اعتقال قاض متورط في تزوير امتحانات الباكلوريا بالدار البيضاء

اعتقلت عناصر الأمن، الاثنين الماضي، بشارع محمد بوزيان بالبيضاء، قاضيا سابقا كان مبحوثا عنه في فضيحة الغش في امتحانات الباكلوريا التي شهدتها ثانوية البارودي، والتي أدينت فيها مجموعة من الأطر والأساتذة بالحبس النافذ، بعد أن ثبت تورطهم في دس ورقات إجابة خاصة ببعض المواد ضمن ورقات الامتحان لتمكين ابن القاضي من الحصول على نقاط مرتفعة. وعلمت «الصباح»، من مصادر مطلعة، أن فرقة أمنية خاصة ترصدت خطوات القاضي السابق، الذي كان في حالة فرار منذ إثارة الفضيحة صيف السنة الماضية، وعمدت إلى إيقافه حينما كان يهم بركوب سيارة من نوع «كونغو» اعتاد التنقل عبرها، وطلبت منه مرافقتها بعد أن أطلعته على صفتها، غير أن القاضي رفض الامتثال إلى أوامر رجال الأمن، الذين كانوا بزيهم المدني، مخبرا إياهم أنه قاض وأنه لا يجب معاملته بهذا الأسلوب، قبل أن يصيح في وجوههم «واش عرفتو معامن كتهضرو».

وتجمهر عشرات المواطنين بمكان الحادث بعد سماعهم صراخ القاضي ومحاولات رجال الأمن إدخاله السيارة، قبل أن يصعدوه بالقوة إلى سيارة من نوع «داسيا» كانت عناصر الأمن على متنها.

وكان القاضي سالف الذكر موضوع مذكرة بحث على الصعيد الوطني، بعد أن كشفت التحقيقات التي أجرتها عناصر الفرقة الوطنية صلته بملف الغش في امتحانات الباكلوريا، خاصة تصريحات الحارس العام التي أكد من خلالها أن القاضي سلمه خمسة آلاف درهم رشوة منحها لأستاذ مقابل دس ورقة تحرير الأجوبة الخاصة بمادة الفيزياء، كما وعده بمبالغ مالية أخرى بعد ظهور نتائج الامتحانات وتمكن ابنه من الحصول على الشهادة.

وكشف التحقيق ذاته أن القاضي التقى الحارس العام بمقهى، وأخبره، بعد توطد العلاقة بينهما، بأن ابنه مرشح لاجتياز الامتحان الموحد لنيل شهادة الباكلوريا، وأنه في حاجة ماسة لشخص يقوم بتسريب مواضيع الامتحانات والإجابة عليها، قبل إدخالها إلى قاعة الامتحان ووضعها فوق طاولة ابنه ليتمكن من تقديمها بعد ذلك للمراقبين على أساس أنها إجاباته في الامتحانات.

وتبين من التحقيق أن الحارس العام وافق على السيناريو الذي وضعه القاضي، إذ كان الأب يضع ورقة الأجوبة فوق حائط قريب من المرحاض، ويتكلف الحارس العام بتسلمها منه، قبل إيصالها إلى التلميذ بمشاركة بعض الأساتذة الذين أشرفوا على حراسة قاعة الامتحان.

للإشارة فإن فضيحة الغش في ثانوية البارودي تفجرت بعد أن راودت لجنة المراقبة شكوك حول النقاط التي حصل عليها التلميذ نفسه، والتي بلغت 20 في مواد الفيزياء والرياضيات والعلوم، لتقترح أستاذة في اللجنة الاطلاع على أوراق التلميذ، قبل أن يتبين أن الخط مختلف في الأوراق الأربع، وأن جهة ما عملت على إعدادها ودسها وسط أوراق الامتحان وتخلصت من أوراقه الأصلية، قبل أن يكشف التحقيق تورط مجموعة من الأساتذة والأطر والذين أدينوا بعقوبات حبسية تراوحت ما بين ستة أشهر وثلاث سنوات.

الصباح