رجال الأمن يتصيدون المعاقين ويتركون المجرمين يبسطون سطوتهم بليساسفة
استنكرت فعاليات حقوقية الطريقة اللاإنسانية التي تعامل بها ثلاثة من
رجال الأمن بالزي المدني، كانوا يركبون سيارة نجدة، السبت الماضي، مع معاق
ذهنيا، بحي ليساسفة بشارع يعبر تجزئة الليمون بالبيضاء. وأوردت مصادر
"الصباح" أن الثلاثة نزلوا من السيارة وتوجهوا نحو المعاق ذهنيا، الذي كان
يمتطي دراجة ثلاثية العجلات تدفعها أمه،
لينتزعوه منها ويجروه نحو سيارة النجدة أمام صراخه الذي اهتزت له مشاعر
المواطنين الذين حضروا الحادث، قبل أن يرموه داخل السيارة، وسط احتجاجات
الشهود، ليغادروا بعد ذلك المكان في اتجاه غير معروف.
وأفادت المصادر
نفسها أن مواطنين توجهوا نحو رجال الأمن لاستمالة عطفهم والمطالبة بإطلاق
سراح المعاق، إلا أنهم لم يبالوا بالأمر، أكثر من ذلك تصادفت الواقعة مع
مرور، مستشار جماعي، ينتمي إلى مقاطعة الحي الحسني التي يقع المكان في
نفوذها الترابي، فتقدم نحو رجال الأمن سالفي الذكر في محاولة منه لثنيهم عن
نقل المعاق بعيدا عن المكان، إلا أنهم لم يعيروا كلامه أهمية، بل تلفظ
أحدهم بعبارات باللسان الدارج قبل أن يركب سيارة النجدة ويحكم إغلاق بابها
ويغادر المكان، أمام استنكار الذين عاينوا الواقعة لتأثرهم بالصرخات
الاستعطافية التي أطلقها المعاق والتي هزت المشاعر.
وتعالت احتجاجات
الحاضرين تلوم التصرف ضد المعاق، في الوقت الذي تنادي فيه الجهات الرسمية
بالاعتناء بهذه الفئة وتقديم الدعم والمساعدة لها، لتمكينها من الاندماج في
المجتمع.
وأوضح مصدر حقوقي أن من حق رجال الأمن التدخل في الحالات التي
يقتضيها الأمر، وقد يصل الأمر إلى حد إلقاء القبض على المخالفين للقانون،
إلا أن الواقعة التي كان حي ليساسفة مسرحا لها، تظهر البون الشاسع بين
مطالب المواطنين باستتباب الأمن وتدخلات الامن وتسخير سيارته التي تمول من
المال العام، لأغراض ثانوية. وزاد المتحدث نفسه، أن منطقة ليساسفة تشهد
يوميا اعتداءات وسرقات بالنشل، ولأنها تعد منطقة صناعية فإن اعتراض سبيل
العاملات السمة البارزة بها، لكننا لا نسمع عن تمكن الدوريات من إلقاء
القبض على المتربصين بالعاملات والعمال وإيقافهم في حالة تلبس باقتراف
الجرائم، إذ أن سيارات الأمن لا تظهر إلا بعد انتهاء الاعتداء وفرار
المجرم.