مصدّق وواموسي يقاضيان أنور مالك و"الشروق".. ويوضّحان

مصدّق وواموسي يقاضيان أنور مالك و"الشروق".. ويوضّحان

طارق العاطفي ـ نورالدين لشهب:
2011-09-07 16:51

عمل ميمون مصدّق، وهو الذي عملت جريدة "الشروق" الجزائرية لحدود الآن على نشر ثلاثة أجزاء من حوار قالت إنها أجرته وإياه بالعاصمة الفرنسية باريس بخصوص عدد من القضايا التي اطلع عليها بصفته "دبلوماسيا واستخباراتيا" مغربيا، على تكذيب مضمون المادة الإعلامية.. وأورد مصدّق ضمن وثيقة توصلت بها "هسبريس" أنّ "الكاتب الجزائري" أنور مالك هو الواقف وراء الموضوع، كما أردف: "أكذب جملة وتفصيلا ما نسب إلي في جريدة الشروق اليومي".

وقال مصدّق بأن ما نشر يعود إلى ما حدث في الـ26 من شهر غشت المنصرم حين التقى، صدفة، بمطار شَارْلْ دُو غُولْ الباريسي الصحفي الجزائري أنور مالك بمعية أحد صحفيّي "TF1" وصحفية بقناة "الجزيرة" القطريّة وكذا وزير جزائري سابق.. واسترسل ميمون مصدّق بأنّه تحدّث وأنور مالك بإحدى مقاهي المطار مثيرا بعضا من المشاكل التي يعاني منها مع السلطات المغربية.

كما أعلن ميمون مصدّق تعرضه لـ "تحايل" أنور مالك حين أورد ضمن وثيقته: " اعتذر مالك من مرافقيه، أخذني جانبا، وعرض علي إجراء حوار يخص قضيتي مع السلطات المغربية على أساس نشره في جريدة عربية تصدر من الإمارات العربية المتّحدة.. وقد ضربنا موعدا بعد موعد إفطار ذات اليوم الرمضاني والتقينا في فندق فاخر في قلب باريس.. أجرينا الحوار حول مشاكلي الاجتماعية، ومعاناتي، وقضيتي مع السلطات، وبعدها خضنا في أمور كثيرة ومتعددة لم نتفق على نشرها بجوار مسببات الأزمة التي أضحيت أعيشها وأنا مشرد في الضواحي الباريسية..".

وأوضح من وصفته "الشروق" الجزائرية بكونه "دبلوماسيا واستخباراتيا مغربيا" أنّه تعرض إلى "محاولة تجنيد" فعّلها أنور مالك المثير للجدل.. وضمّن وثيقته التي ووفيت بها "هسبريس" قوله: " عرض علي أنور مالك السفر معه للجزائر على أساس عزمه مساعدتي كثيرا، ففهمت أنه يريد تجنيدي من أجل العمل لصالح المخابرات الجزائرية.. رفضت ذلك وافترقت معه منهيا كل شيء، وقد طلبت منه ألا ينشر شيئا، شاكر إياه على ما تفضل به".. واسترسل: "كلامنا كان بالفرنسية وترجمته للعربية عرفت تلاعبا بالطريقة التي يريدها أنور مالك والشروق الجزائرية، وأنا أتبرّأ مما نشر وما سينشر ".

ميمون مصدّق كشف أيضا عن تنامي المضايقات التي يتعرض لها بعد الحوار الذي نشرته الشروق الجزائرية منسوبا إليه، موردا بأنّه صار مهدّدا في حياته من لدن مخابرات المغرب وفرنسا والجزائر وأنّه تلقى تهديدات هاتفية أبلغ عنها الشرطة الفرنسية التي لم تبد اهتماما بالموضوع لأنّها "ربّما تلقت أوامرا بذلك".. ودائما وفق ما أورد مصدّق الذي أعلن عزمه مقاضاة أنور مالك أمام المحاكم الفرنسية.

حريّ بالذكر أن "حوار" ميمون مصدّق على "الشروق" الجزائرية تطرق، بناء لما نشر لحدود الآن، لمواضيع من بينها تعاطي المغرب مع الخلايا الإرهابية الناشطة ببعض الدول الأوروبية واغتيال هشام منداري مع علاقة الجنرال حميدو لعنيكري بالملف، زيادة على انشغال الاستخبارات المغربية بنشطاء بوليساريو أوروبّا ومحاولات قياديين في الجبهة الإسلامية للإنقاذ التقرّب من مسؤولي الربَاط.

من جهة أخرى صرح الصحفي المغربي محمد واموسي، الذي يعيش في فرنسا، لـ "هسبريس" بأنه سيقاضي جريدة الشروق الجزائرية وكذا العميل المغربي السابق محمد مصدق، نظرا لما حملته تصريحات ميمون مصدق، في حواره مع جريدة الشروق الجزائرية، من "مغالطات فادحة واتهامات خطيرة وروايات خيالية مسيئة"، وزاد واموسي: "قررت تسجيل دعوى قضائية مستعجلة ضده وضد صحيفة الشروق أمام القضاء الفرنسي بتهمة التشهير والقذف حسب ما ينص عليه القانون الفرنسي".

وقال ذات الصحفي بأنه تفاجأ وهو يتصفح صحيفة الشروق ليوم الثلاثاء 06 سبتمبر 2011 عدد 3406 بمقابلة مطولة أجرتها الصحيفة عن طريق أنور مالك، مع شخص يصف نفسه بدبلوماسي مغربي وعميل استخباراتي سابق يدعى ميمون مصدق، حيث جرى ذكر اسمه (واموسي) باعتباره الذراع الإعلامي للراحل هشام المنداري الذي قتل في إسبانيا قبل سبع سنوات.. ومن ثم اعتبر المصرّح بأن ذكر اسمه في الحوار الذي نشرته الشروق الجزائرية "يحمل إساءة كبيرة لشخصي لما تضمنه من معلومات متضاربة وخاطئة" حسب قوله.

واستغرب واموسي، ما حملته هذه المقابلة الصحافية من جملة "أخطاء فادحة وتناقضات مثيرة واتهامات الباطلة لا أساس لها"، موضحا بأن ما أعلنه السيد مصدق ميمون كون واموسي كان يشغل ملحقا إعلاميا للراحل هشام المنداري "لا أساس له من الصحة،و العلاقة بهذا الأخير لم تكن تتجاوز علاقة صحافي بشخصية مغربية تخلق الحدث ومحط متابعة إعلامية،وكل الصحافيين كانوا يجتهدون للتقرب منه والوصول إليه بهدف الوصول إلى المعلومة،ولا يعقل أن يكون كل صحافي تقرب من المنداري عميلا للمخابرات المغربية كما يدعي السيد مصدق".

وسجل واموسي ما رأى أنه تناقضا في رواية مصدق ميمون حينما صرح لـ"الشروق" بأن المصدق وواموسي كانا في شرفة فندق ريتس الباريسي، وهما يتابعان طريقة القبض على المنداري من قبل عناصر من المخابرات المغربية، ويتساءل واموسي: "لقد سجلت دعوى قضائية أمام القضاء الفرنسي ضد رئيس المخابرات المغربية آنذاك حميدو لعنيكري بتهمة الاعتداء علي، وفي نفس الوقت يقول إنني تابعت وإياه عملية إلقاء القبض على المنداري من شرفة فندق ريتس الباريسي،فكيف لنا أن نقاضي مسؤولا كبيرا وفي نفس الوقت نستمتع بمشاهدة مشهد معه من شرفة أحد أرقى الشوارع الفرنسية؟؟".

ويؤكد واموسي، حسب ما يملكه من أنباء عن ملف هشام المنداري، بأن ميمون مصدق لم يلتق المنداري إلا مرة واحدة في جلسة عابرة، وبعدها أصبح هذا الأخير يتهرب منه ويتفادى الرد على مكالماته، بينما يدعي المصدق أنه التقاه عدة مرات و اخترق محيطه.. ويؤكد واموسي لـ"هسبريس" بأن هشام المنداري كان متدينا بشكل مثير للجدل ومواظبا على أداء فروضه الدينية، وكان يصلي الصبح وهو يبكي بكاء حارا، ولا يجلس على مائدة عليها كأس أو قنينة خمر، ويرفض حتى دفع ثمنه إذا ما دعي أحد إلى طاولته، بينما يقدمه المصدق في حواره مع الشروق الجزائرية بأنه سكير وزير النساء. . ورد هذا الانقلاب في حياة المنداري أنه تأثر بعض العراقيين الشيعة إلى درجة لا يصافح امرأة إلا إذا "تزوجها زواج متعة".

أما عن معلومات عن الأسلحة يؤكد واموسي بأن ما سماها مصدق المعلومات عن "شبكة تسلح المنداري و تجنيد المعارضين".. يضيف واموسي أن مصدق "ربما نسي أو تناسى أنني كنت أنشرها في صحيفة مغربية شهيرة كنت أراسلها حينئذ من باريس،فكيف اعتبرها السيد مصدق سرية رفعها إلى الأجهزة التي قال إنه يعمل معها وأنا نشرتها في أكثر من 100 ألف نسخة"، قبل أن يردف "لا أعرف السيد ميمون مصدق ولم أتواصل معه إلا في مناسبتين قصيرتين، الأولى حينما طلب مني المنداري أن أشاركه جلسة قصيرة معه جمعته بالسيد مصدق، ومرة عبر الهاتف حينما اتصل بي بعد أن طلب مني منحه رقمي الهاتفي وناشدني أن أقنع المنداري بلقائه مرة أخرى بعد أن أصبح هذا الأخير يتهرب منه ويتفادى لقاءه لأسباب يعلمها جيدا السيد مصدق،وأترفع عن ذكرها هنا".

وأصرّ واموسي أن يعلن من على منبر "هسبريس" بأنه لم يكن يعلم بخبر مقتل هشام المنداري إلا من وسائل الإعلام مثل الجميع،وأردف: "استدعتني الشرطة الفرنسية مرة واحدة لسماع أقوالي كشاهد مثلما استدعت صحافيين آخرين كانوا على علاقة بالمنداري في إطار مهنتهم، بينهم الصحافي الفرنسي في صحيفة لوموند جون بيير توكوا وآخرين".