استنفار لوحدات الجيش بالصحراء
إنزال أمني بالعيون بعد رصد اتصالات بين بوليساريو وانفصاليين للتأجيج في ذكرى أحداث مخيم إكديم إزيك
تسود حالة من الاستنفار مدينة العيون منذ ثامن أكتوبر الجاري، وعلمت «الصباح»، من مصادر مطلعة، أن وحدات من الجيش نزلت إلى الشارع بالقرب من بعض الأحياء التي شهدت مواجهات دامية إبان الأحداث التي تلت تفكيك مخيم «اكديم إزيك»، السنة الماضية، من أجل تعزيز الأمن وتأمين تنقلات المواطنين والسيارات، مضيفة أن إنزالا مكثفا للجيش شوهد شرق مدينة العيون في اتجاه السمارة، بالقرب من منطقة «اكديم إزيك»، حيث استقرت وحدات من العسكر استقدمت من المناطق الحدودية لتعزيز الأمن بمحيط المدينة.وأفادت المصادر ذاتها، أن المجموعات العسكرية التي عززت الأمن بمحيط المدينة تم استقدامها من المنطقة الأمنية بالصحراء، علاوة على وضع نقاط تفتيش بمداخل المدينة، مشيرة إلى أن نقاط التفتيش تخف في اتجاه الطريق المؤدي إلى مدينة المرسى القريبة من العيون. وأكدت المصادر نفسها، أن مظاهر الإنزال الأمني بعاصمة الصحراء، مردها ورود معلومات كشفت تحركات انفصالية من أجل الاحتفال بمرور سنة على وقوع أحداث مخيم «اكديم إزيك»، مشيرة إلى أن قيادة بوليساريو عبأت إمكانيات لوجيستيكية ومالية من أجل تمويل أي تحرك في هذا التوقيت يعيد إلى الأذهان الحادث الذي استغلته الجبهة سياسيا، رغم أنها خسرته كرهان لإقناع الأمم المتحدة بتوسيع صلاحيات بعثة المينورسو في مراقبة أوضاع حقوق الإنسان في الصحراء.
وفي السياق ذاته، قال مصدر حقوقي لـ«الصباح»، «إن مظاهر العسكرة التي تشهدها المدينة خلقت جوا من الاحتقان والتشكيك المتبادل، ما يعني أن أدنى حادثة يمكن أن تفجر الوضع، كما حدث في الداخلة، لأن الإنزال الأمني يعطي الانطباع بوجود اضطراب بالمنطقة». وتحدثت مصادر مطلعة عن تراجع حدة الرقابة الأمنية على المدينة، بعد أن تأكد فشل الانفصاليين في تأجيج الوضع، إذ اختفت بعض وحدات الجيش من بعض المناطق، بينما بقيت مجموعات مشتركة بين قوات الجيش وعناصر الأمنية مرابطة بشارع السمارة، تحسبا لأي تحرك، سيما أنه الشارع الذي شهد مواجهات دامية خلال السنة الماضية، على خلفية تفكيك مخيم «اكديم إزيك» أودت بحياة 11 عنصرا من القوات العمومية قتلوا على يد انفصاليي الداخل.
ووفق معلومات «الصباح» فإن بعض الأفراد خرجوا فعلا في محاولات لاستفزاز قوات الأمن العمومي، وذلك بالقرب من شارع «مزوار»، في حين نجحت قوات الأمن في تطويق أي انفلات أمني كما فرضت النظام، بناء على معلومات مكنتها من تدخلات استباقية لافتعال أي حادث لتأجيج الوضع.
إحسان الحافظي