Adrem الإدارة'''''
الجنس : دولتي : المغرب المشآرڪآت : 6210 نقاطي : 23561 سٌّمعَتي : 8
| موضوع: التكوين وحده لا يكفي 5/7/2011, 15:31 | |
| التكوين وحده لا يكفي تحديث وسائل العمل وتوفيرها من شروط الأداء الجيد لا يختلف اثنان حول أهمية التكوين الذي يتلقاه رجال الشرطة قبل أن يتخرجوا من المعهد الملكي، أو أثناء ممارستهم عملهم، في إطار ما يسمى بالتكوين المستمر. لكن التساؤل الذي يظل مطروحا هل المؤهلات التي يكتسبها رجل الأمن والمهارات الفردية التي يتمتع بها تنعكس على أدائه أثناء المزاولة، وهل هناك محفزات تدفع الشرطي إلى أداء مهامه على الوجه المطلوب.
لقد تحولت مفاهيم المؤسسة الأمنية في الآونة الأخيرة إلى مفاهيم بعيدة عن المقاربة القديمة التي كانت ترسم للشرطي صورا سلبية تتأرجح بين الاعتقال التعسفي والقمع والترهيب، وتحولت المصطلحات إلى مرادفات تجد مكانتها في المجتمع المدني، كالقرب من المواطن والمرفق الإداري وغيرها من المصطلحات التي تحيل إلى تطور العلاقة بين المواطن و"الكوميسارية"، ما يفرض تكوينا خاصا لترجمة المقاربة الجديدة على أرض الواقع. وجاء النظام الأساسي لرجال ونساء الأمن بمحفزات مادية، بالنظر إلى رفع الأجور بعد أن أصبح الأجر يتضمن ثلاثة أصناف، وهي الراتب المنصوص عليه في قانون الوظيفة العمومية، ثم التعويضات العائلية وأخيرا التعويضات الخاصة. وهي الأصناف التي رفعت الراتب الشهري. كما أن الترقيات العادية منها أو الاستثنائية أصبحت تتم بكيفية تلقائية ودون النظر في آلية وجود المنصب المالي من عدمه، ما كان عائقا في النظام القديم ويحرم ترقية المستحقين من رجال الأمن في الوقت المناسب. وأصبحت الترقيات تمر مباشرة إلى الذين تتوفر فيهم الشروط سيما بالنسبة إلى الترقية في الدرجة أو الإطار. أما الترقيات الاستثنائية، فإنها تهم تحفيز العنصر الأمني وضمان حقوقه أثناء القيام بواجبه، إذ يمنح هذا الصنف من الترقيات في الرتبة أو الإطار لفائدة موظفي الأمن الوطني، الذين قاموا بأعمال استثنائية أو تعرضوا لإصابات بليغة أو مميتة خلال مزاولة مهامهم أو بمناسبتها.
هذه التحفيزات مهمة ولا محالة لها انعكاس إيجابي على البذل والعطاء ونكران الذات، إلا أن اصطدامها بواقع انعدام الآليات ووسائل العمل، من شأنه أن يحد منها أو يؤثر في حيويتها. فالخصاص المسجل في وسائل العمل داخل بنايات ولاية الأمن والمناطق والدوائر الأمنية، حقيقة لا يمكن إخفاؤها أو حجبها، مع وجود تفاوت بين منطقة ودائرة وأخرى. فالواقع يحتاج إلى تشخيص، للوقوف على مكامن الخلل وتوفير شروط العمل السليمة والضرورية، لعناصر بشرية. فمجموعة من المراكز الأمنية، ما تزال محرومة من الوسائل التكنولوجية الضرورية، ومن أدوات العمل وآلات الكتابة التي تحتاج إلى صيانة وتحديث دائمين، ما يجعل الكثير من رجال الشرطة، خاصة في الشرطة القضائية، يعتمدون على حواسيبهم الخاصة في تحرير المحاضر وأداء مهامهم، في انتظار تجهيز مكاتبهم بكل وسائل العمل الضرورية. ولا يقتصر الخصاص على هذا المجال الحيوي، بل يطال حتى سيارات الأمن من مختلف الأحجام، التي يوجد العديد منها، في حالة تقادم أو عطب، لذلك لن يكون غريبا مشاهدة سيارة أمنية مدفوعة أو مجرورة، في ظل واقع لا يحسد عليه العاملون في جهاز الأمن المحتاج إلى تأمين شروط العمل وتصحيحها وتوفير متطلبات ذلك. فالتكوين وحده لا يكفي بل يجب ملاءمته مع وسائل وظروف العمل.المصطفى صفر
|
|