وحدات مكافحة الجريمة المعلوماتية

إذا كانت وسائل الإعلام والأجهزة الأمنية والاستخباراتية متفقة على تسمية بعض الخلايا الإرهابية خلايا نائمة، في إشارة إلى أنها تشتغل لسنوات في انتظار حلول الوقت المناسب للقيام بما خططت له، فإن هناك خلايا أخرى غير نائمة، ونقصد هنا

وحدات مكافحة الجريمة المعلوماتية التابعة للأمن المغربية، والتي تحرص على تعقب خطى وتحركات الخلايا النائمة.
تسميتها خلايا غير نائمة ليس صدفة أو اقتباسا من الخلايا النائمة، بل لأنها تشتغل 24 ساعة في اليوم وسبعة أيام في الأسبوع و30 يوما في الشهر، و365 يوما في السنة، أي انها تشتغل بدون توقف أو انقطاع حتى يتسنى لها ضبط الانتحاريين الذين يرغبون في زعزعة أمن واستقرار البلد.
وتشكلت وحدات مكافحة الجريمة المعلوماتية بعد أن تنبهت المصالح الأمنية بجميع بنياتها ومكوناتها إلى خطر استثمار الجماعات الإرهابية في مجال التكنولوجيا المعلوماتية، لهذا عملت على خلق مصالحها وأجهزتها الخاصة في مكافحة هذا النوع من الإرهاب.
وتعود فكرة تشكل وحدات مكافحة الجريمة المعلوماتية إلى سنة 2002 فمباشرة بعد تفكيك خلية جبل طارق (مغاربة وسعوديون هدفوا إلى ضرب مصالح حيوية بالمغرب)، أحدثت المصالح الأمنية المغربية مصالحها المختصة في محاربة الجريمة المعلوماتية، عموما، والإرهاب السيبرنيتي بالخصوص. هذه المصالح عبارة عن خلايا لا تنام.
تقوم تلك الكفاءات بتتبع المعلومة الإلكترونية وتقوم أيضا بتحليلها، ووضع مقاربات في ما بينها. وفي مجال الإرهاب المعلومياتي، تهدف تلك المصالح إلى محاربة المشاريع الإرهابية التي يتم تصريفها عبر شبكة الانترنت، كما تقوم بإجهاض كل العمليات المالية التي تهدف إلى تمويل الأفعال الإرهابية أو تسهيل المساهمة والمشاركة فيها.
وتعتمد المصالح الأمنية المتخصصة في محاربة الجريمة المعلوماتية والإرهاب السيبرنيتي على الخدمات التي تقدمها كفاءات مهنية متخصصة (مهندسون، تقنيون...) وعلى أمنيين تم تكوينهم وتأهيلهم، معرفيا وقانونيا وقنيا، في مجال مكافحة الجريمة التي لها علاقة باستغلال تكنولوجيا المعلوميات.
وفي رحاب المعهد الملكي للشرطة كمثال، يتم تأهيل أطر المديرية العامة للأمن الوطني في مجال محاربة الإجرام والإرهاب المعلومياتي بالاعتماد على آليات وبرامج التكوين المستمر واستكمال الخبرة. ففي إطار دورات تكوينية مستمرة ومنتظمة تتلقى الأطر الأمنية المعارف والتطبيقات بخصوص تكنولوجيا المعلوميات وسبل محاربة الجريمة الإرهابية المعلوماتية.
ومن أجل صقل كفاءات الأطر، تتم الاستعانة، في إطار حلقات علمية، بخدمات الكفاءات التي تتوفر عليها المرافق الأخرى التابعة للدولة في مجال الاتصالات والمالية والبنوك. ولأن الإرهاب شأن يعني جميع الدول، تعقد في المعهد الملكي للشرطة دورات تكوينية ينشطها خبراء أجانب متخصصون في مجال الجريمة والإرهاب المعلومياتي.

الصديق بوكزول