مواقع إخبارية تنسب صوراً من فلسطين إلى بني بوعياش
مشاهد من المعاناة اليومية لساكنة الضفة الغربية مع الاحتلال الإسرائيلي، صور لتدخلات وحدات مكافحة الشغب في أحد الأحياء الشعبية بالعاصمة الجزائرية، عدوى الصور المفبركة عادت لتملأ الصفحات الرئيسية لبعض المواقع الإلكترونية، المناسبة، هذه المرة، أحداث بني بوعياش ضواحي الحسيمة، ما إن تجددت الاشتباكات بين قوات الأمن وبعض شباب المنطقة الذين عمدوا في الآونة الأخيرة إلى رفع أعلام انفصالية على مؤسسات ومآثر تاريخية بمركز بني بوعياش، حتي تعمدت بعض المواقع نشرت صور مفبركة على أنها من المدينة.
صورة من الجزائر يعود تاريخها إلى منتصف السنة الماضية عندما اندعلت أعمال عنف بين متظاهرين وقوات الأمن، وضعت على مقال يحمل عنوان «ساكنة بني بوعياش والمناطق المجاورة تمضي ليلة سوداء» وثانية من الضفة الغربية أوردتها وكالات الأنباء الدولية عن خبر «اندلاع مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال الإسرائلية ومواطنين فلسطينيين غرب جنين» بحر الأسبوع الماضي و ثالثة من بني بوعياش لكنها من سنوات خلت لحادثة سير عادية كانت شاحنة عسكرية طرفا فيها، قدمت على أنها «آلية عسكرية تدهس مواطنا».
صور وغيرها تناثرت على صفحات مواقع ومنتديات وكذلك الشأن في المواقع الاجتماعية خاصة الصفحات التابعة لجهات سياسية سبق للحكومة أن حذرتها من مغبة «التوظيف السياسي للاحتجاجات الاجتماعية»، لكنها عادت لتجدد ما قامت به إثر أحداث تازة، وهي تطلق نداءات تحت الصور المفبركة بعبارات من قبيل «أيت بوعياش تستغيث» و « أيت بوعياش تحترق» .
أكثر من ذلك، فإن الحيلة انطلت على بعض المنابر الدولية، حيث، وفي مقدمة مقال لها حول الأحداث التي عرفتها منطقة بني بوعياش، نشرت جريدة الدولية الواسعة الانتشار صورة الضفة الغربية المذكورة كاتبة تحتها بأن الأمر يتعلق بـ « متظاهر مغربي في مدينة بوعياش يركض أمام حريق وسط المدينة» ، في حين أن الصورة، وكما سبق ذكره، هي لشاب فلسطيني من الضفة الغربية وسط مواجهات بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وشباب من جنين .
عمليات الصور المفبركة كانت، قبل أسابيع مضت، وراء تأجيج الاحتجاجات الاجتماعية بمدية تازة، عندما نشرت بعض المواقع صورة لطفل مذعور وهو يستغيث، مرفوقة بتعليق يقول «طفل من أطفال تازة يستغيث من همجية ووحشية التدخل الأمني بالمدينة»، والحقيقة كانت أن الأمر يتعلق بصورة تعود لطفل من غزة التقطت له سنة 2009 من طرف السيدة «ختام الفرا» رئيسة الجمعية الفلسطينية لتطوير المرأة وتنمية الأسرة ومديرة الدائرة التعليمية بها لتوثيق هجوم القوات الإسرائيلية على المدينة.
بالإضافة إلى أخرى تظهر طفلا مضرجا في دمائه بعد إصابته في الرأس وقد لفظ أنفاسه، أرفقت بتعليق «المخزن الرهيب في تازة يقتل الأبرياء»، قبل أن يتبين بأن الصورة تعرضت لتوظيف مقصود، على اعتبار أنها في الأصل صورة لطفل اسمه «أيوب ستيتوف» أصيب إثر سقوط آلة حادة على رأسه أثناء تثبيت لاقط هوائي لشركة للاتصالات في أكتوبر من العام الماضي في حي الرشاد بتازة.
توظيف كانت الحكومة قد ردت بشكل صارم عندما اعتبرت في بلاغ لرئاستها بأن «ما روج عن أحداث تازة فيه تضخيم ونقل لوقائع وهمية، مثلما هو نتاج توظيف سياسي»، و أن الأمر لا يعدو أن يكون «توظيفا بطريقة مغرضة لتأزيم الوضع في المدينة، وتقديم معطيات مغلوطة إلى الرأي العام من خلال ترويج أخبار زائفة من مثل استعمال الرصاص الحي وعسكرة المدينة وفرض حظر التجول أو وقوع أحداث انتهاك للأعراض أو إقحام مسيء لرموز الدولة وثوابتها».