أﻗدم ﻟﻛم اﻟﯾوم اﻟﺧطوات اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌﯾن اﺗﺧﺎذھﺎ أﺛﻧﺎء ﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧص اﻟﻔﻠﺳﻔﻲ، وﻣﻧﮭﺟﯾﺔ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ ﺗﺗﺟﺳد ﻋﻣﻠﯾﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﻣوع اﻟﺧطوات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﮭﯾﻛل اﻟﻣوﺿوع.. وﺗﺷﻛل اﻟﻌﻣود اﻟﻔﻘري ﻟوﺣدﺗﮫ وﺗﻣﺎﺳﻛﮫ. وﺑﻣﺎ أن اﻷﺳﺋﻠﺔ ﺗﺗﻧوع ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﻧﮭﺎﺋﯾﺔ إﻟﻰ أﺷﻛﺎل ﺛﻼﺛﺔ :
- النص الموضوع
- المقولة
- السؤال المفتوحﻓﺳﻧﺣﺎول ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ إﻋطﺎء ﺗﺻور ﻋﺎم ﺣول ﻛل طرﯾﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺣدة :
منهجية مقاربة النصﯾﺟب اﻋﺗﺑﺎر اﻟﻧص اﻟﻣﺎدة اﻟﺗﻲ ﺳﯾﻧﺻب ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﺗﻔﻛﯾر، ﻟذا ﺗﺟب ﻗراءﺗﮫ ﻗراءة ﻣﺗﺄﻧﯾﺔ ﻟﻠﺗﻣﻛن ﻣن وﺿﻊ اﻟﻧص ﻓﻲ ﺳﯾﺎق ﻣوﺿوﻋﺎت اﻟﻣﻘرر؛ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻛﺗﺷﺎف أطروﺣﺔ اﻟﻣؤﻟف وﻣوﻗﻌﺗﮭﺎ داﺧل اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺎت اﻟﻣﺛﺎرة ﺣول ﻗﺿﯾﺔ أو إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ أو ﻣﻔﮭوم...
وﯾﺟدر ﺑﻧﺎ أن ﻧﺷﯾر ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﻘﺎم ، إﻟﻰ أن ﻣﻧﮭﺟﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ ﯾﺣددھﺎ اﻟﺳؤال اﻟﻣذﯾل ﻟﻠﻧص، ﻋﻠﻣﺎ ﺑﺄن اﻟﻧﺻوص ﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗطرح ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﻧﮭﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﺗﺣﻠﯾل واﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻟﺷﻌب. وﻋﻠﯾﮫ، ﻧرى أن ﻣﻧﮭﺟﯾﺔ ﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻧص ﻻ ﺗﺧرج ﻣن ﺣﯾث اﻟﺷﻛل ﻋﻠﻰ أﯾﺔ ﻛﺗﺎﺑﺔ إﻧﺷﺎﺋﯾﺔ (ﻣﻘدﻣﺔ ـ ﻋرض ـ ﺧﺎﺗﻣﺔ)، إﻻ أن اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻧص اﻟﻔﻠﺳﻔﻲ ﺧﺻوﺻﯾﺎت ﺗﺣددھﺎ طﺑﯾﻌﺔ ﻣﺎدة اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ ﻧﻔﺳﮭﺎ، وﺳﻧﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﺗﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﺳط ﻣﻧﮭﺟﯾﺔ ھذه اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺿوء ﺗﻠك اﻟﺧﺻوﺻﯾﺎت.
-1 ﻃﺒﯿﻌﺔ اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ:إن اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﺗﻌﺗﺑر ﻣدﺧﻼ ﻟﻠﻣوﺿوع، ﻟذا ﯾﺟب أن ﺗﺧﻠو ﻣن ﻛل إﺟﺎﺑﺔ ﺻرﯾﺣﺔ ﻋن اﻟﻣطﻠوب، ﺣﯾث ﯾﻔﺗرض أﻻ ﺗوﺣﻲ ﺑﻣﺿﺎﻣﯾن اﻟﻌرض، ﻷﻧﮭﺎ ﺑﮭذا اﻟﺷﻛل ﺗﻣﻧﻊ ﻣ ن اﺳﺗﻛﺷﺎف ﻣﺎ ھو آت، وﺧﺻوﺻﺎ ﻷن اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﺳﺗﻛﺗﺳﻲ ﺷﻛل إﺟﺎﺑﺔ ﻣﺗﺳرﻋﺔ.
ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﺗﻌﺑﯾر ﺻرﯾﺢ ﻋن ﻗدرات وﻛﻔﺎﯾﺎت ﻋﻘﻠﯾﺔ، ﯾﻣﻛن ﺣﺻرھﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﮭ م (اﻷﻣر ﯾﺗﻌﻠق ھﻧﺎ ﺑﻔﮭم اﻟﻧص وﻓﮭم اﻟﺳؤال)، وﺑﻧﺎء اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ. وﻋﻠﯾﮫ، ﯾﺟب أن ﺗﺷﺗﻣل (اﻟﻣﻘدﻣﺔ) ﻋﻠﻰ ﺛﻼث ﻟﺣظﺎت أﺳﺎﺳﯾﺔ ﯾﺗم ﻓﯾﮭﺎ اﻻﻧﺗﻘﺎل ﻣن اﻟﻌﺎم إﻟﻰ اﻟﺧﺎص : أي ﻣن ﻟﺣظﺔ ﺗﻘدﯾم ﻋﺎم ھدﻓﮫ ﻣﺣﺎﺻرة اﻹ ﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣوﻗﻊ داﺧل اﻟﻧص، ﺗﻠﯾﮭﺎ ﻟﺣظﺔ اﻟﺗﺄطﯾر اﻹﺷﻛﺎﻟﻲ ﻟﻠﻧص، وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻣوﻗﻌﺗﮫ (اﻟﻧص) داﺧل اﻹطﺎر اﻹﺷﻛﺎﻟﻲ اﻟذي ﯾﺗﺣدد داﺧﻠﮫ، ﺛم اﻻﻧﺗﮭﺎء ﺑﻠﺣظﺔ ﺛﺎﻟﺛﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ طرح اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺗﺳﺎؤﻻت ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﺗﻠﻣﯾﺣﺎ ﻟﻠﺧطوات اﻟﺗوﺟﯾﮭﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﺗﻘود اﻟﻌرض.
ﻋﻠﻣﺎ ﺑﺄن طرح اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﻟﯾس ﻣﺟرد ﺻﯾﻐﺔ ﺗﺳﺎؤﻟﯾﺔ، وإﻧﻣﺎ ھو طرح ﻟﻠﺗﺳﺎؤﻻت اﻟﺿ رورﯾﺔ واﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ، واﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎر اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﻼﺣﻘﺔ إﺟﺎﺑﺔ ﻋﻧﮭﺎ. ھﻛذا ﯾﻣﻛن ا ﻻﻗﺗﺻﺎر (أﺣﯾﺎﻧﺎ) ﻋﻠﻰ ﺗﺳﺎؤﻟﯾن أﺳﺎﺳﯾﯾن : ﺗﺳﺎؤل ﺗﺣﻠﯾﻠﻲ (ﯾوﺟﮫ اﻟﺗﺣﻠﯾل)، وﺗﺳﺎؤل ﻧﻘدي ﺗﻘوﯾﻣﻲ (ﯾوﺟﮫ اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ)، ﻋﻠﻣﺎ ﺑﺄن ھﻧﺎك أﺳﺋﻠﺔ أﺧرى ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﺿﻣﻧﯾﺔ ﻧﮭﺗدي ﺑﮭﺎ داﺧل ﻓﺗرات ﻣن اﻟﻌرض، ﺣﻔﺎظﺎ ﻋﻠﻰ اﻟطﺎﺑﻊ اﻹﺷﻛﺎﻟﻲ ﻟﻠﻣﻘدﻣﺔ. إن اﻟﻣﻘدﻣﺔ – إذن - ﻟﯾﺳت اﺳﺗﺑﺎﻗﺎ ﻟﻠﺗﺣﻠﯾل، ذﻟك ﻣﺎ ﯾﺣﺗم اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ طﺎﺑﻌﮭﺎ اﻹﺷﻛﺎﻟﻲ، وﻣن ﺧﻼل ذﻟك اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺧﺻوﺻﯾﺔ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﺗﻲ ﯾﻔﺗرض أن ﺗﻛون ﻟﺣظﺔ ﺗﺄﻣل ﻓﻲ اﻟﻧص، ﻣن أﺟل اﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ اﻟطرح اﻟﻣﻌروض داﺧﻠﮫ وإﺑراز ﺧﺻوﺻﯾﺎﺗﮫ وﻣﻛوﻧﺎﺗﮫ.
- 2 ﻃﺒﯿﻌﺔ اﻟﻌﺮض:ﯾﻣﻛن إﻋﺗﺑﺎر اﻟﻌرض إﺟﺎﺑﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﻋﻠﻰ اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ، وﻣن ﺛﻣﺔ ﻓﺈن اﻟﻌرض ﯾﺗﺿﻣن ﻟﺣظﺗﯾن ﻛﺗﺎﺑﯾﺗﯾن أﺳﺎﺳﯾﺗﯾن، ھﻣﺎ ﻟﺣظﺗﺎ اﻟﺗﺣﻠﯾل واﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ.
2-1 ﻟﺣظﺔ اﻟﺗﺣﻠﯾل:إن ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻣن اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻗراءة ﻟﻠﻧص ﻣن اﻟداﺧل ﻻﺳﺗﻛﺷﺎف ﻣﺿﺎﻣﯾﻧﮫ وﺧﺑﺎﯾﺎه، وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻔﻛﯾك ﺑﻧﯾﺗﮫ اﻟﻣﻧطﻘﯾﺔ وﺗﻣﺎﺳﻛﮫ اﻟداﺧﻠﯾﯾن، ﻛﺄﻧﻧﺎ ﻧﺣﺎول أن ﻧﺗﺄﻣل ﻋﻘﻠﯾﺔ اﻟﻣؤﻟف ﻟﻔﮭم اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ ﺟﻌﻠﺗﮫ ﯾﺗﺑﻧﻰ اﻟطرح اﻟذي ﺗﺑﻧﺎه، وﯾﻔﻛر ﺑﺎﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﻓﻛر ﺑﮭﺎ .وﻣن ﺛﻣﺔ، ﻻﺑد ﻣن ﺗوﺟ ﯾﮫ اﻟﺗﺣﻠﯾل ﺑﺎﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﺿﻣﻧﯾﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ: ﻣﺎذا ﯾﺻﻧﻊ اﻟﻣؤﻟف ﻓﻲ ھذا اﻟﻧص، أو ﻣﺎذا ﯾﻘول؟ ﻛﯾف ﺗوﺻل إﻟﻰ ذﻟك؟ ﻣﺎ ھﻲ اﻟﺣﺟﺎج اﻟﺗﻲ وظﻔﮭﺎ ﻟﻠﺗوﺻل إﻟﻰ ﻣﺎ ﺗوﺻل إﻟﯾﮫ؟
ﻓﺎﻟﺳؤال اﻟﺿﻣﻧﻲ اﻷول ﯾﺣﺗم إﺑراز اﻟﻣوﻗف اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ ﻟﻠﻣؤﻟف ﻣن اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻋﺎﻟﺟﮫ و/أو إﺑراز طﺑﯾﻌﺔ أھﻣﯾﺔ اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﺛﺎرھﺎ... واﻟﺳؤال اﻟﺿﻣﻧﻲ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﯾدﻓﻊ إﻟﻰ اﻟﺗدرج اﻟﻔﻛري ﻣﻊ اﻟﻣؤﻟف، واﻟﺳﯾر ﻣﻌﮫ ﻓﻲ أھم اﻟﻠﺣظﺎت اﻟﻔﻛرﯾﺔ اﻟﺗﻲ وﺟﮭت ﺗﻔﻛﯾره. أﻣﺎ اﻟﺳؤال اﻟﺿﻣﻧﻲ اﻷﺧﯾر ھو ﺳؤال ﯾﺳﺗﮭدف اﻟوﻗوف ﻋﻧد اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﺣﺟﺎﺟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺑﻧﺎھﺎ اﻟﻣؤﻟف، وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟوﻗوف ﻋﻧد اﻟﺣﺟﺎج اﻟﺿﻣﻧﯾﺔ واﻟﺻرﯾﺣﺔ اﻟﺗﻲ وظﻔﮭﺎ ﻟدﻋم أطروﺣﺗﮫ، وﺗﺣدﯾد ﺧﺻوﺻﯾﺗﮭﺎ، وطﺑﯾﻌﺗﮭﺎ...
ﻓﺎﻟﺗﺣﻠﯾل – إذن - ھو ﻟﺣظﺔ ﺗﺄﻣل ﻓﻲ اﻟﻣﺿﺎﻣﯾن اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﻟﻠﻧص وھو ﻓﻲ اﻵن ذاﺗﮫ ﻟﺣظﺔ اﻟﻛﺷف ﻋن اﻟﻣﻧطق اﻟذي ﻣن ﺧﻼﻟﮫ ﺑﻧﻰ اﻟﻣؤﻟف ﺗﺻوره.
2 -2 ﻟﺣظﺔ اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔإن اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﻟﺣظﺔ ﻓﻛرﯾﺔ ﺗﻣﻛن ﻣن ﺗوظﯾف اﻟﻣﻛﺗﺳب اﻟﻣﻌرﻓﻲ، ﺑﺷﻛل ﯾﺗﻼءم ﻣﻊ اﻟﻣوﺿوع، ﺑﺣﯾث ﯾﺟب اﻟﺗﺄﻛﯾد، ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﻘﺎم، ﻋﻠﻰ أن اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣﻛﺗﺳﺑﺔ ﺗؤدي دورا وظﯾﻔﯾﺎ وﻣن ﺛم ﯾﺟب ﺗﻔﺎدي اﻟﺳرد واﻻﺳﺗظﮭﺎر... وﺑﻌﺑﺎرة أﺧرى، ﻋﻠﯾﻧﺎ أن ﻧﺳﺗﻐل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺿرورﯾﺔ ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟﻣﻧﺎﺳب، ﺑﺣﯾث ﯾﺻﺑﺢ ﻣﺿﻣون اﻟﻧص ھو اﻟذي ﯾﺗﺣﻛم ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎرف وﻟﯾس اﻟﻌﻛس. ھﻛذا ﺳﻧﺗﻣﻛن ﻣن اﻋﺗﺑﺎر اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﺷﻛﻼ ﻣن أﺷﻛﺎل اﻟﻘراءة اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻷطروﺣﺔ اﻟﻧص، اﻟﺗﻲ ﺗﻛﺗﺳﻲ ﻏﺎﻟﺑﺎ ﺻورة ﻧﻘد داﺧﻠﻲ و/أو ﺧﺎرﺟﻲ ﺗﺗم ﻓﯾﮫ ﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻟﺗﺻور اﻟذي ﯾﺗﺑﻧﺎه اﻟﻧص ﺑﺄطروﺣﺎت ﺗؤﯾده وأﺧرى ﺗﻌﺎرﺿﮫ، وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺗوظﯾف ﺳﺟﺎﻟﻲ ﻧﺣرص ﻣن ﺧﻼﻟﮫ ﻋﻠﻰ أن ﻧﺑرز ﻣواطن اﻟﺗﺄﯾﯾد أو اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ.
3 ﻃﺒﯿﻌﺔ اﻟﺨﺎﺗﻤﺔ ﯾﺟب أن ﺗﻛون اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ اﺳﺗﻧﺗﺎﺟﺎ ﺗرﻛﯾﺑﺎ ﻣﺳﺗﻠﮭﻣﺎ ﻣن اﻟﻌرض، أي اﺳﺗﻧﺗﺎﺟﺎ ﯾﻣﻛن ﻣن إﺑداء رأي ﺷﺧﺻﻲ ﻣن ﻣوﻗف اﻟﻣؤﻟف ﻣﺑرر(إن اﻗﺗﺿﻰ اﻟﺣﺎل) دون إﺳﮭﺎب أو ﺗطوﯾل. ﻓﻣن اﻷھداف اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗوﺧﺎھ ﺎ ﺗﻌﻠم اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ ﺗﻌﻠم اﻟﻧﻘد واﻹﯾﻣﺎن ﺑﺎﻻﺧﺗﻼف.
منهجية مقاربة السؤال المفتوحإن اﻟﺗوﺟﯾﮭﺎت اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ ھذا اﻟﺷﺄن، ﺗؤﻛد ﻋﻠﻰ ﺗﺻور ﻣﻧﮭﺟﻲ ﻣﺿﺑوط ﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﺳؤال اﻟﻣﻔﺗوح، وھذا أﻣر ﯾﻔﺳﺢ اﻟﻣﺟﺎل ﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺗﺿﺎرﺑﺎت واﻟﺗﺄوﯾﻼت، وﻧﻌﺗﻘد أن طرﯾﻘﺔ اﻟﺳؤال اﻟﻣﻔﺗوح ھﻲ - ﺑﺎﻟﻌﻛس - ﻣن اﻟطرق، اﻷﻛﺛر اﺳﺗﻌﻣﺎﻻ ﻟﺗﻘﯾﯾم اﻟﺗﻼﻣﯾذ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ طرﯾﻘﺔ اﻟﻘوﻟﺔ-اﻟﺳؤال، وﺣﺗﻰ ﺗﻛون ﻣﻧﮭﺟﯾﺔ ﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﺳؤال اﻟﻣﻔﺗوح، ﻓﻲ اﻟﻣﺗﻧﺎول ﺳﻧﺻﺣب اﻟﺧطوات اﻟﻧظرﯾﺔ ﺑﻧﻣوذج، اﻟﮭدف ﻣﻧﮫ اﻻﻗﺗراب ﻣن اﻟﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﻣن ﺧﻼﻟﮭﺎ ﻓﮭم اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻧظري. ﻣن أﺟل ذﻟك، ﻧﻘﺗرح اﻟﺳؤال اﻟﺗﺎﻟﻲ :"
ھل ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎر اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﺣﺗﻣﯾﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ؟"
ﯾﻣﻛن أن ﻧﻼﺣظ أن ھذا اﻟﺳؤال ﻗﺎﺑل ﻟﻛﻲ ﻧﺟﯾب ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺎﻟﻧﻔﻲ أو اﻹﯾﺟﺎب أو ﺑرأي ﺛﺎﻟث ﯾﺗﺄرﺟﺢ ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ...إﻟﺦ. ﺻﺣﯾﺢ أن اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ ﺗﻔﻛﯾر ﻧﻘدي، إﻻ أﻧﮭﺎ، ﻓﻲ ذات اﻟوﻗت، ﺗﻔﻛﯾر ﻋﻘﻠﻲ ﻣﻧطﻘﻲ ﯾﻧﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺎءﻟﺔ، واﻟ ﻔﮭم، واﻟﺗﻔﻛﯾر، ﻗﺑل إﺻدار اﻷﺣﻛﺎم. وﺣﺗﻰ ﻻ ﯾظﮭر ﻣوﺿوﻋﻧﺎ ﻓﻲ ﺻورة اﻷﺣ ﻛﺎم اﻟﻘﺑﻠﯾﺔ واﻟﺟﺎھزة ؛ ﻻ ﺑد ﻣن أن ﯾﻛﺗﺳﻲ ﺻﯾﻐﺔ إﻧﺷﺎء، أي ﺑﻧﺎء ﻓﻛري ﻣﺗدرج ﯾﻧطﻠق ﻣن اﻟﻔﮭم إﻟﻰ اﻟﻧﻘد، ﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن اﻷطروﺣﺎت اﻟﻔﻛرﯾﺔ واﻟﻔﻠﺳﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﻌرﻓﮭﺎ .
ﻟﻧﺗﻔﺣص اﻟﺳؤال اﻟﻣطروح أوﻻﯾﻼﺣظ أﻧﻧﺎ إذا أزﻟﻧﺎ اﻟطﺎﺑﻊ اﻻﺳﺗﻔﮭﺎﻣﻲ ﻟﻠﺳؤال (ھل) ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎر اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﺣﺗﻣﯾﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ (؟)، ﻧﺣﺻل ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺑﺎرة اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ : " ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎر اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﺣﺗﻣﯾﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ". اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺳﺗدﻋﻲ ﻣﻧﺎ، أوﻻ، ﺗوﺿﯾﺢ ﻣﺎ ﻣﻌﻧﻰ أن ﺗﻛون اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﺣﺗﻣﯾﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ؟ ! ﻗﺑل أن ﻧﻧطﻠق ﻓﻲ ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ " ھل ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﺣﺗﻣﯾﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ؟ " . وﻧﻌﺗﻘد أن ﺗﺳﺟﯾل ھذه اﻟﻣﻼﺣظﺔ اﻷوﻟﯾﺔ ﺳﯾﺳﺎﻋدﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻣﺛل اﻟﺧطوات اﻟﻣﻧﮭﺟﯾﺔ اﻟﻼﺣﻘﺔ.
-1 ﻃﺒﯿﻌﺔ اﻟﻤﻘﺪﻣﺔﻻ ﯾﺟب، أﺑدا، أن ﻧﻧﺳﻰ أن ھدف اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ، ھو أن ﻧﺣول اﻟﻣوﺿوع، اﻟﻣطروح ﻋﻠﯾﻧﺎ، إﻟﻰ ﻗﺿﯾﺔ إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ. وﻋﻠﯾﮫ، ﻻﺑد أن ﯾﺗﺣول اﻟﺳؤال ذاﺗﮫ، إﻟﻰ إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ. وذﻟك ﺑﺗﺄطﯾره، أوﻻ، داﺧل اﻟﻣوﺿوﻋﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ، ﺛم داﺧل اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ. ﻛﻣﺎ ھو اﻟﺷﺄن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻧص، أو اﻟﻘوﻟﺔ. ﻟﻛﻲ ﺗﻧﺗﮭﻲ ﻣﻘدﻣﺗﻧﺎ، ﺑﺎﻟﺗﺳﺎؤﻻت اﻟﺿرورﯾﺔ، اﻟﻣﺳﺗﻠﮭﻣﺔ ﻣن اﻟﺳؤال اﻟﻣطروح ﻋﻠﯾﻧﺎ ذاﺗﮫ. وﺣﺗﻰ ﯾﻛون ﻛﻼﻣﻧﺎ إﺟراﺋﯾﺎ ﻧﻌود إﻟﻰ ﺳؤاﻟﻧﺎ .
اﻟﺗﺄطﯾر اﻹﺷﻛﺎﻟﻲ ﻟﻠﺳؤال اﻟﻣﻘﺗرح: ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗﺧذ ﺗﻘدﯾﻣﻧﺎ اﻟﻌﺎم، ﺻﯾﻐﺎ ﻣﺗﻧوﻋﺔ. ﻛﺄن ﻧﺳﺗﻐل – ﻣﺛﻼ - اﻟﺗﻧوع اﻟدﻻﻟﻲ ﻟﻣﻔﮭوم اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ، أو ﻧﺳﺗﻐل طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ وﻣﺎ ﺗﺗﺳم ﺑﮫ ﻣن ﺧﺻوﺻﯾﺔ ﻓﻲ دراﺳﺗﮭﺎ ﻟﻠﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣﺗﻣﯾزة ﺑطﺎﺑﻌﮭﺎ اﻹﺷﻛﺎﻟﻲ، ﻟﻧﺧﻠص ﺑﻌد ذﻟك إﻟﻰ اﻟﺗﺄطﯾر اﻹﺷﻛﺎﻟﻲ ﻟﻠﺳؤال، ﺑﺈظﮭﺎر أن ھذا اﻟﺳؤال ﯾﺣﺗم ﻋﻠﯾﻧﺎ ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﻣﻔﮭوم اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﺧﺻوﺻﺎ ﻣن ﺣﯾث إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ وأﻧظﻣﺔ ﺑﻧﺎﺋﮭﺎ. ﻟﻧﻧﺗﮭﻲ إﻟﻰ طرح اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺻﯾﻐﺔ ﺗﺳﺎؤﻟﯾﺔ ﻛﺎﻵﺗﻲ : ﻣﺎ ﻣﻌﻧﻰ أن ﺗﻛون اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﺣﺗﻣﯾﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ؟ وإﻟﻰ أي ﺣد ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎرھﺎ (أي اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ) ﻣﻧﺗوﺟﺎ ﺣﺗﻣﯾﺎ ﻟﻣﻌطﯾﺎت اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣوﺿوﻋﯾﺔ ؟ ﻓﻼ ﯾﺟب أن ﻧﻧﺳﻰ أن اﻟﻣﮭم ﻓﻲ ﺑﻧﺎء اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ، ﻟﯾس ھو وﺿﻊ اﻟﺗﺳﺎؤﻻت ﻟذاﺗﮭﺎ، وﻻ ﻋددھﺎ ؛ وإﻧﻣﺎ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻟﺗﺳﺎؤﻻت اﻟﺗﻲ ﺳﻧﺟﯾب ﻋﻧﮭﺎ، واﻟﺗﻲ ﻟن ﺗؤدي اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻧﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﺧروج ﻋن اﻟﻣوﺿوع .
-2 ﻃﺒﯿﻌﺔ اﻟﻌﺮضﯾﻧﻘﺳم اﻟﻌرض إﻟﻰ ﻣرﺣﻠﺗﯾن، وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻟﺣظﺗﯾن ﻓﻛرﯾﺗﯾن ﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺗﯾن:
ﻣرﺣﻠﺔ ﻓﮭم اﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﻣطروﺣﺔ ﻋﻠﯾﻧﺎ ﻟﺗﻘﯾﯾﻣﮭﺎ، وﯾﺟب ﻓﻲ ذﻟك أن ﻧﺳﺗﻐل ﻣﻛﺗﺳﺑﻧﺎ اﻟﻣﻌرﻓﻲ واﻷطروﺣﺎت اﻟﺗﻲ درﺳت، ﺣﯾث ﯾﺟب أن ﺗﻧم ﻛﺗﺎﺑﺗﻧﺎ ﻋن ﺗﺄطﯾر ﻓﻛري ﻟﻠﻘﺿﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﻧﻧﺎﻗﺷﮭﺎ. وﻣن أﺟل ذﻟك، ﯾﺟب أن ﺗﺑﺗﻌد ﻛﺗﺎﺑﺗﻧﺎ ﻋن اﻟﻌﻣوﻣﯾﺎت و"اﻟﻛﻼم اﻟﻣﺑﺗذل" اﻟذي ﯾﻣﻛن أن ﻧﺟده ﻋﻧد "أي ﻛ ﺎن". إﻻ أﻧﮫ، ﻓﻲ ذات اﻟوﻗت ﯾﺟب أن ﻧﺗﺣﺎﺷﻰ اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺳردي، اﻟذي ﻻ ﯾﻧم إﻻ ﻋن اﻟﺣﻔظ واﻻﺳﺗظﮭﺎر. ﻓﻧﻌﻣل، ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ، ﻋن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟوظﯾﻔﻲ اﻟﺟﯾد ﻟﻠﻣدروس (ﻓﻲ اﻟﻔﺻل أو ﺧﺎرﺟﮫ) وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ " ﻟﺳؤاﻟﻧﺎ " ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ھﻧﺎ ﺑﺈظﮭﺎر ﺗﻣﯾز اﻟﺧطﺎب اﻟﺳوﺳﯾوﺛﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺗﻣﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻠﺷﺧﺻﯾﺔ وأھﻣﯾﺔ اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﻧﺎﺋﮭﺎ (
ﺗوظﯾف ﻧﻣﺎذج ﻣن اﻷطروﺣﺎت اﻟﺳوﺳﯾوﺛﻘﺎﻓﯾﺔ)، ﻣﻊ اﻟﺣرص ﻋﻠﻰ إﺑراز اﻗﺗراب ﺑﻌض اﻟﺗﺻورات اﻟﺳﯾﻛوﻟوﺟﯾﺔ ﻣن ھذا اﻟﺗﻣﺛل. ﺣﯾث، أن اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ – ﻣﺛﻼ – ﺗﻧﻔﻲ دور اﻻﺳﺗ ﻌدادات اﻟﻔطرﯾﺔ، واﻟﻣؤھﻼت اﻟﻔردﯾﺔ، ﻓﻲ ﺑﻧﺎء اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ. ﻛﻣﺎ ﺗﺗﻣﯾز اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻼ ﺷﻌورﯾﺔ، ﺑﺗﻧوﯾﻊ ﻣﻛوﻧﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ، إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻓطري (اﻟﮭو) وآﺧر ﺛﻘﺎﻓﻲ (اﻷﻧﺎ واﻷﻧﺎ اﻷﻋﻠﻰ) واﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ ﺗوﺟﯾﮫ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻟﻠﻔطري.
ﻣﻣﺎ ﯾؤﻛد اﻟﺗﻔﺎف اﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ (ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﺷﻌورﯾﺔ) ﺣول ﺣﺗﻣﯾﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ. وﯾﻣﻛن اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ و ﺟود أطروﺣﺎت ﻓﻠﺳﻔﯾﺔ – ﻗرﯾﺑﺔ ﻣن اﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﺗؤﻛد ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺗﻣﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻺﻧﺳﺎن (اﻟﻣﺎرﻛﺳﯾﺔ ﻣﺛﻼ) ﻟﯾﺗم ﺑﻌد ذﻟك اﻻﻧﺗﻘﺎل إﻟﻰ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺑﺣث ﻋن اﻷطروﺣﺎت اﻟﻧﻘﯾض، وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ، اﻻﺳﺗﻐﻼل اﻟوظﯾﻔﻲ اﻟﺟﯾد ﻟﻸطروﺣﺎت، اﻟﺗﻲ ﺗرى رأﯾﺎ ﻣﻧﺎﻗﺿﺎ ﻟﻣﺎ ﺗم طرﺣﮫ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﺑﻌﯾدا ﻛذﻟك ﻋن اﻟﺳرد واﻻﺳﺗظﮭﺎر...
وﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ " ﻟﺳؤاﻟﻧﺎ " ﺑﺎﻷطروﺣﺎت اﻟﻔﻛرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ، وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻹﻧﺳﺎن، ﺑﻌﯾدا ﻋن اﻹﻛﺎراھﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة، أو اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ، اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن ﺗﻠك اﻹﻛراھﺎت. وﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر - ﻓﻲ ھذا اﻟﺻدد - ﺑﺎﻟﺧطﺎب اﻟﻔﻠﺳﻔﻲ اﻟذي ﯾرﺑط اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﺑﺎﻟوﻋﻲ (ﻛﺎﻧط ودﯾﻛﺎرت)، واﻟﺧطﺎب اﻟﻔﻠﺳﻔﻲ، اﻟذي ﯾﻧﻔﻲ ﻋن اﻹﻧﺳﺎن، ﻛل ﺛﺑﺎت، ﻓﯾرى اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺟدد أﺻﯾل، وﻓﻲ دﯾﻣوﻣﺔ (ﺑرﻏﺳون)، أو ﯾرى أن ﻟﯾس ﻟﻺﻧﺳﺎن ﻣﺎھﯾﺔ ﺛﺎﺑﺗﺔ، ﻷن "اﻹﻧﺳﺎن ﯾوﺟد أوﻻ، ﺛم ﯾﺣدد ﻣﺎھﯾﺗﮫ ﺑﻌد ذﻟك" ﻣﻌﺑرا ﻋن إرادﺗﮫ وﺣرﯾﺗﮫ (ﺳﺎرﺗر).
-3 ﻃﺒﯿﻌﺔ اﻟﺨﺎﺗﻤﺔﻣﺎ ﻧﻧﻔك، ﻧؤﻛد ﻋﻠﻰ أن اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ، ﻻ ﺑد أن ﺗﺗوزع إﻟﻰ اﺳﺗﻧﺗﺎج، ورأي ﺷﺧﺻﻲ .ﻓﺎﻻﺳﺗﻧﺗﺎج ﯾﺟب أن ﯾﻛون داﺋﻣﺎ ﻣﺳﺗﻠﮭﻣﺎ ﻣن اﻟﻌرض ﻓﯾﻌﺗﺑر، ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ، ﺣﺻﯾﻠﺔ، وﻣﻼﺣظﺔ ﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻟﻠﺗﻧوع اﻟﻔﻛري اﻟذي ﯾﺷوب اﻟﻧظرة إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ ذات اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻔﻠﺳﻔﯾﺔ. اﻷﻣر اﻟذي ﯾﻌطﻲ ﻟﻧﺎ، ﻛذﻟك، اﻟﻔرﺻﺔ ﻟﻧدﻟﻲ ﺑدﻟوﻧﺎ ﻓﻲ اﻷﻣر، وﻧﻌطﻲ رأﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع. إﻻ أن ھذا اﻟرأي، ﻻﺑد أن ﯾﻛون ﻣﺑررا ﺑﺎﻗﺗﺿﺎب، ﻓﻧوظف - ﻣن أﺟل ذﻟك - ﻣﺎ ﻧﻌرﻓﮫ ﻣن أطروﺣﺎت. وﻓﻲ ﻛل اﻷﺣوال ﯾﺟب أن ﻧﺗﺣﺎﺷﻰ اﻵراء اﻟﻔﺿﻔﺎﺿﺔ ﻣن ﻗﺑﯾل "اﻷﺟدر أن ﻧﺗﺑﻧﻰ ﻣﺎ ذھب إﻟﯾﮫ اﻟﺧطﺎب اﻟﻔﻠﺳﻔﻲ." أو "وﻓﻲ ھذا اﻟﻣوﺿوع ﯾﺳﺗﺣﺳن أن ﻧﺗﻔق ﻣﻊ اﻟﺧطﺎب اﻟﺳوﺳﯾوﺛﻘﺎﻓﻲ." ...إﻟﺦ، ﻷن ھذا، ﻛﻣﺎ ﯾﻼﺣظ، ﻛﻼم ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺑﻌض اﻟﺗوﺿﯾﺢ.
منهجية مقاربة القولةﻣن اﻟطرق اﻟﺗﻲ ﺗم اﺧﺗﯾﺎرھﺎ - إذن - ﻟﻣﺳﺎءﻟﺔ اﻟﻣﺗرﺷﺣﯾن، ﻻﺟﺗﯾﺎز اﻣﺗﺣﺎن اﻟﺑﺎﻛﻠورﯾﺎ ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ، طرﯾﻘﺔ اﻟﻘوﻟﺔ-اﻟﺳؤال.
وﻓﻲ ھذا اﻹطﺎر، وﺟب اﻟﺗﻧﺑﯾﮫ إﻟﻰ ﺑﻌض اﻟﺻﻌوﺑﺎت، اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﻧﺟدھﺎ ﻓﻲ ﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻘوﻟﺔ، واﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﻧﺣﺻر أھﻣﮭﺎ ﻓﯾﻣﺎ
ﯾﻠﻲ:
- ﺗﻌودﻧﺎ ﻋﻠﻰ طرﯾﻘﺔ ﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻧص طﯾﻠﺔ اﻟدورة اﻷوﻟﻰ، ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﻌﻣﯾم ھذه اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘوﻟﺔ
- ﺣﺟم اﻟﻘوﻟﺔ (اﻟﺻﻐﯾر) اﻟذي ﻻ ﯾﺳﺎﻋدﻧﺎ ﻛﺛﯾراﻋﻠﻰ إدراك ﻣﺿﻣون اﻟﻘوﻟﺔ ﺑﺳرﻋﺔ .
- ﻓﮭم اﻟﺳؤال اﻟﻣذﯾل ﻟﻠﻘوﻟﺔ، وﺑﺎﻟ ﺗﺎﻟﻲ ﻣوﻗﻌﺗﮫ ﺑﺷﻛل ﻣن اﻷﺷﻛﺎل داﺧل اﻟﻣﻛﺗﺳب اﻟﻣ ﻌرﻓﻲ اﻟﺳﺎﺑق.
وﻟﺗﺧطﻲ ھذه اﻟﺻﻌوﺑﺎت، وﻏﯾرھﺎ ، ﻻﺑد أن ﻧدرك، أوﻻ وﻗﺑل أي ﺷﻲء، أن اﻟﺳؤال اﻟﻣذﯾل ﻟﻠﻘوﻟﺔ ﺳؤال ﯾﺗﺄﻟف ﻣن ﻣطﻠﺑﯾن: ﻣطﻠب ﯾﻔﺗرض ﻓﯾﮫ، أن ﯾدﻓﻊ ﺑﻧﺎ ﻧﺣو اﻟﻛﺷف ﻋن اﻷطروﺣﺔ اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻘوﻟﺔ، وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﺳﺗﺧراﺟﮭﺎ.ﺛم ﻣطﻠب ﯾدﻓﻊ ﺑﻧﺎ ﻧﺣو ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﻘوﻟﺔ، وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻘﯾﯾم اﻷطروﺣﺔ اﻟﻣﻔﺗرض أن ﺗﺗﺿﻣﻧﮭﺎ اﻟﻘوﻟﺔ .وﺳﻧﺣﺎول، ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ، ﺗﻘدﯾم ﺗﺻور ﻧظري ﺣول اﻟﺧطوات اﻟﻣﻧﮭﺟﯾﺔ اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ ﻣن ﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻘوﻟﺔ.
- 1 ﻃﺒﯿﻌﺔ اﻟﻤﻘﺪﻣﺔإن ﻣن ﺧﺻوﺻﯾﺎت اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ، أﻧﮭﺎ ﻻﺗدرس إﻻ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ ذات اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ. وﻣن ﺛﻣﺔ، ﻻ ﺑد أن ﻧﻌﻣل ﻓﻲ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺣوﯾل اﻟﻘوﻟﺔ إﻟﻰ ﻗﺿﯾﺔ إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ . وذﻟك ﻣﺎ ﯾﺟﻌل طرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻘدﯾم، ﻓﻲ ﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻘوﻟﺔ ، ﻗرﯾﺑﺔ ﻣن طرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻘدﯾم ﻓﻲ ﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻧص. وﯾﺳﺗﺣﺳن، ﻓﻲ ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ، أن ﺗﺗﻧوع اﻷﺳﺋﻠﺔ إﻟﻰ ﻧوﻋﯾن أﺳﺋﻠﺔ ذات طﺑﯾﻌﺔ ﻣﺎھوﯾﺔ، وأﺳﺋﻠﺔ ذات طﺑﯾﻌﺔ ﻧﻘدﯾﺔ ﺗﻘوﯾﻣﯾﺔ. ﺑﻣﺎ أن اﻟﻣطﻠوب ﻣﻧﺎ، أوﻻ، ھو إﺳﺗﺧراج أطروﺣﺔ اﻟﻘوﻟﺔ، ﻓﺎﻟﺳؤال اﻟﻣﺎھوي، ﯾﺗﯾﺢ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﻌﻣق ﻓﻲ اﻟﻘوﻟﺔ و"اﻟﻐوص" داﺧﻠﮭﺎ، ﺑدل أن ﻧﺣوم ﺣوﻟﮭﺎ. أﻣﺎ اﻷﺳﺋﻠﺔ ذات اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ، ﻓﮭﻲ ﺗوﻓر ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﻼﺑﺗﻌﺎد اﻟﻧﺳﺑﻲ ﻋن اﻟﻘوﻟﺔ، وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ إﺑراز ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ اﻟﻔﻠﺳﻔﯾﺔ واﻟﻔﻛرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺿوء ﻣﻌطﯾﺎت ﻗﺑﻠﯾﺔ، وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ أطروﺣﺎت اﻛﺗﺳﺑﻧﺎھﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ.
- 2 ﻃﺒﯿﻌﺔ اﻟﻌﺮضﯾﺗﻧوع اﻟﻌرض إﻟﻰ ﻟﺣظﺗﯾن ﻓﻛرﯾﺗﯾن ﻣﺳﺗرﺳﻠﺗﯾن : ﻟﺣظﺔ اﻟﻘراءة وﻟﺣظﺔ اﻟﺗﻘﯾﯾم (أو اﻟﻧﻘد)
ﻟﺣظﺔ اﻟﻘراءة وھﻲ ﻟﺣظﺔ ﻣﻛﺎﺷﻔﺔ اﻟﻘوﻟﺔ، وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﻠﺣظﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﻧﻠزم ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻘوﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻔﺗق ﻟﻠﺑوح ﺑﺄطروﺣﺗﮭﺎ أو اﻟﺧطﺎب اﻟذي ﺗﺣﻣﻠﮫ، أو اﻟﺗﺻور اﻟذي ﺗﻌرﺿﮫ .. أو ھذه اﻷﻣور ﻛﻠﮭﺎ ﻣﺟﺗﻣﻌﺔ. وھذه
اﻟﻘراءة ﺗﺗﻧوع ﺑدورھﺎ إﻟﻰ ﻗراءﺗﯾن : ﺳﻧﺻطﻠﺢ ﻋﻠﻰ ﺗﺳﻣﯾﺗﮭﻣﺎ ﺗﺑﺎﻋﺎ ﺑ
ﺎﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻣﻔﺎھﯾﻣﯾﺔ، و
اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ. ﺛم ﺗﻠﯾﮭﻣﺎ ﻣﺑﺎﺷرة ﻟﺣظﺔ اﻹﻋﻼن ﻋن اﻷطروﺣﺔ اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻘوﻟﺔ.
اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻣﻔﺎھﯾﻣﯾﺔ :وھﻲ ﻟﺣظﺔ وﻗوف ﻋﻧد اﻟﻣﻔﺎھﯾم اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ، ﻟﻠﻘوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﻣﻔﺎﺗﯾﺢ ﺿرورﯾﺔ ﻟﻠﻛﺷف ﻋن أطروﺣﺔ اﻟﻘوﻟﺔ. إﻻ أﻧﮫ ﯾﺟب اﻟﺣرص ﻋﻠﻰ أن ﺗﺑﺗﻌد اﻟﻘراءة ﻓﻲ اﻟﻣﻔﺎھﯾم، ﻋن اﻟﺷرح اﻟﻠﻐوي واﻟﺧطﺎب اﻟﻌﻣوﻣﻲ اﻟﻣﺑﺗذل، وأن ﺗﺣﺎول اﻟرﻗﻲ إﻟﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻧظﯾر اﻟﻔﻠﺳﻔﻲ. ﺧﺻوﺻﺎ وأن اﻟﻣﻔﺗرض، أﻧﮫ ﯾﺗم اﻟﺗﻌود ﻋﻠﻰ ھذه اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ، أﺛﻧﺎء ﺗوظﯾف اﻟﻧﺻوص داﺧل اﻟﻔﺻل. ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ أن ھذه ﻣﻘﺎرﺑﺔ، ﯾﺟب أن ﻧﺗﻌود ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ أدب، ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن أﺣد اﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﻣذﯾﻠﺔ ﻟﻧﺻوص اﻻﺧﺗﺑﺎر، ﻗد ﯾﺣﺗم ﻋﻠﯾﻧﺎ ذﻟك. (ﺑدل ﺷرح "ﻋﺑﺎرة"، ﯾﻣﻛن أن ﯾطﻠب ﻣن ﺗﻼﻣﯾذ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺷرح ﻣﻔﮭوم أو ﻣﻔﺎھﯾم ﻣن اﻟﻧص.
اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ :وھﻲ اﻟﻠﺣظﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ، اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﻧﺣول ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻘوﻟﺔ، إﻟﻰ "ﻣﻘوﻻت" ﻓﻛرﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ "أطر" ﻧﺳﺗطﯾﻊ أن ﻧوﺳﻌﮭﺎ ﻓﻛرﯾﺎ وﻓﻠﺳﻔﯾﺎ، ﺣﺗﻰ ﻧﺟﻌﻠﮭﺎ ﺗﺄﺧذ طﺎﺑﻊ اﻟﺧﺻوﺻ ﯾﺔ. وﺑذﻟك ﻧﺣول ﺧطﺎب اﻟﻘوﻟﺔ "اﻟﻣﻘﺿب" إﻟﻰ ﺧطﺎب رﺣب، ﺑﺎﻋﺗﺑﺎره، ﯾﺣﻣل ﻓﻲ ﻣﻛﻧوﻧﺎﺗﮫ أﺑﻌﺎدا ﻓﻛرﯾﺔ، وﻓﻠﺳﻔﯾﺔ، ﻻﯾﺳﺗطﯾﻊ أ ن ﯾﻛﺗﺷﻔﮭﺎ إﻻ ﻣن ﻛﻠف ﻧﻔﺳﮫ ﻋﻧﺎء اﻟﺗﺄﻣل، واﻟﺗﻔﻛر، واﻟﺗدﺑر.
ﺑﻌد ذﻟك، ﻧﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻛﺷف ﻋن أطروﺣﺔ اﻟﻘوﻟﺔ، ﻓﻲ ﺻورة اﺳﺗﻧﺗﺎج، ﯾظﮭر أن ھذه اﻟﻠﺣظﺔ ﻛﺎﻧت ﺛﻣرة ﻟﻠﻣﺟﮭود اﻟﻔﻛري اﻟذي ﻗﻣﻧﺎ ﺑﮫ أﺛﻧﺎء اﻟﻘراءة اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ .
ﻟﺣظﺔ اﻟﺗﻘﯾﯾم ﺑﻣﺎ أﻧﻧﺎ - اﻵن - ﻧﻌرف اﻷطروﺣﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت اﻟﻘوﻟﺔ ﺗﺧﻔﯾﮭﺎ ﻓﻲ طﯾﺎﺗﮭﺎ ؛ ﻓﺈن ﻣﺎ ﯾﺗوﺟب اﻟﻘﯾﺎم ﺑﮫ ﻣﺑﺎﺷرة - ﺑﻌد ذﻟك - ھو اﻻﻧﻔﺗﺎح ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻛﺗﺳب اﻟﻣﻌرﻓﻲ اﻟﺳﺎﺑق، وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﺑﺣث ﻋن اﻷطروﺣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺳﯾر ﻓﻲ ﺗوﺟﮫ اﻟﻘوﻟﺔ. وﻧﺣن ﻧﻌﺗﺑر أن ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻟﯾﺳت ﺗﻘﯾﯾﻣﺎ، أو ﻧﻘدا ﻣطﻠﻘﺎ، ﻷن ﻓﻲ ذﻟك ﻧوع ﻣن اﻹﺗﻣﺎم ﻟﻠﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ. ﻓﺎﻷطروﺣﺎت اﻟﺗﻲ ﺳﻧﺄﺗﻲ ﺑﮭﺎ ﻛﻧﻣﺎذج، ﻻ ﺗﺄﺗﻲ ﻟﺗزﻛﻲ طرح اﻟﻘوﻟﺔ ﻓﺣﺳب، وإﻧﻣﺎ ﻟﺗزﻛﻲ ﻛذﻟك اﻟﻘراءة اﻟﺗﻲ ﻗﻣﻧﺎ ﺑﮭﺎ، وﺗﺑﯾن ﻟﻣﺎذا ﺣددﻧﺎ أطروﺣﺔ اﻟﻘوﻟﺔ ﻓﻲ ﻣوﻗف دون آﺧر، أو ﻟﻣﺎذا ﺗﻧدرج ﻓﻲ ﺧطﺎب ﻓﻛري ﻣﻌﯾن دون اﻟﺧطﺎﺑﺎت اﻷﺧرى ...إﻟﺦ
ﻟﺗﺄﺗﻲ ﺑﻌد ذﻟك ﻟﺣظﺔ اﻟﺗﻘﯾﯾم اﻟﺣﺎﺳم، واﻟﺗﻲ ﺗﺗﺟﻠﻰ ﻓﻲ اﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﻧﻘﯾض، واﻟﻣﻌﺎرض (l'antithèse) ﻓﻲ اﻟﻣﻛﺗﺳب اﻟﻣﻌرﻓﻲ، واﺳﺗﺛﻣﺎره، ﺑﺷﻛل ﯾظﮭر ﺑﺄن اﻟﻣوﻗف اﻟذي ﺗﺗﺑﻧﺎه اﻟﻘوﻟﺔ ﻟﯾس ﺑﺎﻟﻣوﻗف اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ.
- 3 ﻃﺒﯿﻌﺔ اﻟﺨﺎﺗﻤﺔﻛﺛﯾرا ﻣﺎ ﯾﺗم اﻻﺳﺗﺧﻔﺎف ﺑﺎﻟﺧﺎﺗﻣﺔ وﻧﺣن ﻧﻌﺗﺑرھﺎ ﻟﺣظﺔ ﺣﺎﺳﻣﺔ ﻣن ﻟﺣظﺎت اﻟﻣوﺿوع . ﻓﮭﻲ ﻟﺣظﺔ ﺗﻔﻛر ﻓﯾﻣﺎ ﺳﺑق وﻟﺣظﺔ ﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻟذات. ﻟذا ﻧﻌﺗﺑر اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ اﺳﺗﻧﺗﺎﺟﺎ ﻣﻧﺑﺛﻘﺎ ﻣن اﻟﻠﺣظﺎت اﻟﻔﻛرﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ، وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻌﺑﯾر ﻋن رأﯾﻧﺎ اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻣن ﻣوﻗف اﻟﻘوﻟﺔ. رأي ﯾﻧطﻠق ﻣن اﻟﺣق اﻷﺳﻣﻰ (اﻟذي ﻻ ﯾﺗﻧﺎﻗض ﻣﻊ روح اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ (اﻟذي ﻧﻣﻠﻛﮫ، ﻓﻲ أن ﻧﻛون ﻣﻊ، أو ﺿد، أي ﺧطﺎب أو ﺗﺻور إﻻ أن ذﻟك ﻻﯾﺟب أن ﯾﻛون ﺑطرﻗﺔ ﺟزاﻓﯾﺔ ﻣﻔﺗﻌﻠﺔ وﻻ ﺑ طرﯾﻘﺔ ﻣﺳﮭﺑﺔ.