Adrem الإدارة'''''
الجنس : دولتي : المغرب المشآرڪآت : 6210 نقاطي : 23761 سٌّمعَتي : 8
| موضوع: ماهية التنمية البشرية 13/7/2011, 10:07 | |
| ماهية التنمية البشرية يعود مصطلح التنمية البشرية الى هيئة الامم المتحدة التي تبنته بداية سنة 1990 من خلال برنامج الامم المتحدة للانماء, وذلك قصد تصحيح المفاهيم السائدة والتي كانت رائجة في الفترة الممتدة بين الحرب العالمية الاولى والثانية .
والتنمية البشرية الجديدة جعلت الانسان محور وصانع هذه التنمية وهدفها في ان واحد , بعدما استقر القرار ان الثروة البشرية هي راس مال التنمية البشرية, فمن ثم وجب الاعتناء بالبشر من خلال العمل على توفير كل ما يساعدهم لممارسة حياة شريفة , والعمل على خلق وايجاد المستلزمات التي يحتاجها الانسان للرفع من مستوى عيشه ماديا ومعنويا قصد ممارسة حياة كريمة ,كالتعليم والصحة والمواصلات والغذاء والسكن والماء الصالح للشرب.
كان هذا هو المنطلق الذي وضعته هيئة الامم المتحدة فيما يخص التنمية البشرية والذي سيأخد أبعادا متباينة انطلاقا من مكانة ومؤهلات كل دولة على حدة .
لا يختلف اٍثنان أن القاعدة العامة التي انطلق منها الكل هي الايمان الراسخ أن البشر هم الثروة الحقيقية لاي تنمية , وهذا هو التعريف الموحد الذي يتفق عليه الكل ,الا أن الامكانات المتاحة والاستراتجيات المتبعة اختلفت من بلد الى اخر , الامر الذي جعل الاختلاف في النهج والتسميات والتوجهات المتبعة مغاير من قطر الى اخر .
انطلاقا من هذا السياق يمكن معاينة ثلاث مستويات في التنمية البشرية .
المستوى الاول يتلخص في توفير الاليات التي تخرج الانسان من الفقر وتحميه من الازمات .
المستوى الثاني ويتلخص في العمل على توفير المناخ لخلق طاقة بشرية مؤهلة ومدربة وقادرة على التكيف مع المستجدات, ومن ظمنها تحسين الانتاج والمنافسة العالمية .
المستوى الثالث , وهو تنمية الانسان من داخله , أي فكريا , وعاطفيا ,ووجدانيا . بمعنى اخر تربيته وصقله وتهذيب ذوقه. وهذا المستوى هو الاقصى الذي لم يعد ورائه شيئ , وهو يعالج الاحساس والمشاعر والوجدان وحرية الراي والابداع والمبادئ والمعتقدات وما جاورهم .
ومن هنا وجب التذكير بان مصطلح الانسانية كان دائما ولازال له علاقة بكل ما هو انساني و وجداني , أي نابع من عمق الانسان نفسه . من جهة ثانية يمكن الاستنتاج ان التنمية الانسانية هي الشق الاخير في مفهوم التنمية البشرية .
في المجتمعات الهشة حيث ارتفاع نسبة الفقر، والأمية، ومختلف مظاهر الإقصاء والتهميش يلجؤن الى التنمية البشرية ذات المستوى الاول , فيما تنكب الدول في طريق النمو بالاستعانة بالمستوى الثاني .
أما الشق الاخير وأعني التنمية الانسانية , فانه من نصيب الدول المتقدمة .
وعلى ذكر الدول المتقدمة لابد من الوقوف على المؤسسات والمعاهد الدولية الغير الحكومية والتي تتبتى في برامجها التنمية البشرية خارج حدودها الجغرافية , اٍذ تفضل بلدان العالم الثالث على العموم .
هذه المؤسسات والمعاهد غالبا تحوي برامجها الانمائية المستوى الاول¸ والذي يتمثل في غرس الاشجار و تهيئ الماء الصالح للشرب او اٍعادة الاسكان بعد زلزال مدمر أو فيضانات مهلكة أو وباء عظال أو مجاعة عارمة ,والتي غالبا ما تصفها وسائل الاعلام بالمساعدات الانسانية .
في حالات عديدة يفوق حماس المخطط التنموي الوطني نظرية المجتمع المدني, فتجد مزج وخلط وتداخل بين المستوى الاول و الثاني والثالث , كما أن بعض المبادرات الفردية في المجال الثقافي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي والتربوي من طرف بعض المؤسسات والوكالات والجمعيات والمنظمات المهتمة , قد يفوق البرامج المعهودة التي ألفتها الوزارات وتعودت عليها شرائح المجتمع .
هكذا نستنتج أن التنمية البشربة هي مجموع الخطط التي تبرمجها الدول لاذكاء حماس مواطنيها وتوجيههم وتشحينهم وتاطيرهم وتحسيسهم وترغيبهم ومؤازرتهم ومساعدتهم و........ مع الاستثناء طبعا الذي يشمل المعاهد والؤسسات الدولية الغير الحكومية , والتي تتمتع باستراتيجية مغايرة والتي لا ارى المناسبة للدخول فيها حتى لا يضيع القارئ ويزيغ عن الموضوع الذي نحن بصدده .
قي دولة المغرب مثلا , حيث التنمية البشرية أضحت عنوانا لكل عمل ومشروع, أريد أن أفصل بالتدقيق المستويات الثلاثة التي تعرفها الاوراش المغربية ,حتى تترسخ هذه المفاهيم عند المتلقي, خاصة الجمعيات والمؤسسات, ويستنبط - برفع الياء - منها على المنوال المذكور , الى أي نوع من مستويات التنمية البشرية يمكن اٍدراج المبادرات التنموية , سواء منها التي يتم اطلاقها من لدن الوزارات ,او التي تتبناها بعض المؤسسات الغير الحكومية .
بالدار البيضاء , وعلى طول البحر المحاذي للمدينة ,المسمى بعين الذياب, تم تجهيز بائعي الحلزون بعربات عصرية صغيرة بلون واحد ولباس موحد ,بعدما كانوا يتواجدون بنفس المكان بمنظر لا يسر الناظرين , التنمية البشرية في هذه الحالة عصرنتهم وأبقتهم في أماكنهم لضمان قوتهم قصد المساعدة للخروج من الفقر, تنتمي هذه العملية الى المستوى الاول من التنمية البشرية .
في جنوب المغرب , تقوم تعاونية فلاحية تم اٍنشائها ضمن التنمية البشرية بتعليب العسل في قارورات زجاج منمقة ,لتسهيل عملية البيع في المغرب وخارجه , وهي عملية تدخل في نطاق تحسين الانتاج والمنافسة , وهي جزء من المستوى الثاني في مفهوم التنمية البشرية .
في شهر رمضان , دائما بدولة المغرب تقوم قافلة من الممثلين المغاربة برعاية من وزارة الثقافة المغربية بتنظيم فطور جماعي مع سجناء مغاربة باحدى السجون المغربية وذلك قصد منحهم نصيب من الحنان والبهجة الذي يفتقدون اليه, هذه العملية تدخل في اطار التنمية الانسانية والتي هي جزء لا يتجزء من التنمية البشرية .
كما سبق ذكره فلكل مقام مقال , والمراد هنا ان لكل حالة اقتصادية او سياسية او ثقافية او ....مرادفها من التنمية البشرية مع احترام الخصوصيات السوسيو اجتماعية طبعا .
ولكي تتكون لدى القارئ فكرة واضحة عن التمنية الانسانية , نقف عند مثال واحد من أروبا , وبالتحديد من دولة ألمانيا .
تقدر عدد الشركات التي لاقت الإفلاس ب 185.000 شركة ومقاولة بمجموع دول الاتحاد الاروبي لسنة 2009 ، وكان نصيب دولة ألمانيا وحدها من هذا الافلاس يقدر ب 34.300 شركة ومقاولة, وهي نسبة تقارب 20% من مجموع دول أروبا.
أمام ارتفاع جيوش العاطلين ، الذي ارتفع مع ارتفاع تداعيات الأزمة العالمية ,ارتأت وزارة الشغل الالمانية أن تنهج سياسة جديدة تتماشى وتطلعات الساسة والأحزاب ، ألا وهو القضاء على البطالة لتجنب عناء إنهاك صناديق الدولة وخاصة منها المخصصة لتعويضات العاطلين والمتقاعدين.
... في هذا الصدد ،تم الاتفاق على خلق وكالات العمل والاندماج والتكوين ،لامتصاص وتقليص نسبة العطالة المتفشية ، والتي أضحت خارج سيطرة القوى السياسية التي لم تجرأ على كبح أعدادها التي تتفاقم يوم بعد يوم.
... العمل الذي كانت وكالات العمل والاندماج تقدمه هو إعادة التاهيل وزرع روح العمل ، مخافة أن يتسرب اليأس والاحباط إلى قلوب العاطلين – اي التنمية الانسانية - ويعم الضجر وتتنامى الكآبة لدى شريحة عريضة من المجتمع ،خاصت الذين لمسوا الأزمة عن قرب .كما اشرت سابقا , فان البشر هم الدعامة الاساسية لكل تنمية في جميع المجتمعات سواء منها المتقدمة أو غير المتقدمة .
يقول الكاتب والطبيب الألماني كلاوس هيلمان في كتابه الجديد - بارومتر المخاوف -مستعينا بإحصاءات رسمية من دائرة الاحصاء المركزية عن عدد الكوارث وتأثيرها على حياة الانسان, يقول أن هناك مخاوف تقض مضاجع الألمان كالخوف من السرطان والبدانة والعزلة وأمراض القلب والكوارث الطبيعية و...
ولم يستثن الخوف من البطالة رغم أن السكن والعيش مظمونان للعاطلين وكذا التأمين الصحي ،لكن رغم كل هذه الاجراءات فإن من يعيش مشحونا بالخوف يمرض أكثر من غيره حسب قوله.
ولهذه الأسباب تبذل الحكومة الألمانية مجهودات جد متقدمة لرفع الكأبة والقلق وإبعاد اليأس والأرق وزرع الأمل والطمأنينة في أفئدة العاطلين عن العمل, من خلال التنمية البشرية المستوى التالث أي التنمية الانسانية . محمد بونوار من المانيا مدير موقع المغرب الوثائقي
|
|