتناء عن خدمات العديد من الفاسدين من ضباط الدرك و على رأسهم الجنرال حسني بن سليمان و ما سبق ذكره ،رسالتنا هاته سوف نقوم بنشرها على الصحافة المغربية و قنوات البريد الالكتروني ليعرف المواطنون حقيقة ما نعيشه ،و السلام على ملكنا و وطننا العزيز و لتأخذ العدالة مجراها ضد كل جبار و متغطرس.


وتقبلوا سيدي فائق تقديرنا و احترامنا

الإمضاء: ن س

بالنيابة عن 240 ضابط صف بصفوف الدرك الملكي