هناك بعض الأوهام والمعتقدات الخاطئة حول طريقة الإسعاف في حالات الطوارئ ، ويؤكد الخبراء على ضرورة معرفة الجميع لبعض الأساسيات لمواجهة الحوادث التى قد نتعرض لها بين الحين والآخر بطريقة سليمة .
وبحسب جريدة "القبس" فإن الإحصائيات الدولية رصدت ما بين 8 : 10 % من الناس الذين يتعرضون لحوادث سير خطرة بسبب عدم تقديم الإسعافات الأولية لهم، أو تقديمها بشكل غير صحيح ، لذلك تنبه الأوساط الصحية المتخصصة إلى مخاطر هذا الأمر لان عدم تقديم الإسعافات الأولية اللازمة بشكل صحيح يؤدي إلى الموت أو إلى حدوث تعقيدات خطرة تترك بصماتها بشكل دائم على صحة المصاب الجسدية والنفسية.
1 - أثناء نوبة الصرع مطلوب وضع شيء في فم المصاب : ينتشر على نطاق واسع اعتقاد أن أفضل إسعاف أولي يقدم للمصاب بنوبة من الصرع هو جعله غير قادر على الحركة، ووضع شيء صلب في فمه حتى لا يعض نفسه. وهذا الاعتقاد غير صحيح حسب المختصين، لان الصرع نشاط كهربائي غير عادي للدماغ يستمر عادة لعدة دقائق، وبالتالي فان محاولة وضع أي شيء في فم المصاب بالنوبة ينتهي على الأرجح بتعرضه للعض لان التشنجات تكون قوية.
المختصون يؤكدون أن الفك يكون مثبتا بشكل قوي أثناء حدوث التشنجات القوية، وبالتالي ليس بالإمكان فتحه. أما في حال استخدام العنف، فيؤدي ذلك في اغلب الأحيان إلى جرح اللثة أو الأسنان التي تندمل عادة بشكل أسوأ من عض اللسان.
ويوجد خطر أيضا من تعرض المصاب لأذى أثناء العمل على شل حركته، ولذلك ففي حال مشاهدة احد الناس في حالة صرع ينصح المختصون الناس بالعمل على إبعاد كل الأشياء التي يمكن أن تؤذيه من أمامه وحوله، وبوضع قطعة قماش تحت رأسه، ثم جعله في حالة استقرار بعد ابتعاد النوبة، ومن ثم فتح فمه وتنظيفه وتحريك الفك السفلي.
2 - مص السم في حال التعرض للدغة أفعى : من المؤكد أن الكثير من الناس سمعوا بان أفضل مساعدة أولية تقدم في حال تعرض الشخص للدغة الأفعى القيام بفتح الجرح ومص سم الأفعى من الدم، غير أن المشكلة هنا تكمن في أن هذه الطريقة لا تعمل، أما التصور بان السم يبقى في مكان اللدغة بانتظار من يمصه ويخرجه، فهو ساذج.
مص السم أو سحبه عن طريق الفم، يمكن أن يعرض من يقوم به للتسمم، لان السم يمكن أن يدخل الجسم عن طريق جرح صغير جدا في تجويف الفم. أما في حال شق المكان المحيط باللدغة، فان ذلك يجعل الوضع أسوأ لأنه يعقد عملية التئام الجرح.
الخبراء ينصحون بدلا من هذه الممارسات بتجميد الأطراف كي لا يحاول المصاب المشي، لان النشاط العضلي يزيد من استيعاب السم، وبالعمل على تبريد مكان اللدغة لإبطاء عملية تفتت السم وطلب الإسعاف بسرعة.
كما أن التعرض للدغة الأفعى يجب أن لا يؤدي إلى حالة من الهلع، فسمها ليس قويا كما يعتقد الكثيرون، ولذلك فان الإنسان المعافى يصمد لوقت كاف ريثما يجري نقله إلى المشفى.
3 - اشربوا الحليب أو الماء بسرعة في حال تناول السم : على الناس الذين يعتقدون أنه من الضروري شرب الحليب أو الماء بسرعة بعد استخدام السم نسيان ذلك، وكذلك نسيان الوهم الذي يقول انه من الضروري التحريض على التقيؤ في حال شرب السم.
يؤكد الخبراء أن بعض أنواع السموم تتجاوب مع الحليب والماء، وبالتالي فان الضرر يكون اكبر. أما في حال إثارة التقيؤ، فان ذلك يعرض المريء للمزيد من تأثير السم عليه، لذلك ينصحون بعدم الإقدام على ذلك من دون استشارة الطبيب.
ويرون انه في حال نصح الطبيب بذلك، يتعين أن يجري الأمر بطريقة يدوية أي وضع الإصبع في نهاية اللسان وعدم إثارة التقيؤ عن طريق استخدام ملح الطعام، كما يعتبرون المشروبات الغازية غير مناسبة.
4 - أثناء نزف الأنف يجب تمييل الرأس إلى الأعلى : حتى في دروس التربية العسكرية يجري تعليم الطلاب ان إحدى الطرق الفعالة لإيقاف نزف الأنف تكمن في رفع الرأس إلى الخلف وإغلاق الأنف، رغم أن هذا الأمر ليس صحيحا لان رفع الرأس باتجاه الخلف يجعل الإنسان مضطرا إلى بلع الدم، وبالتالي زيادة خطر حدوث عملية التقيؤ.
إن القواعد الأساسية للمساعدة الأولية تتحدث الآن عن أن أفضل طريقة لوقف النزف تكمن في تمييل الرأس قليلا نحو الأمام، والضغط على الأنف بالأصابع والتنفس عن طريق الفم، والطلب من احد الناس أن يضع على جبهة الرأس وعلى الرقبة وجذر الأنف لفافات باردة لأنها تؤدي إلى حدوث تقلص في شرايين الأنف. أما الدم الذي ينزل إلى الفم فينصح ببصقه وعدم بلعه.
5- امسحوا الأطراف المتجمدة بالثلج : في حال حدوث تجمد فان الخطأ الأكبر الذي يمكن ارتكابه هو مسح أو فرك الأنسجة المتجمدة بالثلج، ففي حال حدوث عمليات تجمد قوية، فان الماء في الأنسجة يتجمد أيضا، لذلك تتعرض البلوريات الصغيرة لضرر اكبر أثناء حكها، وللسبب نفسه يتعيّن أيضا عدم الإقدام على ذلك أثناء تجمد الأرجل.
إن الفرك أو المسح الذي يجري بهدف التدفئة يمكن العمل به أثناء حدوث التجمد الطفيف أو المعتدل، لكن يتعيّن اتباع الحذر الشديد. كما يتعيّن عدم تعريض الأماكن المتجمدة لدرجة حرارة مرتفعة، لان أساس الإسعاف الأولي في هذا المجال يعتمد على التدفئة التدريجية.
6 - أفضل شيء لمعالجة الحروق وضع الزبدة عليها : تقول إحدى الوصفات الشعبية المتداولة ان أفضل شيء لمعالجة الحروق فورا هو وضع الزبدة أو الزيت على الأماكن التي تتعرض للحرق، ووفق بحث أجراه الصليب الأحمر البريطاني فان عائلة من خمس تستخدم هذه الطريقة في معالجة الحروق التي تصيب أطفالها.
المختصون ينبهون إلى أن هذه الطريقة تحمل معها خطر حدوث عدوى جرثومية في مكان الحرق، وبالتالي حدوث تعقيدات اكبر. كما أن المواد التي تصنع على أساس زيتي تمنع خروج الحرارة من الأنسجة، ما يجعل حجم الحروق اكبر.
ويشدد المختصون على أن الأمر الأكثر أهمية يكمن في إزالة مصدر الحرارة حتى لو تطلب الأمر خلع ثياب المصاب بالحرق، لا سيما التي وقعت عليها المواد الملتهبة السائلة، لكن يتعيّن في هذه الحالة عدم إزالة المادة التي احترقت مباشرة على الجلد.
إن الحروق التي لا تصنف من الدرجة الثالثة يمكن تبريدها عن طريق الماء البارد ثم تغليف مكان الإصابة بمادة معقمة والبحث لاحقا عن المساعدة الطبية. ويشدد مختصو الحروق على ضرورة عدم إدخال أي شيء إلى مكان الحرق أو رش مكان الحرق، أما الاعتقاد الشعبي المنتشر حول فوائد الزبدة والزيت والطحين على الحروق فليس صحيحا البتة.