أربعة أفكار من أجل تواصل فعال
التواصل هو تلك العملية التي نقوم بها دون أن ندري مع كل ما يحيط بنا ، نتواصل عن طريق التحدث ، و عن طريق الكتابة . تتم عملية التواصل من خلال ارسال و استقبال المعلومات . التواصل الفعال لا يقتصر فقط على حسن اختيار التعبيرات اللفظية ، بل يمتد الى الاستفادة العقلية و النفسية .
بما أننا نتواصل يوميا ، بل دائما نحن في عملية تواصل مع الآخر كان من الضروري تعلم مهارات من أجل تواصل أفضل . في هذا المقال أعرض عليك خمسة أفكار من أجل تواصل أفضل مع الآخر .
1- أن تعقل ما تقول في بعض/كثير من الأحيان ننطق بكلمات لا نلقي لها بالا ، قد تكون هذه الكلمات جارحة ، أو لا تحمل معنى مرتبط بالموضوع محل النقاش و في هذه اللحظة فهي تنم عن جهل صاحبها – و لا أقصدك بهذا الوصف طبعا .
التفكير فيما نقول قبل النطق به هو صفة اساسية للشخص المتزن في تعاملاته ، و كذا في شخصيته التي هي حتما مرموقة بين أقرانه و المحيطين به . قد يأخذ الأمر منك بعض الوقت في البداية حتى تفكر فيما ستقول ، لكن النتائج ستكون – بدون شك – رائعة .من المؤكد أنك لاحظت كثيرا شخص يبدأ نقاشا ما ثم يقوم بإنهائه فجأة قائلا .. لا عليك .. لا يهم ، هو بهذه الطريقة لم يفكر جيدا قبل بدء الحديث غير أنه قد فتح مجالا للشك و التكهنات !!
لا تنطق بجملة لا تعرف كيف ستنهيها
لا تبدأ نقاشا من المفترض ألا يعرفه الشخص الآخر
2- كن محددا في ردودك تقريبا ، احتمال ، ربما … الخ هذه هي نوعية من الردود المرفوضة المفتوحة النهايات و التكهنات لا تعطي انطباعا حسنا عنك . إن كنت تعرف الأمر بدقة فمن الأفضل قوله كما هو ، و إن لم تكن تعرف فعبر عن ذلك بلطف معتذرا عن عدم درايتك الكاملة بالأمر . ليس هذا فقط فهناك حالة ثالثة و هي علمك بالأمر و لكن هذا الأمر لا ينبغي أن يعرفه الطرف الآخر في هذه الحالة عليك الاختيار بين الكلام أو الصمت [ تابع الفقرة الرابعة ]
3- لا تمتلك الصواب وحدك في كثير من النقاشات يدخل الأمر في حلقة مفرغة و يفقد استمرار الحديث فائدته فهو لا يأتي بجديد . هذه النوعية من الأحاديث تشبه مثال الحوار التالي :
الأول : إن الأمر هو كذا و كذا …..
الثاني : نعم .. و لكن دعني أوضح لك نقطة غائبة عنك ….
الأول : في الحقيقة الأمر مختلف تماما … إنه ……
وهكذا في حلقة مفرغة ، فكلاهما يريد أن يكون هو صاحب الحقيقة وحده ! مثل هذه النقاشات من الأفضل أن تخرج منها سريعا ، و تكتفي بالاقتناع الذهني الذي قمت بإيصاله إلى عقل محدثك ، و ليس هناك داع لكي يؤكد لك أن على حق لفظيا .
4- الكلام و الصمت الكلام ترجمان الإنسان يعبر عن سريرته ، و يظهر مكنون ما في نفسه و ما في ضميره ، و لذا فالكلام فن ، و الصمت أيضا فن آخر . الصمت نوعان ؛ صمت يكسب الانسان هيبة و هو صمت الوقار ، و صمت يعبر عن ضعف الانسان ، و هو صمت الجاهل بالأمر .. و لكل منهما موضعه .
يقولون عن الكلام :
إذا كثر الكلام ، كثر الخطأ . الاسترسال في الكلام ، والإطناب فيه يؤدي إلى كثرة الأخطاء وملل السامعين ، لذا امتدح أجدادنا القدامى الإيجاز ما دام كافياً يؤدي إلى الغرض المطلوب ، فالإكثار هنا يعتبر نوعاً من العجز .
إن كلام الإنسان يعتبر دليلاً على شخصيته ، والعاقل من لا ينطق لسانه بالكلام إلا بعد تفكير وروية ، أم الأحمق فهو من تسبقه سقطات لسانه وقديماً قال الإمام علي ” تكلموا تعرفوا فإن المرء مخبوء تحت لسانه ” وقال رسول الله -صلى الله عليه و سلم – : رحم الله من قال خيراً فغنم أو سكت فسلم” فالعاقل من يتكلم لعلم ينشره أو غنم يكسبه .