الضحية فارق الحياة بعد ثلاثة عشر يوما قضاها بقسم الإنعاش والموقوفون اعترفوا بالمنسوب إليهم
توفي، أخيرا، بالمستشفى العسكري بالرباط الدركي ضحية اعتداء مهربين
بالناظور، ووري جثمانه الثرى بمسقط رأسه بمراكش في أجواء حزينة، بعدما قضى
أزيد من 16 سنة في الخدمة العسكرية متنقلا بين عدد من المدن المغربية.
وكان
الدركي الهالك «39 سنة، متزوج» قد تعرض أواخر أبريل الماضي وهو يؤدي واجبه
المهني في حاجز أمني على الطريق الرابطة بين بني أنصار وفرخانة لهجوم
مهربين كانوا على متن سيارتين مزورتين
مخصصتين لنقل البنزين الجزائري، فوقع من علو قنطرة، كان يوجد فوقها بعد
محاولته تفادي دهسه.
من جانب آخر، أفضت التحريات المكثفة التي باشرتها
الضابطة القضائية بجهوية الدرك الملكي بالناظور إلى اعتقال سائقي السيارتين
ومرافقيهم وأحالتهم يوم الأحد الماضي على النيابة العامة لدى محكمة
الاستئناف، بتهم القتل العمد والمشاركة، واستعمال عربات مزورة، ومخالفات
جمركية تتعلق بالتهريب.
ووفق مصادر «الصباح»، تم الاهتداء في البدء إلى
هوية سائق السيارة الأولى ودل على مرافقين له، قبل أن يسفر التحقيق معهم عن
تحديد هوية بقية المتهمين، ووضع الموقوفون رهن الحراسة النظرية لمدة 72
ساعة، فاعترف المعتدي المسمى «ف.ب، 27 سنة» والمتحدر من دوار زروالة
بالمنسوب إليه، كما اقر أفراد المجموعة بأنهم كانوا في حالة استعداد
للاعتداء على أي دركي يقف في طريقهم.
وكشفت المصادر ذاتها، أن الضحية
يوجد برفقة دركي آخر فوق قنطرة حجيوا الفاصلة بين فرخانة وبني شيكر، وبعد
قفزه من علو يزيد على ثلاثة أمتار وقع وسط مستنقع به مياه عادمة، وارتطم
رأسه مباشرة بصخور، مما جعله يفقد وعيه في الحال.
وأصيب الدركي الهالك
إثر ذلك بجروح خطيرة تطلبت نقله على وجه السرعة نحو المستشفى العسكري
بالرباط على متن مروحية عسكرية، وبينت الفحوصات الطبية تعرضه لارتجاج في
المخ وكسور خطيرة في أنحاء مختلفة من الجسم، بالإضافة إلى تسرب كميات مهمة
من المياه العادمة داخل أحشائه. وعلى الرغم من المجهودات الطبية التي بذلت
لإنقاذ حياته، إلا أن حالته ساءت تدريجيا، ليفارق بعدها الحياة بعد ثلاثة
عشر يوما قضاها في قسم العناية المركزة.