طور مجموعة من الشباب المغاربة مجموعة من الأدوات التكنولوجية، حيث قاموا بابتكار أداة مرتبطة بالأقمار الصناعية ترسل كل تحركاتها إلى الحاسوب أو الهاتف الذي تم ربطها معه في البدء، وذلك من أجل استخدامها في أغراض اقتصادية مفيدة عوض الأغراض التجسسية التي عرفت بها مثل هذه الأدوات في السابق.
وتقوم هذه الأداة بتتبع السيارات وإرسال تقارير كاملة عن السيارة المثبتة فيها، حيث تمكن صاحبها من معرفة مكانها والشوارع التي مرت منها والسرعة التي تستعملها ومتابعتها في الوقت الحقيقي مع إمكانية إيقاف محركها، وذلك لمزيد من الأمان في حالة السرقة وليس لأغراض تجسسية كما يؤكد عز الدين لعظيمي،23 سنة من مدينة مراكش، وواحد من شباب هذه المجموعة، الذي يقول بأن كل أداة تتوفر على كود خاص يحمل اسم البائع والمشتري و مكان البيع قصد إيقافها إن تم إثبات أنها استخدمت لغير أغراض الحماية.
وإضافة لهذه الأداة، فقد ابتكر هؤلاء الشباب داخل مشروعهم خدمة جديدة على الانترنت، وهي عبارة عن شبكة لسيارات الأجرة متصلة بالعالم الرقمي، حيث سيتمكن كل من في المغرب من حجز سيارات الأجرة عن طريق الهواتف الذكية مستخدمين في ذلك تطبيقا يتصل بالسيرفر الرئيسي ويعطي للقائمين على الشبكة إمكانية إشعار السائق المعني، وتكاليف هذه الخدمة منخفضة جدا ويؤديها فقط الزبون وليس سائق الأجرة الذي سيستفيد كثيرا من هذه الشبكة يفيد لعظيمي.
وعن إمكانية تجاوب أرباب الطاكسيات مع شبكة سيارات الأجرة، أكد عز الدين أن هناك بالفعل صعوبة في إقناعهم خاصة مع ضعف الثقافة الرقمية بالمغرب، لكنه واثق من تجاوبهم مستقبلا مع الأمر خاصة وأن هذه الشبكة ستفيدهم ولن تكلفهم شيئا على الإطلاق.
ويعكف كذلك عز الدين وزملاءه على تطوير مجموعة من الأجهزة المفيدة كجهاز يقوم بإشعار السائق بأن هناك ازدحام أمام السيارة، وذلك بالتقاط السائق لإشارة من السيارات المتواجدة أمامه تمكنه من معرفة عددها وهل تتحرك أم لا، قصد مساعدته على تغيير مساره وتجنب الازدحام المروري، وكذلك لجهاز ينبه السلطات المعنية إلى حادث ما، عن طريق إرسال تقارير عبر الرسائل النصية أو البريد الإلكتروني للسلطات يحدد بدقة مكان السيارة وطبيعة الحادثة، إضافة لجهاز يقوم بتصوير ما يحدث داخل السيارة بسهولة وبدقة متناهية مع إمكانية الربط المباشر لما يحدث داخلها.
وعن إمكانية وجود أدوات مشابهة في السوق، يرى عز الدين أن السوق في المغرب لا يعرف أي جهاز يقوم بكل هذه الخدمات في وقت واحد، بينما يمكن لجهاز واحد داخل مشروعهم أن يتوفر عليها ، إضافة للثمن الباهظ الذي تعرفه مثل هذه المنتجات في السوق مما يجعلها حكرا على جهات معينة، في حين ستكون الأدوات التي اشتغلوا عليها في متناول الجميع بأثمنة جد مناسبة.
وتتطلع هذه المجموعة من الشباب إلى إنشاء شركة لكي تتكلف بإنتاج وتسويق هذه الأدوات، غير أن مشكل الإمكانيات جعل من عملهم يبقى عالقا ومحدودا، فكونهم من عائلات متوسطة الحال وغياب الدعم المادي لمشروع سيكلف حسب التقارير التي أنجزوها ما يناهز 2 مليون درهم، حتم عليهم الاشتغال بوتيرة ضعيفة رغم أن هذا المشروع تم عرضه على قناة ميدي1 تيفي والإذاعة الوطنية وكذلك على مجموعة من الجرائد الورقية إضافة لدخوله لقائمة أفضل 10 مشاريع بموقع فكرة.ما.