المنتج محمد حفظي: جمهور السينما لم يتغيَّر وفيلمي لن يحقِّق إيرادات
حصد المنتج محمد حفظي جائزة أفضل منتج عربي في مهرجان أبو ظبي السينمائي الدولي بدورته الأخيرة عن فيلمه الجديد «التحرير… الطيب والشرس والسياسي».
في حواره مع «الجريدة» يتحدّث حفظي عن الفيلم وأسباب عدم مشاركته في مهرجان الإسكندرية وتأخُّر طرحه في دور العرض المصرية.حدِّثنا عن «التحرير… الطيّب والشرس والسياسي» الذي حصدت عنه جائزة أفضل منتج عربي في مهرجان أبو ظبي السينمائي الدولي.
الفيلم بالنسبة إلي حالة خاصة لأنه أحد أول الأفلام التسجيلية التي تحدّثت عن ثورة 25 يناير وتدور أحداثه من خلال ثلاثة أفلام وثائقية قصيرة أخرجها مخرجون ثلاثة هم عمرو سلامة، أيتن أمين، وتامر عزت، وفي كل فيلم يتم تناول قصة مختلفة حول ما حدث في ميدان التحرير، كذلك يسجّل شهادات حية لأفراد كانت لهم علاقة مباشرة بما يحدث في الشارع أو بالسلطة ورجال الأمن.
لماذا اعتذرت عن المشاركة بالفيلم في مهرجان الإسكندرية، خصوصاً أن دورته لهذا العام كانت مهداة الى الثورة؟
لأسباب عدة، في مقّدمها اتفاقي المسبق مع إدارة مهرجان أبو ظبي التي تشترط أن يكون العرض السينمائي الأول للفيلم في الشرق الأوسط خلال المهرجان على رغم أن فيلمي سبق وشارك في مهرجانات دولية أخرى خارج الشرق الأوسط، وعلى هذا الأساس وُقِّعت عقود باتفاقات مسبقة بيننا، بالإضافة إلى إعطاء إدارة المهرجان الفيلم منحة خاصة لإنهاء عمليات المونتاج والميكساج الخاصة به وبالتالي يُعتبر المهرجان مشاركاً في إنتاج الفيلم.
بالتالي، ليس منطقياً أن ألغي تعاقدات اتفاقات مسبقة وُقِّعت منذ أشهر عدة بسبب مهرجان الإسكندرية الذي تلقيت دعوة للمشاركة فيه قبل أيام عدة من افتتاحه، لأنه كان سيلحق بي أضراراً مادية فضلاً عن أنه لم يختَر فيلمي من البداية ليكون ضمن الأفلام المعروضة خلاله، ثم إن الأمر يتعلّق بارتباطات واتفاقات مسبقة ولا علاقة له بالعائد المادي من الجوائز كما ردّد البعض.
لماذا تأخّر طرح الفيلم تجارياً على رغم أنه جاهز للعرض منذ أشهر عدة؟
كما ذكرت سلفاً، كنت مرتبطاً بموعد مهرجان أبو ظبي السينمائي، لذا كان عليّ الانتظار الى حين انتهاء هذا الحدث. سيُطرح الفيلم مع نهاية شهر نوفمبر الجاري أو بداية شهر ديسمبر على أقصى تقدير، وأدرك جيداً أنه لن يحقّق إيرادات كبيرة في دور العرض لذا لن يُطرح سوى بعدد محدود للغاية من النسخ.
تؤمن بأن الفيلم لن يحقِّق إيرادات وتقدم على إنتاجه، لماذا؟
لا أعتبر الأمر مغامرة كبيرة لأن الفيلم نُفِّذ بنظام الإنتاج المشترك وعُرض في مهرجانات دولية عدة وحظي بإعجاب النقاد والجمهور الذي شاهده، لذا كان المشروع بالنسبة إلي مدروساً بشكل جيّد لأنني أقدّم عملاً تسجيلياً عن ثورة 25 يناير التي أبهرت العالم، فضلاً عن أن قيمته الفنية أكبر بكثير من أي عائد مادي قد أحقِّقه، بالإضافة إلى ضرورة دعم المخرجين الشباب الذين شاركوا في الأحداث ووثَّقوها خلال أيام الثورة.
شعرت بعد حصولي على جائزة أفضل منتج عربي في المهرجان بأنني أسير في الطريق الصحيح خصوصاً أن الفيلم حصد ثلاث جوائز في المهرجانات الثلاثة التي شارك فيها حتى الآن، وهذا أمر لا يمكن إغفال أهميته أو الدور الذي يؤديه في توزيع الفيلم عالمياً.
ولماذا تطرحه بعدد محدود من النسخ؟
لأن الجمهور المصري الذي سيدخل دور العرض لمتابعته لن يكون عدده كبيراً، بالتالي فلن يُطرح سوى بثلاث الى خمس نسخ منها اثنتان في القاهرة وواحدة في الإسكندرية، وربما تكون ثمة نسخة أخيرة تُعرض في مدينة السويس التي شهدت أحداثاً مهمة عدة خلال الثورة.
بالتأكيد لن أمانع في طبع نسخ جديدة من الفيلم في حال وجود إقبال جماهيري عليه في دور العرض، لكن لدي يقين بأن هذا الأمر لن يحدث، لأنه فيلم تسجيلي وليس روائياً طويلاً أو تجارياً.
ألا ترى أن ذوق الجمهور الفني قد تغيّر بعد الثورة؟
حتى الآن لا، والدليل إيرادات الأفلام التي عُرضت خلال موسم عيد الفطر الماضي، فضلاً عن أن «التحرير… الطيب والشرس والسياسي» ينتمي إلى نوعية الأفلام التسجيلية وبالتالي له جمهور محدّد. عندما وافقت على إنتاجه لم أكن أفكّر في طرحه تجارياً لكن ردود الفعل الإيجابية التي شهدناها خلال عرضه في الخارج ووجود جمهور قليل يرغب في مشاهدته دفعانا إلى طرحه تجارياً في دور العرض السينمائية بنسخ محدودة.
هل ترى أن بإمكان السينما تقديم أفلام روائية تتناول ثورة 25 يناير؟
لا يزال الوقت مبكراً للغاية لتقديم أفلام روائية طويلة عن الثورة لأن ثمة حقائق عدة غائبة عن الثورة، ومن ثم أي فيلم يُقدَّم راهناً لن يكون دقيقاً في ما يعرضه.