استنطاق شرطي ربط مواطنا بكرسي بمقهى

استنطاق شرطي ربط مواطنا بكرسي بمقهى

الجماهير الغاضبة بسلا هاجمت رجل الأمن بالحجارة إلى أن أغمي عليه

أمرت النيابة العامة بسلا، في وقت متأخر من مساء أول أمس (الثلاثاء) بإجراء بحث مع شرطي متهم بتقييد مواطن بالأصفاد في الشارع بسبب خلاف شخصي. كما أمرت بالاستماع إلى الطرف الثاني، مع التقديم. وبذل مسؤولون أمنيون ورجال سلطة ومدنيون محاولات عدة لإجراء صلح بين الشرطي والمواطن، إلا أن كل واحد منهما تشبث بحقه في متابعة الآخر أمام العدالة،
وهو ما استدعى اتخاذ الإجراءات القانونية، وإحالة الملف على العدالة.
وجاء في وقائع القضية، وفق مصادر موثوقة، أن خلافا شخصيا نشب بين رجل الأمن، الذي كان يقامر بورق اللعب رفقة آخرين في مقهى شعبي بمنطقة «القرية»، وبين أحد زبائن المقهى، وبعد تبادل عبارات سب وشتم، عمد الشرطي، الذي كان مؤازرا بأفراد من عائلته، إلى شل حركة الزبون وتقييد يديه بالأصفاد إلى كرسي بالمقهى، ثم شرع في تهديده بالسجن وتلفيق تهمة، قبل أن يعمد إلى جرجرته في الشارع على مرأى ومسمع من عشرات المواطنين.
واستنادا إلى المصدر ذاته، أثار المشهد استياء كبيرا لدى العشرات من شباب المنطقة، الذين هاجموا الشرطي بالحجارة والهراوات، وانهالوا عليه بالضرب إلى أن سقط مغمى عليه، قبل أن يتدخل بعض السكان لحمايته.
وبمجرد علم المسؤولين بخبر النازلة، سارع رئيس الأمن والاستعلامات العامة إلى مسرح الأحداث، وباشرا الإجراءات القانونية اللازمة بعد فشل محاولة الصلح بين الطرفين. كما أشعرت المديرية العامة للأمن الوطني، التي أمرت بتطبيق القانون.
واستمرت عملية استنطاق الشرطي وخصمه عدة ساعات، ولم تنته إلا في حدود الساعة الواحدة من صباح أمس (الأربعاء). وأمرت النيابة العامة بتقديم الطرفين إليها من أجل تبادل الضرب والجرح، على أساس اتخاذ القرار المناسب.
وفي اللحظات نفسها، كانت مصالح الأمن تستمع إلى شرطي آخر أطلق عيارات نارية من مسدسه إثر تعرضه لهجوم عنيف وإصابته بجروح خطيرة بواسطة الأسلحة البيضاء من طرف أشخاص قال إنهم هاجموه وحاولوا سرقته، عندما كان رفقة زوجته في طريق مظلم.
وذهبت بعض المصادر إلى أن العصابة جردت الشرطي من هاتفه المحمول ومبلغ مالي كان بحوزته، قبل أن تحاول الاقتراب من زوجته، وهو الفعل الذي أثار سخطا كبيرا لدى الشرطي، الذي لم يتردد في استعمال مسدسه، وإطلاق النار على أفراد العصابة، لكنه لم يتمكن من إصابة أي واحد منهم، ليلوذوا بالفرار.
وتكلفت فرق من مصلحة الشرطة القضائية بإجراء أبحاث وتحريات عن المشتبه فيهم، من أجل إلقاء القبض عليهم وتقديمهم إلى العدالة، فيما نقل الشرطي إلى المستشفى لتلقي الإسعافات الأولية رفقة زوجته التي أصيبت بصدمة نفسية جراء ما حدث.



محمد البودالي