فقيه مزور يصيب عجوزا بالشلل وينتحر بعد تناوله خلطة تضم شفرة حلاقة بمدينة مغربية
باشرت أخيرا البحث في قضية كل ما يمكن القول عنها أنها استثنائية و ليست حكرية ،أثناء أطوار البحث كان سيل من الأسئلة الجارفة يجوب خاطري بدون أن أجد له جوابا شافيا،و لقد وضعت الموضوع للاستفادة و تعميم الفائدة.
عندما يمتزج الخوف من المستقبل ودرء العين والحسد، وجلب الحظ والمستقبل الزاهر...... و أمام طول أمد بعض الأمراض التي قد تكون أعراضها شبيهة بالصرع، وخصوصا إذا ارتبطت بالفقر، يلجأ كثير من المرضى السُّذج والبسطاء إلى مشعوذين يستغلونهم أبشع استغلال و قد يتحول ذلك في أي لحظة إلى جريمة ثقيلة يعاقب عليها القانون بأقسى العقوبات... قد يموت المريض خلال «صرعه» من طرف فقيه غليظ شديد، أو يتعرض إلى اعتداء جنسي يبدو قريب المنال، خصوصا إذا كان في حالة غيبوبة.. وقد يتعرض في «أحسن» الأحوال إلى الابتزاز بسبب التقاط صور فاضحة له أو استغلال «هشاشته» النفسية للنصب عليه.. لن أطيل كثيرا في التوصيف و سأسرد القصة ........
هذا الحادث المأساوي تعرضت له أسرة بمنطقة مغربية، عندما آمنت ب«بركات» مشعوذ يختبئ في جبة فقيه حافظ لكتاب الله عز وجل. استسلام أسرة «سعاد » لوهم العلاج من الصرع، وجلب الحظ والسعد،... سيجعلها تدفع الثمن غاليا، لا يمكن تعويضه ولا استرجاعه مهما طال الزمن.
حيل «الفقيه»
عند الاستماع إلى «سعاد » في محضر تصريحاتها بدأت تتذكر اليوم «الأسود»، الذي جنت فيه على أمها، بعدما قادتها صوب «فقيه مزور»، متخصص في «علاج» الصرع، ودرء العين، وجلب الحظ بوصفات يعرضها بمنزله المتآكل"كون كان الخوخ يداوي كون دوا راسو" قبل أن يضع حدا لنصبه على مئات المواطنين، الذين كانوا يتوافدون عليه من كل المدن المغربية، تُحاول الآن «سعاد» المنحدرة من مدينة ..... نسيان «شريط الرعب»، الذي عاشته رفقة والدتها العجوز، التي نال منها «المسّ»، وسرق القوة والابتسامة من وجهها المطبوع بوشم أخضر. تحكي «سعاد» التي تبلغ من العمر 32 سنة قصة مأساة تسببت فيها، عندما قادت في ربيع 2011 والدتها «للامنانة» إلى منزل بأحد دواوير مدينة .......، حيث كان يعرض الفقيه المشعوذ «لحسن» سلعته، التي يدعي أنها مصدر الرزق، ودرء العين والحسد، وجالبة للحظ والمستقبل الزاهر.
هذه الأوتار كان يعزف عليها الفقيه المشعوذ كلما وقف أمامه زبون أو زائر ، لكن صدى هذا «العزف» سيجد وقعه لدى بعض الفقراء والعوانس، وتعساء الحظ والمرضى. لم تكن «سعاد» تعرف هذا الفقيه المشعوذ، ولم يسبق لها أن سمعت عن «بركاته»، لكن لقاءها بإحدى السيدات ببيت جارتها «ميلودة»، سيكون بمثابة الطريق التي ستسلكها الابنة وأمها صوب الموت والهلاك. سؤال الجارة «ميلودة» ل «سعادة» عن حال والدتها، سيكون الباب الذي سيفتح أمام الابنة نحو الفقيه «المزور». فبعد تعداد «سعاد» للأمراض التي ألمت بوالدتها، وأعراضها على صحتها، ستقترح الضيفة على «سعاد» التوجه صوب الفقيه «لحسن»، لوضع حد للأمراض، التي لازمت والدتها طوال أزيد من 15 سنة.
بركات زائفة
تحكي «سعاد» كيف أنها انبهرت ب«بركات» الفقيه الزائفة، والتي عددتها الضيفة أمام «سعاد» التي كانت بمثابة الأرض القاحلة التي تنتظر الغيث من أجل وضع حد للمأساة التي تعيشها رفقة والدتها. تقول «سعاد» «قالت (الضيفة) لي إنه يعالج الصرع في ثلاثة أيام، ويجلب الحظ في أسبوع واحد، ويدرأ العين والحسد في ساعة واحدة»، وتستطرد «سعاد» التي لم يتجاوز مستواها التعليمي الثاني ابتدائي قائلة: «قلت في نفسي سأطلب بركاته لجلب السعد ويفك الله سراحي ويجيب لي ولد الناس بعدما طال انتظاري وأصبح فارس أحلامي من سابع المستحيلات».
طرحت «سعاد» الفكرة على والدتها، التي تجاوز عمرها الستين سنة. فما كان من الوالدة العجوز إلا أن رحبت بالأمر، وأمرت ابنتها بتعجيل الزيارة، ووضع حد لمعاناتها التي طال أمدها. اتصلت «سعاد» بالضيفة وأخذت منها المعلومات المتعلقة بمكان وجود «الفقيه المشعوذ» واسمه، بعد ذلك توجهت صوب مدينة ....... رفقة والدتها. عند وصولها إلى المدينة في حدود الساعة الرابعة عصرا، توجهت «سعاد» ووالدتها إلى أحد الدواوير المتاخمة من أجل لقاء «المخلص» من الصرع وسوء الحظ.
البحث عن الفقيه المزعوم
وسط حي شعبي هامشي يفتقر لأبسط شروط الحياة ظلت سعاد ووالدتها يبحثان عن الفقيه إلى أن وجداه، بعد حوالي نصف ساعة من السؤال والبحث. طرحت الابنة الموضوع على «الفقيه»، الذي فكر مليا قبل أن يقترح عليها المجيء في اليوم الموالي إلى بيته الثاني الغير بعيد عن مقر سكناه، بعد أن أوهمهما بأنه مقر عمله ومكان يتخذه مخبأ لسلعته. وقد أوصى «الفقيه لحسن» بإحضار بعض لوازم «العلاج، المتمثلة في الحناء، والكحل، وبيضتين وثلاث شفرات حلاقة، وثوب أبيض، وماء ممزوج بالملح، وغشاء الأفعى، الذي دلهم على بائعه.
عادت «سعاد» ووالدتها إلى مقر سكناهما، وكلهما رجاء بأن يكون الشفاء على يد «الفقيه». وفي اليوم الموالي، وبعد اقتناء المواد التي طلبها «الفقيه لحسن»، بحثت «سعاد»ووالدتها عن الفقيه بالحي بعد أن ضاعت منهما الورقة، التي كتب عليها عنوان مقره. حينها بدأت «سعاد» في البحث عن الهدف حيث توجهت صوب إحدى النساء اللواتي ينتدبن مكانا بالحي لبيع السجائر بالتقسيط كانت جالسة على كرسي، سألتها «سعاد» عن «الفقيه لحسن»، لتدلها فورا على منزله، قطعت «سعاد» ووالدتها مسافة طويلة وسط دروب الحي بحثا عن «المنقد»، وفي آخر المطاف وصلتا إلى باب المنزل.
الفقيه» يختلي بالعجوز
طرقت «سعاد» الباب، استقبلها «الفقيه» بحبور، بعد أن تيقن أن الهدف قريب المنال. أدخل الفقيه «سعاد» ووالدتها، وتوجه بهما صوب غرفة صغيرة تغلب عليها الظلمة. «لقينا مجمر شاعل والشميعات دايرا بيه، وكذلك صفحات من القرآن الكريم، وأخرى كتبت عليها تعاويذ غير مفهومة بالسمخ»، توضح «سعاد» والحسرة تتملكها. بعد أن أمدت «سعاد» الفقيه بكل ما طلبه منهما، طلب منها «لحسن» الخروج وترك والدتها وحيدة، ترددت الابنة، قبل أن تستسلم لطلب «الفقيه».
خرجت الابنة «سعاد» من الغرفة، تاركة والدتها تلقى المصير الذي ينتظرها. شرع «الفقيه» في تلاوة تعاويذه بصوت مرتفع أدخل الرعب في قلب الابنة، ومما زاد من حالة الرعب التي بدأت تتملك «سعاد» هو صراح والدتها الذي بدأ يتعالى داخل الغرفة المظلمة. تحكي «سعاد»، التي بدأت الدموع تلوح في مقلتيها بأن حدثا رهيبا سيحل بوالدتها التي كان أنينها يتعالى مع صوت التعاويذ التي يتلوها «الفقيه»، لكن بعد لحظة قصيرة سيسود صمت رهيب ينذر بالكارثة التي ستصطدم بها «سعاد».
الشلل والانتحار
بالرغم من الهدوء، الذي ساد داخل الغرفة، والذي كان ينبئ بأن أمرا حل بالفقيه والوالدة، لم تشأ «سعاد» دخول الغرفة خوفا من إفساد جلسة العلاج التي كانت تخضع لها والدتها. لكن مع طول مدة الصمت بدأ الشك والخوف يتسربان إلى نفس «سعاد»، حينها تسللت في اتجاه الغرفة لتتفقد الوضع بالداخل. «كان المشهد مرعبا لا يمكن أن أصوره مهما قلت أو عبرت»، تقول «سعاد» والحسرة تجعل كلماتها متقطعة. وجدت «سعاد» والدتها ممددة على الأرض والدماء تنزف من فمها ورأسها، في حين وجدت «الفقيه» لافظا أنفاسه بعد تناوله لشفرة الحلاقة التي أحضرتها «سعاد» لعلاج والدتها، كما تناول جميع المواد التي أحضرتها لرفع الصرع عن والدتها، لوضع حد لحياته بعدما اعتقد أن المرأة العجوز لفظت أنفاسها متأثرة بتعاويذه، لكن حالة الغيبوبة التي دخلت فيها والدة «سعاد» أفقدتها الحركة والنطق وجعلت حالتها تزداد سوء.فبعدما كان مرض والدة سعاد منحصرا في «المس» أضحى الأمر يتجاوز ذلك إلى الشلل والبكم الذي أصبحت تعاني منهما والدة «سعاد».
باشرت أخيرا البحث في قضية كل ما يمكن القول عنها أنها استثنائية و ليست حكرية ،أثناء أطوار البحث كان سيل من الأسئلة الجارفة يجوب خاطري بدون أن أجد له جوابا شافيا،و لقد وضعت الموضوع للاستفادة و تعميم الفائدة.
عندما يمتزج الخوف من المستقبل ودرء العين والحسد، وجلب الحظ والمستقبل الزاهر...... و أمام طول أمد بعض الأمراض التي قد تكون أعراضها شبيهة بالصرع، وخصوصا إذا ارتبطت بالفقر، يلجأ كثير من المرضى السُّذج والبسطاء إلى مشعوذين يستغلونهم أبشع استغلال و قد يتحول ذلك في أي لحظة إلى جريمة ثقيلة يعاقب عليها القانون بأقسى العقوبات... قد يموت المريض خلال «صرعه» من طرف فقيه غليظ شديد، أو يتعرض إلى اعتداء جنسي يبدو قريب المنال، خصوصا إذا كان في حالة غيبوبة.. وقد يتعرض في «أحسن» الأحوال إلى الابتزاز بسبب التقاط صور فاضحة له أو استغلال «هشاشته» النفسية للنصب عليه.. لن أطيل كثيرا في التوصيف و سأسرد القصة ........
هذا الحادث المأساوي تعرضت له أسرة بمنطقة مغربية، عندما آمنت ب«بركات» مشعوذ يختبئ في جبة فقيه حافظ لكتاب الله عز وجل. استسلام أسرة «سعاد » لوهم العلاج من الصرع، وجلب الحظ والسعد،... سيجعلها تدفع الثمن غاليا، لا يمكن تعويضه ولا استرجاعه مهما طال الزمن.
حيل «الفقيه»
عند الاستماع إلى «سعاد » في محضر تصريحاتها بدأت تتذكر اليوم «الأسود»، الذي جنت فيه على أمها، بعدما قادتها صوب «فقيه مزور»، متخصص في «علاج» الصرع، ودرء العين، وجلب الحظ بوصفات يعرضها بمنزله المتآكل"كون كان الخوخ يداوي كون دوا راسو" قبل أن يضع حدا لنصبه على مئات المواطنين، الذين كانوا يتوافدون عليه من كل المدن المغربية، تُحاول الآن «سعاد» المنحدرة من مدينة ..... نسيان «شريط الرعب»، الذي عاشته رفقة والدتها العجوز، التي نال منها «المسّ»، وسرق القوة والابتسامة من وجهها المطبوع بوشم أخضر. تحكي «سعاد» التي تبلغ من العمر 32 سنة قصة مأساة تسببت فيها، عندما قادت في ربيع 2011 والدتها «للامنانة» إلى منزل بأحد دواوير مدينة .......، حيث كان يعرض الفقيه المشعوذ «لحسن» سلعته، التي يدعي أنها مصدر الرزق، ودرء العين والحسد، وجالبة للحظ والمستقبل الزاهر.
هذه الأوتار كان يعزف عليها الفقيه المشعوذ كلما وقف أمامه زبون أو زائر ، لكن صدى هذا «العزف» سيجد وقعه لدى بعض الفقراء والعوانس، وتعساء الحظ والمرضى. لم تكن «سعاد» تعرف هذا الفقيه المشعوذ، ولم يسبق لها أن سمعت عن «بركاته»، لكن لقاءها بإحدى السيدات ببيت جارتها «ميلودة»، سيكون بمثابة الطريق التي ستسلكها الابنة وأمها صوب الموت والهلاك. سؤال الجارة «ميلودة» ل «سعادة» عن حال والدتها، سيكون الباب الذي سيفتح أمام الابنة نحو الفقيه «المزور». فبعد تعداد «سعاد» للأمراض التي ألمت بوالدتها، وأعراضها على صحتها، ستقترح الضيفة على «سعاد» التوجه صوب الفقيه «لحسن»، لوضع حد للأمراض، التي لازمت والدتها طوال أزيد من 15 سنة.
بركات زائفة
تحكي «سعاد» كيف أنها انبهرت ب«بركات» الفقيه الزائفة، والتي عددتها الضيفة أمام «سعاد» التي كانت بمثابة الأرض القاحلة التي تنتظر الغيث من أجل وضع حد للمأساة التي تعيشها رفقة والدتها. تقول «سعاد» «قالت (الضيفة) لي إنه يعالج الصرع في ثلاثة أيام، ويجلب الحظ في أسبوع واحد، ويدرأ العين والحسد في ساعة واحدة»، وتستطرد «سعاد» التي لم يتجاوز مستواها التعليمي الثاني ابتدائي قائلة: «قلت في نفسي سأطلب بركاته لجلب السعد ويفك الله سراحي ويجيب لي ولد الناس بعدما طال انتظاري وأصبح فارس أحلامي من سابع المستحيلات».
طرحت «سعاد» الفكرة على والدتها، التي تجاوز عمرها الستين سنة. فما كان من الوالدة العجوز إلا أن رحبت بالأمر، وأمرت ابنتها بتعجيل الزيارة، ووضع حد لمعاناتها التي طال أمدها. اتصلت «سعاد» بالضيفة وأخذت منها المعلومات المتعلقة بمكان وجود «الفقيه المشعوذ» واسمه، بعد ذلك توجهت صوب مدينة ....... رفقة والدتها. عند وصولها إلى المدينة في حدود الساعة الرابعة عصرا، توجهت «سعاد» ووالدتها إلى أحد الدواوير المتاخمة من أجل لقاء «المخلص» من الصرع وسوء الحظ.
البحث عن الفقيه المزعوم
وسط حي شعبي هامشي يفتقر لأبسط شروط الحياة ظلت سعاد ووالدتها يبحثان عن الفقيه إلى أن وجداه، بعد حوالي نصف ساعة من السؤال والبحث. طرحت الابنة الموضوع على «الفقيه»، الذي فكر مليا قبل أن يقترح عليها المجيء في اليوم الموالي إلى بيته الثاني الغير بعيد عن مقر سكناه، بعد أن أوهمهما بأنه مقر عمله ومكان يتخذه مخبأ لسلعته. وقد أوصى «الفقيه لحسن» بإحضار بعض لوازم «العلاج، المتمثلة في الحناء، والكحل، وبيضتين وثلاث شفرات حلاقة، وثوب أبيض، وماء ممزوج بالملح، وغشاء الأفعى، الذي دلهم على بائعه.
عادت «سعاد» ووالدتها إلى مقر سكناهما، وكلهما رجاء بأن يكون الشفاء على يد «الفقيه». وفي اليوم الموالي، وبعد اقتناء المواد التي طلبها «الفقيه لحسن»، بحثت «سعاد»ووالدتها عن الفقيه بالحي بعد أن ضاعت منهما الورقة، التي كتب عليها عنوان مقره. حينها بدأت «سعاد» في البحث عن الهدف حيث توجهت صوب إحدى النساء اللواتي ينتدبن مكانا بالحي لبيع السجائر بالتقسيط كانت جالسة على كرسي، سألتها «سعاد» عن «الفقيه لحسن»، لتدلها فورا على منزله، قطعت «سعاد» ووالدتها مسافة طويلة وسط دروب الحي بحثا عن «المنقد»، وفي آخر المطاف وصلتا إلى باب المنزل.
الفقيه» يختلي بالعجوز
طرقت «سعاد» الباب، استقبلها «الفقيه» بحبور، بعد أن تيقن أن الهدف قريب المنال. أدخل الفقيه «سعاد» ووالدتها، وتوجه بهما صوب غرفة صغيرة تغلب عليها الظلمة. «لقينا مجمر شاعل والشميعات دايرا بيه، وكذلك صفحات من القرآن الكريم، وأخرى كتبت عليها تعاويذ غير مفهومة بالسمخ»، توضح «سعاد» والحسرة تتملكها. بعد أن أمدت «سعاد» الفقيه بكل ما طلبه منهما، طلب منها «لحسن» الخروج وترك والدتها وحيدة، ترددت الابنة، قبل أن تستسلم لطلب «الفقيه».
خرجت الابنة «سعاد» من الغرفة، تاركة والدتها تلقى المصير الذي ينتظرها. شرع «الفقيه» في تلاوة تعاويذه بصوت مرتفع أدخل الرعب في قلب الابنة، ومما زاد من حالة الرعب التي بدأت تتملك «سعاد» هو صراح والدتها الذي بدأ يتعالى داخل الغرفة المظلمة. تحكي «سعاد»، التي بدأت الدموع تلوح في مقلتيها بأن حدثا رهيبا سيحل بوالدتها التي كان أنينها يتعالى مع صوت التعاويذ التي يتلوها «الفقيه»، لكن بعد لحظة قصيرة سيسود صمت رهيب ينذر بالكارثة التي ستصطدم بها «سعاد».
الشلل والانتحار
بالرغم من الهدوء، الذي ساد داخل الغرفة، والذي كان ينبئ بأن أمرا حل بالفقيه والوالدة، لم تشأ «سعاد» دخول الغرفة خوفا من إفساد جلسة العلاج التي كانت تخضع لها والدتها. لكن مع طول مدة الصمت بدأ الشك والخوف يتسربان إلى نفس «سعاد»، حينها تسللت في اتجاه الغرفة لتتفقد الوضع بالداخل. «كان المشهد مرعبا لا يمكن أن أصوره مهما قلت أو عبرت»، تقول «سعاد» والحسرة تجعل كلماتها متقطعة. وجدت «سعاد» والدتها ممددة على الأرض والدماء تنزف من فمها ورأسها، في حين وجدت «الفقيه» لافظا أنفاسه بعد تناوله لشفرة الحلاقة التي أحضرتها «سعاد» لعلاج والدتها، كما تناول جميع المواد التي أحضرتها لرفع الصرع عن والدتها، لوضع حد لحياته بعدما اعتقد أن المرأة العجوز لفظت أنفاسها متأثرة بتعاويذه، لكن حالة الغيبوبة التي دخلت فيها والدة «سعاد» أفقدتها الحركة والنطق وجعلت حالتها تزداد سوء.فبعدما كان مرض والدة سعاد منحصرا في «المس» أضحى الأمر يتجاوز ذلك إلى الشلل والبكم الذي أصبحت تعاني منهما والدة «سعاد».