الجنرال حسني بنسليمان
مسار رجل القصر بالدرك الملكي
يتمتع بقامة وجسد رياضيين، رغم تجاوزه سن السبعين. يمتطي دراجته العادية كل صباح، ونادرا ما ينزع نظارته السوداء ليرى شمس صباحه العسكري بمقر مكتبه الخاص بالقيادة العامة للدرك الملكي. "المشعل" تقدم فصولا مثيرة من مسار الدركي الأول بمملكة محمد السادس بعد 38 سنة من ترؤسه لأخطر جهاز عسكري بالمغرب.
أسرار الثقة العلوية
يوم 25 يوليوز 1999، تزفي الملك الحسن الثاني، فدشن الجنرال مسارا جديدا في "مسلسل" خدمة العرش العلوي. بدأه بتقديم البيعة والولاء للملك الجديد. "الرجل ما شاف منو غير الخير"، يشير مصدرنا. فالجنرال لم يكن من أولئك الذين ينقلون الأخبار المزيفة والشائعات للملك عن إبنه، عكس ما كان يدبره إدريس البصري وزير الداخلية الأسبق، كما كان يعتني جيدا بأميرات وأمراء العائلة الملكية. ولم يشغل باله بصراعات المربع الملكي. بقات سيرتو نقية مع الملك الذي احتفظ للجنرال بكل صلاحياته ورمزيته ووضعه الاعتباري، في المقابل استغنى الملك عن خدمات إدريس البصري ليكتب بذلك خاتمة مسار الوزير المغبون الذي اشتهر بدسائسه وألاعيبه وصلت سهامها لتصيب حتى "ولي العهد" في عهد الملك الراحل، ويبدو أن الحبر الذي كتب به نهاية رجل، كان هو نفسه الحبر الذي كتب به بداية مرحلة دركي أول لا بصري.
الجنرال الذي لايقول لا
الجنرال بنسليمان، كان فيما جاتو المسؤولية كايقبل بيها. ولو كانت بعيدة كل البعد عن اختصاصاته ومجال اهتمامه.
سنة 1994 سيكلفه الملك الراحل بمهمة رئاسة "الجامعة المغربية لكرة القدم"، ماكالش لا، وهذه أحد العوامل التي عززت موقعه لدى الملك الراحل، يؤكد مصدرنا.
ورغم كل ما يمنحه المنصب العسكري من إغراءات، تجعل جنرالات المملكة في غنى عن تحمل مسؤوليات لا تغني ولا تسمن، "فيها غير وجع الراس الذي ينجم –عادة- عن ضغط جماهير عاشقة حتى الموت للكرة المستديرة"، بل "إن الجنرال وضع نفسه في متاعب خدمة عناصر الفريق الوطني، وكثيرا ما كان يسهل لهذا اللاعب الحصول على تذكرة سفر، ولآخر الحصول على جواز سفر في ظرف وجيز. وزيد وزيد، فالجنرال كان يتدخل لحل المشاكل العائلية لبعض اللاعبين" يؤكد أحد الأطر التقنية- كما حدث ذات مرة مع حارس المرمى بادو الزاكي، عندما تدخل ليسهل عملية إنجاب زوجته بإحدى أرقى المستشفيات، بل واتصل به هاتفيا ليطمئن على حالتها ويبلغه "سلاما ملكيا"، كان ذلك بمكسيكو 1986، مما كان دافعا معويا للاعب الذي تألق في الدفاع عن شباك المنتخب أمام أعتد المنتخبات العالمية.
جثة بنبركة التي تطارد الجنرال
مع بداية حكم الملك الشاب، سيسقط إسم الجنرال في ملف التحقيق حول اغتيال المعارض المهدي بنبركة الذي جرى اختطافه يوم 25 أكتوبر 1965 وكان بنسليمان حينها قائد القوات المساعدة.
القضية بدأت مباشرة بعد أن أعطت اللجنة الاستشارية الفرنسية الخاصة بالأرشيف السري موافقتها على نزع الشمع الأحمر عن ملفات من أرشيف المخابرات أدرج في خانة "سري جدا" ذي صلة مباشرة بعملية اغتيال بن بركة بعد إلحاح من القضاة المكلفين بالتحقيق في هذه القضية. وهكذا وجد الجنرال بنسليمان نفسه متورطا في دوامة المطالبة بالتحقيق معه، وهي الدوامة التي تصيدها القاضي الإسباني الشهير "باتريك رامائيل"، وخرج منها بنسليمان الذي يعتبر أحد دعائم النظام سالما، رغم وابل الأصوات التي طالبته بتقديم شهادته في النازلة.
بالتأكيد، فإن وجود العاهل المغربي في باريس ووزبر العدل الفرنسي "باسكال كليمون" بالرباط لعب دورا في تبديد التوتر الذي كان مرشحا للتصاعد، وهو ما كان سينعكس سلبا على سمعة المغرب ما حققه في ميدان حقوق الإنسان.
ويوم 22 أكتوبر 2007، وخلال زيارة للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، صرح القاضي باتريك راماييل، بأنه أصدر مذكرة توقيف دولية ضد خمسة مغاربة. من ضمنهم شخصيتان نافذتان في النظام المغربي. أولهما حسني بنسليمان، لكن ظل كل هذا مجرد كلام فارغ
140 ألف درهم راتب الجنرال شهريا
رسميا تصل رواتب الجنرالات دوبريكاد ودودفيزيون و دكوردارمي مابين 54 الى 140ألف درهم شهريا، وتنضاف إليها امتيازات من قبيل السكن وسيارات العمل والخادم والطباخ والهاتف والمكافآت وأشياء أخرى لا يحفظها المكتوب. كان الملك الحسن الثاني قد قام باستحداث نظام بكامله يخص المعاشات التي استفاد منها كبار ضباط الجيش ومنها: رخص الصيد والنقل، وكذا المزارع. تعتبر هذه الامتيازات من بين عدة أمور أخرى أحد الإغراءات الأساسية لحفظ المصالح والإبقاء على الولاء. كما يمكن للجنرال أن يستفيد من سكرتارية وفرقة من الضباط في خدمته.
"لائحة" جمعية حقوق الإنسان التي أحرجت الجنرال
في بداية الانفراج السياسي الذي سيعرفه المغرب في عهد الملك محمد السادس، والذي فتح عهدا جديدا قائما على المصالحة وكشف حقيقة الانتهاكات الجسيمة التي شهدها المغرب في سنوات الجمر والرصاص، ستصدر جمعية حقوق الإنسان تقريرا ضم لائحة بأسماء المسؤولين المتورطين في قضايا هذه الانتهاكات. كان بنسليمان من بين الأسماء ال44 التي وردت في اللائحة وسط دعوات مدوية بالمحاسبة الذي وصف المتورطين ب"جلادي الأمس". إلا أن الحضور القوي للجنرال في دواليب السلطة والحكم بالمغرب، سيقلل من أهمية وفاعلية هذا التقرير.
مسار حسني بنسليمان
1935: الولادة بالجديدة.
1957: التخرج ضمن فوج محمد الخامس للقوات المسلحة.
1958: حارس مرمى ثم رئيس منتدب لفريق الجيش الملكي.
1959: المندوب السامي للشبيبة والرياضة.
1964: قائد القوات المساعدة.
1968: مدير الإدارة العامة للأمن الوطني.
1969: قائد فرق التدخل المتنقلة.
1971: عامل إقليم القنيطرة.
1973: قائد الدرك الملكي.
1992: الترقي إلى رتبة جنرال دوديفيزيون.
1993: رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية.
1994: رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم.
2003: الترقي إلى رتبة جنرال الدوكوردارمي.