nabilok عضو فعال
الجنس : عًٍـمـًرٌٍيَـے• : 36 المشآرڪآت : 120 نقاطي : 5758 سٌّمعَتي : 7 برجي :
| موضوع: البكالوريا كانت شهادة النخبة.. والفرع العلمي لأولاد الأغنياء 8/1/2012, 19:45 | |
| البكالوريا كانت شهادة النخبة.. والفرع العلمي لأولاد الأغنياء بدأت امتحانات شهادة الثانوية العامة (البكالوريا) بفروعها العديدة، ويتقدم لنيل الشهادة، التي تفتح امام الطلبة ابواب الجامعات والمعاهد العليا، وابواب العمل امام الفائزين بالبكالوريا المهنية، 642235 الف مرشح. اصغرهم سنا في الرابعة عشرة من العمر واكبرهم سنا في الخامسة والثمانين. واذا كانت نسبة النجاح بالبكالوريا في مطلع القرن الحادي والعشرين قد اصبحت تقارب التسعين في المائة، اي ان اكثر من 600 الف شخص يدخلون الى الجامعات الفرنسية سنويا، او الى سوق العمل، فان الوضع كان يختلف كليا في مطلع القرن التاسع عشر سنة 1808 عندما قرر الامبراطور نابليون بونابرت فرض هذه الشهادة للدخول الى الجامعات. وذلك في معرض محاربته للنظام الملكي ولليسوعيين. وسنة 1809 بلغ عدد الطلاب الذين نجحوا بامتحانات شهادة البكالوريا في فرنسا 31 طالبا. ولم ينجح اي طالب في العاصمة باريس. وارتفع هذا العدد في منتصف القرن التاسع عشر، اي سنة 1850، الى ثلاثة آلاف. وبالرغم من ارتفاع عدد الناجحين، فإن عمداء الجامعات الفرنسية كانوا يشتكون يومها من ضعف مستوى الطلاب. وكان الامتحان الخطي يتم اما باللغة الفرنسية او اللاتينية، وفقا لسحب القرعة. وكانت هناك مواد الرياضيات والفلسفة والادب الفرنسي. وبين الفترة الممتدة في عام 1809 حتى عام 1874 بلغ عدد الفائزين بشهادة البكالوريا 4500 طالب فقط. وعندما هزمت بروسيا فرنسا سنة 1870 وانتزعت منها مقاطعتين (الالزاس واللورين) بدأت الأصوات تتعالى، معتبرة ان انتصار بروسيا على فرنسا هو انتصار الثانويات البروسية على الثانويات الفرنسية، وعلى طريقة المناهج التعليمية في البلاد. ومع إصلاح النظام التعليمي الثانوي، وصل عدد الفائزين بشهادة البكالوريا قبل عام 1914 سبعة آلاف، وارتفع إلى 27 ألفا عشية الحرب العالمية الثانية سنة 1939. ووصل إلى ثلاثين ألفا سنة 1948. ليتضاعف خمس مرات سنة 1973، وفي عام 1980 ارتفع العدد إلى مائتين وخمسين ألف طالب، ليصل إلى ستمائة ألف نالوا الشهادة الثانوية العام الماضي. ومع مرور الوقت واصلت نسبة النجاح ارتفاعها، فبينما كانت واحدا في المائة سنة 1880 وصلت الى 83.3 في المائة سنة 2007، وخلال العقدين الماضيين تضاعف عدد الناجحين بالبكالوريا. وهذا الارتفاع نبع من الارادة السياسية بعد الحرب العالمية الأولى بجعل التعليم أكثر ديموقراطية في البلاد، ولكن طريق ديموقراطية التعليم كان طويلا جدا. فقبل نصف قرن فقط، أي في العام 1960، كان لتلامذة الأسر البرجوازية 125 مرة أكثر الفرص بالوصول إلى شهادة البكلوريا من أولاد العمال. الذين غالبا ما يتوجهون إلى سوق العمل بعد حصولهم على الشهادة الابتدائية. وسنة 1980 انخفضت النسبة إلى 18 مرة. وذلك بفضل ادخال البكلوريا التكنولوجية إلى المنهاج التعليمي سنة 1968. وبعد انتخاب الرئيس فرانسوا ميتران سنة 1981 ووصول الاشتراكيين إلى السلطة، وصلت نسبة عدد التلامذه الذين يصلون إلى نهاية المرحلة الثانوية، أي الذين يخوضون امتحانات شهادة البكلوريا %69 من أصل التلاميذ الذين يدخلون إلى المدرسة الابتدائية. مع نسبة نجاح تقارب الـ 79 في المائة. وبالرغم من الجهود المتتالية بقي الوضع الاجتماعي للطلاب هو الذي يحدد مستقبلهم الدراسي والمهني. فأربعون بالمائة من الذين ينجحون بالبكلوريا العلمية هم من ابناء كبار الموظفين، واصحاب المهن الحرة، والكادرات في المؤسسات الفرنسية، بينما لا يتعدى اولاد العمال نسبة 11.4 بالمائة في هذا الفرع العلمي. وحدهم الذين يصلون في مقدمة البكلوريا الفرع العلمي هم ابناء اساتذة المدارس والجامعات. ونسبة هؤلاء تصل الى %46. واذا باتت نسبة النجاح في شهادة الثانوية العامة تقارب التسعين بالمائة، فان التوتر قبل الامتحانات، يدفع بكثير من الاهل لطلب النصائح من الاطباء النفسيين. ولا يتردد البعض منهم باصطحاب اولادهم الى عيادات هؤلاء حتى ان الاهل في بعض الاحيان يخضعون لجلسات «تهدئة اعصاب» لانهم يوترون اولادهم قبل الامتحانات. كما ان العديد من الثانويات الفرنسية تعد في نهاية العام الدراسي دورات تدريبية نفسية لطلابها لمساعدتهم على تخطي التوترات النفسية. وظاهرة التوتر النفسي قبل الامتحانات منتشرة الى درجة ان معظم الصحف الفرنسية خصصت لها الملفات الكاملة. وأظهر احد التحقيقات ان التوتر النفسي عمره من عمر الامتحانات. فقد قالت سيدة في الخامسة والثمانين من العمر، انها في كل مرة ترى كابوساً مزعجاً في نومها تشاهد نفسها، وهي متقدمة لامتحانات شهادة البكلوريا.
باريس - حسن الحسيني
|
|