Adrem الإدارة'''''
الجنس : دولتي : المغرب المشآرڪآت : 6210 نقاطي : 23735 سٌّمعَتي : 8
| موضوع: كيف تسرق الجزائر بترول المغرب؟ 4/2/2012, 20:28 | |
| كيف تسرق الجزائر بترول المغرب؟ أنور مالك/ كاتب صحفي و ضابط سابق جزائري مقيم بفرنسا نفط الجزائر هو مغربي أصلا..اعتقاد لا يمكن تجاوزه أو تجاهله يقر أنور مالك أن النفط الذي تستغله الجزائر مستخرج من أرض مغربية ألحقتها فرنسا بالجزائر في إطار وهمها الرامي إلى جعل الجزائر مقاطعة فرنسية أبدية. كما يرشح ظهور أكثر من 15 دولة مستقبلا بالمغرب العربي، تساعد على ظهورها الظروف الداخلية وتداعيات المناخ الدولي ونزعه الانفصال التي ستحل علينا بالكوارث إن لم يتم تدارك الأمر بالوحدة التفاهم الداخلي بين شعوب المنطقة وبالاستفادة الجماعية من الثروات المغاربية.- يعتقد الكثير من المغاربة أن الجزائر غنية بنفط تعود ملكية ترابه إلى المغرب والمغاربة أصلا، ما رأيك في هذا الأمر؟ + قبل الخوض في هذا الموضوع الخطير للغاية في منطقتنا المغاربية، يجب أن نشير إلى بعض الأمور الهامة، لقد خلف الإحتلال الفرنسي ألغاما بعدما طرد عسكريا من الجزائر عام 1962، بينها الألغام المضادة للأفراد التي أطاحت بأبرياء على مدار سنوات طويلة، لكن توجد ألغام أخرى يعتبر مفعولها أكثر من التدمير الشامل، حيث لا يمكن تجاوزها أبدا، وستبقى مصدر الفتن والصراعات، لقد خلفوا لنا "معاهدة إيفيان" التي أبرمت وحررت بنودها بحنكة من طرف خبراء فرنسيين صحبة وفد جزائري محدود الرؤية والأفق، إذ لم يكن لهم هَمٌّ حينها سوى الاستقلال وريع الحكم وثروة الثورة، حتى صارت هذه المعاهدة تلوي عنق حقوقنا، كالمطالبة بالتعويض والاعتذار لضحايا همجية الاحتلال من مجازر بشعة وتعذيب ونفي وتخريب وتجارب نووية... الخ، وأمر آخر هو أن الاستعمار الفرنسي استوطن قرنا و32 سنة، أي أنه دخل في زمن القبيلة وخرج في زمن الدولة، فصنع أجيالا لها خصوصياتها وتطلعاتها المستمدة من رؤاه، لها تأثيرها البالغ في تسيير شؤون المنطقة... إذا أخذنا بعين الاعتبار ما ذكرنا نستطيع أن نفهم حقيقة ما عليه أمر المغرب العربي، الذي سيظل محل الطمع الأجنبي لاعتبارات استراتيجية واقتصادية، بسبب الاستعمار والعقلية القابلة للوصاية مما جعل المنطقة المغاربية تسير في طريق التفتيت والتقسيم، وأرشح ظهور أكثر من 15 دولة مستقبلا، تساعد على ظهورها الظروف الداخلية والمعطيات الدولية ونزعة البوليساريو المشبوهة التي ستحل علينا بالكوارث، إن لم يتم تدارك ذلك بالوحدة والتفاهم الداخلي بين هذه الشعوب وبالاستفادة الجماعية من الثروة المغاربية ... نعود لسؤالكم لنؤكد أن هذا الاعتقاد موجود بالفعل ولا يمكن تجاوزه أو تجاهله، ونقر نحن بصراحة أن الحدود الموجودة الآن هي من مخلفات الاحتلال الفرنسي الذي راعى في ترسيمها مصالحه، حيث كان موهوما بأن الجزائر مقاطعة فرنسية أبدية، لذلك وضع الحدود وكيفها حسب أطماعه، فابتلع كل ما فيه من خيرات وثروات باطنية، وإن كنت على يقين بأن المستعمر يطمع في شمال إفريقيا كلها، واستقلال المغرب وتونس إستراتيجية مرحلية إتخذها المستعمر الغاشم للتفرغ النهائي لما هو أهم ويتمثل في قلب المغرب العربي ألا وهو الجزائر، ومن بعد يسهل احتواء الأطراف والأجنحة الأخرى. أنا أرفض مصطلحات التفرقة، هذا جزائري وذاك مغربي والآخر تونسي، أنا أرى المغرب العربي كُلاًّ لا يتجزأ، ومن حق كل مغاربي العيش الآمن الرغيد في كنف دولة واحدة تمتد من طاء طنجة الى طاء طرابلس، ولكن بسبب أنظمة البغض المفروضة علينا بالسلاح صرنا إلى حال بائس، فقد صار كل نظام يغذي النعرات التي تخدم أجندته وحساباته، فالنظام العسكري الجزائري خلق جبهة البوليساريو، يمدها بالسلاح والمال والنفوذ على حساب شعبه الجائع، وذلك لطعن المغرب في الظهر ليوقف زحفه نحو الصحراء الشرقية أو نحو تحرير سبتة ومليلية... المغرب بدوره وجه صفعات للجزائر ولا يزال يبحث عن الضربة القاضية، ولن يجد أكثر وأفضل من المطالبة بحقوقه المشروعة في ترسيم الحدود التاريخية، وأنا على يقين أن كفته ستكون راجحة لاعتبارات عديدة أهمها عدم وجود اتفاق نهائي لترسيم الحدود بين الجانبين، فضلا على أن اتفاقية الجزيرة الخضراء عام 1906 والتي اعترفت بها الأمم المتحدة عام 1945، تقر صراحة بمغربية ولاية تندوف، بحيث لا تملك الجزائر ما يفيد عكس المطلب المغربي أو دحضه، لهذا لا يمكن أن تقبل بوصول القضية إلى التحكيم الدولي وستظل تراهن على منفذ دولة صحراوية بمحاذاة تندوف. إن الحدود هي لب الصراع القائم اليوم وبدعم أجنبي سواء عن طريق الميراث الاستعماري أو بتغذية القوى الأجنبية المتسابقة على خيرات أمتنا، إذا كانت قضية الحدود بين الجزائر والمغرب قائمة، فتوجد قضية أخرى مع تونس ستنفجر حتما يوما ما... هكذا يمكن التأكيد على أن الشمال الإفريقي عموما مقبل على هزات عنيفة لا تحمد عقباها، مادامت ثروات النفط تسيل الدم واللعاب، فحيثما يكون النفط كنا نرى الاحتلال، واليوم نجد ما يسمى بالإرهاب، وغدا بلا شك سنعيش الحروب الأهلية والنزعات الانفصالية... أقول إن الحدود الموجودة اليوم هي إستعمارية، وترسيمها وفق أجندة الخارج سيعيد الاستعمار من النافذة، وترك الحبل على الغارب سيعيده من السقف، أما الهروب إلى الأمام سينبته كالفطر من الأرض، إن لم يتم تدارك الأمر قبل فوات الأوان، وطبعا فإن الشعوب هي التي ستؤدي الثمن في الأخير.
- في اعتقادكم هل مطالبة المغاربة بالصحراء الشرقية وبنفطها حاليا، قضية يمكن الدفاع عنها دوليا وعربيا؟ + إن مثل هذا الإجراء يجب أن نتحدث عن نتائجه في إطار المحيط الدولي ولعبة المصالح التي صارت تخضع لها الهيئات الأممية، فالدفاع عن أي مطلب مرهون بمصالح القوى العظمى التي تتحكم في كل شيء ولا تقبل بما يناهض مطامعها والأمور عندها تخضع لمنطق الربح والخسارة، فقد حاربوا إيران بالأمس بواسطة صدام حسين، ثم حكموا الموالين لها على العراق ومكنوهم من عنق حليف الأمس... وموضوع الحدود التي خلفها الإستعمار الفرنسي ترتبط أساسا بمراجعة الذاكرة التاريخية لدى المجتمع الغربي عموما والفرنسي الرسمي بصفة أخص، هذه المراجعة يجب أن تفضي للتجريم والإدانة المطلقة له، ويكفي أن ما يتعلق بالحدود من وثائق ومستندات مازالت موجودة بالأرشيف الفرنسي، فترى هل من الممكن أن يفتح خزائنه وفيها ما يدين فرنسا ويوهنها؟ طبعا هذا لن يتحقق أبدا ونحن نعيش الذل والهوان، وإن تقدم المغرب رسميا فان الأمر سيراوح مكانه ويستنزف الطاقات والثروات، وستكون كل الأطراف محل إبتزاز، وسيشعل المنطقة المغاربية بالفتن والعداء، وسيدفعها أكثر من ذي قبل نحو التفتت لدويلات يسهل احتواؤها... أنا على يقين لو يتم تصعيد الصراع بين الجزائر والمغرب، نحو مؤشرات أخرى إلى جانب البوليساريو وتداعياتها كغلق الحدود البرية، سنستيقظ على قوات أممية كاليونيفيل التي تقض مضاجعنا، أو أفريكوم التي عجزوا عن تبرير تواجدها في الشمال الإفريقي بدعوى الإرهاب، ربما، حرب الأشقاء على الصحراء ونفطها أفضل سبب لهذا الغزو...
- ألا تعتبرون أن فرنسا أخطأت بتسليم أرض لغير أصحابها بعد خروجها من الجزائر؟ وبالتالي ألم يحن الوقت لمطالبة فرنسا بالاعتراف بهذا الخطأ التاريخي؟
+ فرنسا ارتكبت الخطأ الذي لا يغتفر لما قامت باحتلال الشعوب المغاربية، ولا تزال تخطئ في عدم الاعتراف بجرائمها، وكذلك في دعمها للأنظمة الشمولية بالمغرب العربي، التي تخدم بامتياز أجندتها وتحمي نفوذها في المنطقة، فقد ارتكبت فرنسا المذابح وقتلت الأبرياء وأبادت العزل، بل واصلت ذلك الجرم في الجزائر عن طريق دعمها المطلق للجنرالات المتخرجين من مدارسها الحربية، حيث تلقى هؤلاء صكا على بياض في انقلابهم على الشرعية والديمقراطية عام 1992، وتسبب ذلك الانقلاب المشؤوم في حرب أهلية أودت بحياة أكثر من 250 ألف قتيل وآلاف المفقودين والمعطوبين وملايير الدولارات من الخسائر... فرنسا التي أحجمت بتبجح وغطرسة عن الاعتذار ولو كان لفظيا عن مجازرها وجرائمها، هل من الممكن ان تعتذر عن حدود رسمتها أو خيرات نهبتها؟ فرنسا لن تعتذر في ظل الظرف الحالي والمعطيات الدولية الموجودة، بل ستترك الصراع يتأجج وبدعم من وراء الستار، لمخبريها أو جنودها الذين للأسف هم من بني جلدتنا، أقول إنها ستدعم هذا في الليل وتؤازر ذاك في القيلولة... سيبقى في نظري الإعتذار مؤجلا والمطلب قائما لكن وفق أولويات كبرى تبدأ بتنظيف البيت الداخلي، منها محاكمة ومحاسبة كل من أجرم في حق شعوبنا... بالنسبة لقضية الحدود فهي مسألة مبرمجة في أجندة فرنسا وستفجرها في وقتها، حينما يبدو لها بأن مصالحها مهددة فعليا، فإذا كانت مستهدفة مثلا من الطرف الجزائري فإنها ستنحاز للجانب المغربي، وإن هددت من طرف المغرب فإنها ستؤازر الأطروحات الجزائرية، وفي ظل ذلك سيظل الشعبان الجزائري والمغربي يعيشان في ظل صراعات تظهر في كل حول بثوب جديد ومعطيات متناقضة، وهو ما يهدد المستقبل بلا شك ويضعه على المحك، لذلك أقول بصراحة إن الاعتذار يرتبط بالتاريخ الاستعماري، وما رسم الحدود إلا عنوان في فهرس جرائم فرنسا في بلادنا...
- كانت فرنسا، قبل اضطرارها لمغادرة الجزائر بفعل كفاح الشعب الجزائري، قد اقترحت على الملك الراحل محمد الخامس التفاوض بخصوص الحدود الشرقية، لكن الملك رفض طعن الثورة الجزائرية من الخلف، وفضل حل إشكالية الحدود الجزائرية بعد الاستقلال، لو كان الملك وافق على التفاوض مع فرنسا، هل كان من الممكن استعادة الصحراء الشرقية؟
+ لكل زمن حساباته ومنطقه وتصوراته ومعاييره حتى وإن كان بقى ثابتا فهو يتجدد حسب تقلبات الحياة ومسلمات التطور البشري، واليوم يجب أن لا نستمر في الحديث عن الفرضيات التي لم ولن تفيدنا في شيء، والقول لو إن الملك الراحل محمد الخامس فعل كذا أو قرر كذا هو تطاول على معطيات مرحلتين مختلفتين في الزمان والواقع والكيفية، وهو من الأبواب التي يلج منها شيطان الفتنة، والاعتداء غير المبرر على التاريخ الناصع لمنطقتنا المغاربية، فرنسا لما طردت من الجزائر عسكريا بقيت سياسيا تتحكم في رقاب البلاد والعباد، بحيث كانت جريحة في روحها وكيانها والفضل كل الفضل يعود للأحرار من الفقراء والفلاحين والبسطاء، ولكن هؤلاء تم إقصاؤهم بسبب ضباط فرنسا الذين تسللوا للحكم بطريقة مشبوهة، وواصلوا رسالة الاحتلال حتى وصلت الجزائر إلى ما لا يحمد عقباه... أقول إن ما يحدث وما سوف يقع مستقبلا هو الخطر بعينه، والحل الآن سهل وفي متناول كل الأطراف المخلصة، ويبدأ بوضع حد لمهزلة البوليساريو وتمكين الشعوب المغاربية من وحدتها في إطار يخدم بجدية مصالحها وليس مصالح ما وراء البحار... وأغتنم الفرصة لأبوح لك بسر نقله لي احد أعوان الرئيس الراحل هواري بومدين، حيث أكد لي أنه سمع الرئيس يتحدث عن أن الخطر الكبير يكمن في الصحراء الشرقية التي لا تملك الجزائر ما تحاجج به المغرب حولها لو وصل الأمر إلى الهيئات الأممية، أما الصحراء الغربية فأمرها هين وقد تم حله بمجرد اتصال هاتفي بينه وبين الملك الراحل الحسن الثاني، ليضيف صاحبي إن بومدين كان على يقين من أن ملف الصحراء الغربية سيعيش قرونا وليس سنوات، ولو حدث أن تحققت دولة البوليساريو والتي ستكون تحت الوصاية الجزائرية بطريقة غير مباشرة، سيسعى نظام بومدين إلى وحدة تتمثل في إعلان البوليساريو انضمامها للجزائر وفق استفتاء شعبي متفق مسبقا على نتائجه، حيث أكد لهم بومدين ساخرا أن الصحراء وقبائلها تصلح للبدو الرحل ولا يمكن أن تتحقق فيها معطيات الدولة... حقيقة أن ما يحدث اليوم هو الانتقام المتبادل الذي يتجلى في صورة الفعل ورد الفعل، فالجزائر تنتقم من المغرب على خلفية حرب الرمال والحدود بتدعيم البوليساريو سياسيا وماليا، حيث أدى نظام بومدين إلى طرد حوالي 50 ألف مغربي يقيمون بطريقة شرعية، بينهم الكثير من الجزائريين المتحدرة أصول أجدادهم من المغرب، والمغرب يرد على ذلك أيضا بطرقه المختلفة والخاصة، وقد استمر ذلك حتى وصل إلى تبادل التهم سواء كانت بدعم مما يسمى بالإرهاب أو القواعد الخلفية المفترضة، كذلك الأمر بالنسبة المخدرات والتهريب... الخ. إن العداء القائم اليوم بين الأنظمة، هو الذي احرق الحرث والنسل، وللأسف فقد مَسَّ الكثيرين من أبناء الجيل الجديد الذين إنخدعوا بالشعارات وبالتاريخ المزيف للحقائق القائمة بين الشعبين، وصلت حد الإعتداء على الذاكرة التاريخية والنضال المشترك في محاربة ودحض المحتل الغاشم، وهو ما يبشر بالخراب حقيقة، وبما أني كنت ضابطا في المؤسسة العسكرية الجزائرية حدثت معنا أشياء تثير العجب، فقد كنا نتلقى التعليمات الفوقية من طرف جنرالات الجيش وبينها التي وقعها وزير الدفاع الأسبق خالد نزار، وكانت تحض بإلحاح شديد على ضرورة زرع الحقد في الوسط العسكري وخاصة وسط الضباط ضد المملكة المغربية، بل ذهبت إلى حد التأكيد على تصويره كشيطان خطره على الجزائر يتجاوز بكثير خطر اسرائيل، وهو ما رفضته مرة لما تعلق الأمر بتشويه التاريخ وقد كلفني الثمن غاليا، فهل في ظل وضع متأزم يورث بطرق مشبوهة يمكن بناء إتحاد مغاربي كما يزعمون؟ أعتقد أن صب البنزين على النار بالطرق التي اشرنا إليها سيدمر منطقة المغرب العربي بلا أدنى شك أو تردد...
- ألم يسبق لسكان مناطق الصحراء الشرقية (كتوات والقنادسة..) أن طالبوا بالرجوع إلى المغرب؟
+ نعم لقد حدث ما أشرتم إليه ولا يزال هذا الأمر موجودا في كثير من الأعراش التي تتوزع المنطقة المعنية، والكل يذكر ما حدث عام 1957 لما استقبل الملك محمد الخامس وفدا يمثل سكان الصحراء الشرقية، حيث ترأسه شيخ الزاوية القندوسية الشيخ محمد الطاهر رفقة علال الفاسي وقد طالبوا بضرورة تحرير الصحراء الشرقية من الاستعمار كباقي التراب المغربي... هنا يجب أن نقر بشيء مهم وهو أن مشكلة الحدود قائمة وهي بمثابة أمر واقع لا يختلف فيه اثنان، خاصة أنه لا يوجد أي إتفاق موقع ومعترف به ومصادق عليه لحل هذا الإشكال بصفة نهائية، وإن كان هناك اتفاق 15 يونيو 1972 لكنه لم يكن في المستوى المطلوب لأنه مرتبط أساسا بظروف كانت قائمة، وعملية الهروب إلى الأمام التي تجري اليوم لا تزيد الوضع إلا تأزما، والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح شديد: ماهي مترتبات موضوع الصحراء الشرقية على الوضع المغاربي؟ لو طرح هذا السؤال أيضا حول قضية الصحراء الغربية ومن طرف نظام بومدين الذي له الدور البارز في خلق جبهة البوليساريو، ما وصل الحال بنا إلى هذا الوضع المتعفن مغاربيا... أمر آخر يجب أن نتحدث عنه ويتعلق بالنزعات الانفصالية الموجودة الآن في المغرب العربي، وهذه النزعات من بينها ما جاءت بطرق مشبوهة، وأخرى بسبب الوضع الاجتماعي المتردي والتوزيع غير العادل للثروة، ولكل حركة طبعا مبرراتها ووسائلها وشعاراتها التي تتخذ غالبا من الهوية مرجعا وتقفز متغاضية عن الدوافع الحقيقية لتكوينها وحركيتها... وأكثر من ذلك لو فتح الباب لأغلبية الشباب الجزائري - مثلا - للتنازل عن الجنسية الجزائرية مقابل جنسية أخرى ولو كانت مرتبطة بمستعمر الأمس، ما ترددوا لحظة في الموافقة عليها دونما شروط مسبقة، والسبب وراء تدهور الوطنية والقيم ليست العمالة أو الخيانة كما يزعمون بل انتقاما من وضعهم البائس، فالشاب الذي يغامر في أعماق البحر بحياته، أو يبدل دينه بالتنصير، لن يتأخر أبدا في التنازل عن وطنه مقابل خبز صغاره... أقولها بصراحة وأدعو كل الأطراف إلى تدارك الأمر، إن المنطقة المغاربية مقبلة على هزات خطيرة للغاية ستدمر ميراث الشهداء والأحرار، وأحمل هنا المسؤولية كاملة للبوليساريو والعسكر الذين يقفون وراءهم وحتى المخزن الذي لم يكن في مستوى الحفاظ على مكتسبات التاريخ.
- أنتم كمهتم بقضايا دول المغرب العربي عن قرب ومنذ سنوات، هل من المشروع المطالبة بالصحراء الشرقية؟
+ يحق لكل شعب أن يطالب بما يراه حقه المشروع، ومن حق المغرب أن يفعل ذلك، وليس من صلاحيتي أن احجر على هذا أو ذاك، وفي اعتقادي أن قضية الحدود ستظل عالقة، والجزائر تملك من القوة المادية والفضل للنفط طبعا مما يجعلها في وضع أفضل من الجار الشقيق المغرب، هذا الأخير الذي يعيش بين مطرقة احتلال الإسبان لسبتة ومليلية، وبين سندان جبهة البوليساريو التي تنزفه سياسيا ودبلوماسيا واقتصاديا وعسكريا ، والفضل بلا شك يعود لوقوف الجزائر وراء الستار... وإن كانت الجزائر بدورها تعاني من مشاكل داخلية عميقة قد تصل بها إلى التفتت وتفاقم النزاعات الانفصالية في مختلف ربوعها، لكنها كما قلنا تتوفر على مستوى مادي يحفظ لها ماء الوجه... وبهذه المناسبة أدعو الجزائر الرسمية وليست الشعبية إلى مراجعة موقفها الجامد والمتحجر والمهدد لوحدة شعوبنا المغاربية تجاه قضية الصحراء الغربية وتواجد البوليساريو كمنظمة مسلحة على ترابها، ولا داعي للتغني والتبجح بالشرعية الدولية، التي ليست موجودة إلا في الخيال، وتكفي حاليا الغطرسة الأمريكية في بلادنا العربية، هذه الشرعية ستنقلب بلا شك يوما على الجزائر وتدعم الحركات الانفصالية وتفرض مراجعة الحدود، وفي أقل تقدير قد تقاسم ثروة النفط مع المغرب، حينها ماذا سيكون موقف الجنرالات من هذه الشرعية المتبجح بها؟ ليس من المصلحة إطلاقا استمرار الحرب بين المغرب والجزائر، والتي لن تتوقف عند موضوع الصحراء، بل ستصل إلى دعم متبادل للانفصاليين ودعواتهم الشاذة، وهذا ما يجر علينا الوبال، إذ أرى من الضروري طرح هذه الأسئلة وترك الإجابة عليها في عنق الجميع: ماذا لو ساند المغرب دعوة حركة فرحات مهني الانفصالية التي تطالب بما يسمى الحكم الذاتي في بلاد القبائل؟ ماذا أيضا لو ساند المغرب من قبل التنظيمات المسلحة الجزائرية خلال الحرب الأهلية؟ وقد لاحظنا في الآونة الأخيرة سعي أطراف، وبإيعاز ما نحو تأكيد الدور المغربي في دعم الجماعات المسلحة، وجاء ذلك على لسان أحد أمرائها، وهو زعم باطل يراد منه تَعَفُّن الوضع وأيضا تبييض التاريخ الدموي لأطراف النزاع في الجزائر... أؤكد أنه لو فعل المغرب ذلك لسقط النظام في رمش العين، أقول ذلك وقد عايشت الحرب الأهلية من داخل المؤسسة العسكرية... إن الإقبال على أي فعل يلزمه دراسة معمقة بخصوص تداعياته وعواقبه، فلو طالب المغرب بالصحراء الشرقية، فترى ماذا سيترتب عن هذا السعي مغاربيا؟
- هل يقبل سكان المنطقة ذلك بلا أدنى تردد أو ضغوطات عليا؟
+ وإذا قبل السكان، هل سيرضخ النظام الجزائري المسيطر على كل شيء في البلاد لمثل هذه الأطروحات، هو الذي يرى المغرب بعين العدو الذي لا خير يرجى منه؟ أكيد أن التداعيات خطيرة للغاية وتهدد المنطقة برمتها، لأنها قد تصل بها إلى حروب رمال أخرى، لكن هذه المرة سيكون الثمن من الدم والألم... الحل حاليا بيد الأنظمة الحاكمة، ويجب أن تتفق في ما بينها كما اتفقت بصورة مثيرة وقياسية على ما يسمى بالحرب على الإرهاب، ويوجد إرهاب آخر يهددنا أكثر من تنظيم القاعدة ومن حالفه، هؤلاء الذين يخدمون بإمتياز الأجندة الأمريكية في المناطق الغنية بالنفط... سؤال آخر كيف سيكون الرد الغربي على هذه المطالب ومؤسساته وشركاته البترولية تمرح في الصحراء؟
إن النظام الجزائري قد حاول بطريقة غبية إبعاد قضية الصحراء الشرقية أو الحدود من حلبة الصراع عن طريق إختراع وخلق البوليساريو وتفجير المنطقة المغاربية ، ولكن التداعيات لا تقف عند هذا الحل الظالم والترقيعي الذي عفن الأمور أكثر، وكان يمكن تداركها عن طريق إتفاق تاريخي بين الطرفين وترسيم الحدود بصفة نهائية، أقول هذا وأنا على يقين أنه لا حل إلا في وحدة مغاربية شاملة، ترمى بكل الخلافات الإقليمية إلى الزبالة، غير أن الحال فرض استجلاء بعض الحلول وفق منطق الأمر الواقع الذي به نحاول رد الخطر الداهم ليس إلا...
وأغتنم هذه الفرصة الطيبة لأدعو المجتمع المدني الجزائري إلى التحرك من أجل فتح الحدود البرية بين المغرب والجزائر، وهو ما يخدم مصلحة الشعبين وليس كما يروج النظام، المعروف بالبهتان والكذب والزور عبر تاريخه الطويل، فالعالم يتجه نحو عصرنة التكتلات والوحدة التي هي منطق القوة والوجود، لكن الشعوب العربية تتجه نحو التفتت والإنقسام والسبب مؤامرات من الخارج ينفذها حكامنا..
إدريس ولد القابلة
|
|
nabilok عضو فعال
الجنس : عًٍـمـًرٌٍيَـے• : 36 المشآرڪآت : 120 نقاطي : 5716 سٌّمعَتي : 7 برجي :
| موضوع: رد: كيف تسرق الجزائر بترول المغرب؟ 5/2/2012, 00:01 | |
| |
|