الداودي منح الرؤساء صلاحيات طلب تدخل الأمن عن طريق وكلاء الملك

انتقدت فعاليات داخل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب عودة الهاجس الأمني إلى الجامعات ابتداء من الدخول الجامعي الحالي، وتوعد الطلبة القاعديون وتيارات أخرى داخل الاتحاد لحسن الداودي، وزير التعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، بالقيام بإنزال كبير في مختلف الكليات ابتداء من أول أمس (الثلاثاء)، للتنديد بالمذكرة الأمنية التي وقعها الداودي والعنصر، وزير الداخلية، وهو ما اعتبرته الفعاليات المذكورة «عسكرة» للجامعة وضربا لتعدد الآراء بها، وفرضا لتبعية الأحياء الجامعية لوزارة الداخلية بدلا من وزارة التعليم العالي. من جهته، نفى لحسن الداودي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وجود هاجس أمني خارج أسوار الجامعات، مؤكدا في تصريح لـ «الصباح» أن الحرص على الطمأنينة والأمن داخل الجامعات ينبغي أن يسود لأن مسؤولية الإدارة والدولة، برأيه، تكمن في ضمان سلامة الأستاذ والموظف والطلبة، ولا يمكن لأي كان أن يضغط على الإدارة باستعمال وسائل العنف.
وأوضح الداودي أن قوات الأمن لن تتدخل في الكليات إلا بطلب من رؤساء الجامعات، مشددا على أن الحرم الجامعي ينبغي أن يظل آمنا ولا يمكن أن يتدخل فيه أحد دون إذن، مجددا تأكيده أن دواعي التدخل الأمني مقيدة بحدوث أعمال عنف دون سواها في احترام تام لثقافة الحوار وتعدد الآراء والتيارات.
أما عن الإجراءات الأمنية التي يمكن اللجوء إليها في هذا الباب لمواجهة أعمال العنف داخل الجامعات، فيؤكد الداودي أن لرؤساء الجامعات سلطة تقديرية في الموضوع، وهم المؤهلون اليوم للاتصال بوكلاء الملك من أجل طلب تدخل قوات الأمن إذا ما استدعت الظروف ذلك. من جهتها، أفادت مصادر في نقابة التعليم العالي أن التوتر سيطبع الدخول الجامعي الحالي بعد التصريحات المثيرة للجدل التي أطلقها لحسن الداودي، بخصوص التراجع عن مجانية التعليم العالي في كليات الطب والهندسة، لذا عقد وزير التعليم العالي اجتماعا مشتركا الأسبوع الماضي مع مسؤولين أمنيين بمقر وزارة الداخلية ترأسه وزير الداخلية امحند العنصر، والوزير المنتدب لدى وزير الداخلية الشرقي الضريس خصصت أشغاله لبحث آليات الدخول الجامعي 2012 – 2013، كما تدارس المجتمعون سبل إنجاح الموسم الدراسي.
وذكر بلاغ لوزارة الداخلية أن جدول أعمال هذا اللقاء تضمن عددا من النقاط الجوهرية المندرجة ضمن مجالات الاهتمام المشترك بين هذين القطاعين الحكوميين همت على الخصوص التدابير الأمنية الهادفة الى الحفاظ على النظام العام ومحاربة جميع الظواهر المخلة بالأمن على مقربة من المؤسسات والأحياء الجامعية٬ وعمل اللجان المحلية المكلفة بتوزيع المنح، إضافة الى تدارس عدد من القضايا المتعلقة بالأحياء الجامعية. كما شدد الداودي على مواجهة كل أشكال العنف داخل المؤسسات والأحياء الجامعية، واتخاذ كل الإجراءات التأديبية في حق المخالفين .
من جهة أخرى، أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي أنه لن يتم الشروع في إيجاد حلول لمشكل الاكتظاظ في الجامعات إلا بعد الدخول الجامعي لسنة 2013، موضحا أن الوزارة لجأت فقط إلى «البريكولاج» في الموسم الحالي.

رشيد باحة

الصباح