تورط 7 أساتذة في التلاعب بامتحان البكالوريا
المتهمون تسلموا رشاوي لتغيير أوراق امتحان تلميذ بأخرى أنجزها أساتذة مأجورون
أمر وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالدار البيضاء، يوم السبت الماضي، بإيداع معيد ومجموعة من الأساتذة بثانويات بالقطاع العام والخاص، السجن المحلي عكاشة بعد أن كشف البحث تورطهم في ملف الغش في امتحانات البكالوريا بثانوية البارودي التابعة لنيابة عين السبع، والتي تفجرت بعد أن راودت لجنة المراقبة شكوك حول النقاط التي حصل عليها تلميذ، ابن قاضي سابق، اجتاز الامتحان بالثانوية ذاتها، والتي بلغت 20 في مواد الفيزياء والرياضيات والعلوم، لتقترح أستاذة في اللجنة إعادة تدقيق ملاحظة أوراق أجوبة التلميذ، قبل أن يتبين أن الخط مختلف في الأوراق الأربع، وأن جهة ما عملت على إعدادها ودسها وسط أوراق الامتحان وتخلصت من أوراقه الأصلية.
وضمت لائحة المتابعين، حسب ما أكدت مصادر الصباح، معيدا بثانوية البارودي (ر.ن) وأستاذ الإنجليزية (ك.س) بثانوية مولاي الأزهر الحرة، وأستاذ رياضيات بالقطاع الخاص، و(خ.ه) أستاذة الفلسفة بثانوية البارودي، و(ف.أ) أستاذة للفرنسية بالثانوية نفسها ومدرس بالتعليم الابتدائي، وشخص آخر لعب دور الوسيط وكان مكلفا بعملية تسليم الأموال إلى المعيد والأساتذة، وقد توبعوا بتهم من أجل خداع في امتحان عمومي بقصد تمكين أحد المرشحين من شهادة تسلمها الدولة وإطلاع الغير على الامتحان وموضوعه وتسليمه حل والارتشاء والإرشاء.
وتبين من التحقيق أن المعيد هو الذي قام بعملية التنسيق، مستعينا بأستاذتين بثانوية البارودي، واحدة للغة الفرنسية وأخرى للغة العربية، واللتين كانتا تتسلمان منه الأوراق المهيأة خارج قاعة الامتحان منه وتسلمانها في غفلة من الحراس إلى التلميذ.
وكشفت مصادر الصباح أن التحقيق الذي أجرته عناصر الفرقة الوطنية كشف أن المعيد تسلم مبلغ خمسة ملايين سنتيم مقابل تغيير أوراق الامتحان التي حررها التلميذ بأخرى أعدت خارج المدرسة من قبل أساتذة مأجورين. وأكدت المصادر ذاتها أن المبلغ الإجمالي للعملية حدد في 11 مليون سنتيم وزعت على الجميع.
وكشف البحث تورط وسيط يعمل لدى والد التلميذ، كان يتكلف بتسجيل أبنائه في المدرسة ومتابعة شؤونهم الخاصة، ولم تكشف المصادر ذاتها أقوال الأخير، مكتفية بتأكيد أن الملف ما زال مفتوحا وقد يطيح بأسماء أخرى، خاصة الجهة التي شاركت في عملية التزوير وسلمت المبالغ المالية إلى المعيد والأساتذة.
وقالت مصادر الصباح إن التحقيق في الملف ما زال مفتوحا، ومن المحتمل أن يسقط أسماء أخرى، خاصة الجهة التي شاركت في عملية التزوير وسلمت المبالغ المالية إلى الحارس العام والاساتذة الذين اعدوا النقاط
وكشف التحقيق أن لا علاقة لمدير ثانوية البارودي بالملف، إذ لم يكشف تورطه في أي فعل من الأفعال الجنائية المقترفة من قبل المتهمين، فيما تبقى مسؤوليته الإدارية محل إعادة تقييم من قبل المسؤولين، خاصة أن الرجل أعفي من مهامه مديرا قبيل ظهور نتائج التحقيق، التي كشفت أن التلاعبات والأطراف المشاركة فيها من داخل المدرسة تصعب مأموريته.
وكانت مديرة الأكاديمية الجهوية أمرت بفتح تحقيق إداري في الموضوع، ترتب عنه إعفاء مدير المؤسسة وإقصاء التلميذ من اجتياز الامتحانات لمدة أربع سنوات، وإحالة الملف على الوزارة الوصية التي تقدمت بشكاية في الموضوع إلى وكيل الملك بابتدائية البيضاء، الذي أحال الملف على الفرقة الوطنية للشرطة القضائية للتحقيق في حيثياته.
كريمة صلي والصديق بوكزول