بنكيران يقدم "ضمانات" إلى الغرب في دافوس

رئيس الحكومة: نحن منفتحون جدا ويمكننا أن نضمن بشكل أفضل مصالحكم واستثماراتكم

حمل خطاب بنكيران خلال النقاش الذي شهده المنتدى العالمي بدافوس رسائل مشفرة إلى الغرب للحد من تخوفاته من وصول الحكومات الملتحية إلى السلطة في شمال إفريقيا والعالم العربي.
وأكد رئيس الحكومة أن المغرب كان له مسار مختلف عن باقي بلدان شمال إفريقيا، معتبرا أنه في تونس ومصر "كان الانفجار حتمياً"، إذ كان البلدان محكومين "بقبضة من حديد ونخب فاسدة". أما "في المغرب، فإن الإصلاحات كانت قد بدأت قبل عشرين عاماً"، وشهدت المملكة "ثورة أقل سخونة" لكن "التغيير جار" من أجل "إنجاز إصلاحات في خدمة الفقراء والمحتاجين".
وسعى بنكيران إلى طمأنة الحضور قائلا "نحن منفتحون جدا، ويمكننا أن نضمن بشكل أفضل مصالحكم واستثماراتكم أكثر مما كان يحدث في الماضي، ماذا تريدون أكثر من ذلك؟". مضيفا "لدينا مصالح متكاملة ونحن نحتاج الى هذه الاستثمارات ونسعى إلى جلبها".
من جهة أخرى، لم يتردد بنكيران في بعث رسائل أخرى إلى الغرب من خلال إعلان مواقف الحكومات الملتحية التي وصلت إلى السلطة على أكتاف الربيع العربي، من القضايا الإقليمية، إذ أكدت إذاعة "صوت إسرائيل "أن رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران أدلى رفقة زعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي بتصريحات صحافية لمندوب الإذاعة الإسرائيلية، خلال مشاركتهما في منتدى دافوس بسويسرا.
وجاء في الموقع الإلكتروني الإخباري "عربيل" التابع لإذاعة "صوت اسرائيل"، مساء الجمعة الماضي، أن رئيس الحكومة المغربية الجديدة عبد الإله بنكيران، وزعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي، وكلاهما من تيار الإخوان المسلمين، قد أدليا بتصريحات صحافية لمبعوث الإذاعة الإسرائيلية، وهي التصريحات التي جرى بثها على الهواء مباشرة في إسرائيل.
وتناولت تصريحات الزعيمين الإسلاميين في تونس والمغرب قضية الملف الفلسطيني، إذ قال الغنوشي حين سئل عن موقفه من النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، أنه "على الفلسطينيين أن يختاروا بأنفسهم مستقبل علاقاتهم مع إسرائيل"، معبرا في الوقت نفسه عن استعداد تونس لإقامة علاقات مع إسرائيل في حالة التوصل لاتفاق مع الفلسطينيين.
وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران أبدى الموقف نفسه، مضيفة أن الزعيمين الإسلاميين أكدا لمبعوث "صوت إسرائيل" إلى المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، أن "على الفلسطينيين أن يقرروا بأنفسهم بشأن طبيعة علاقاتهم مع إسرائيل"، مشددين على أن الحركات الإسلامية ستتصرف بموجب القرار الفلسطيني.
واعتبرت جهات دبلوماسية تشارك في منتدى دافوس أن مجرد موافقة الزعيمين الإسلاميين في تونس والمغرب على الإدلاء بتصريحات إعلامية لوسيلة إعلام إسرائيلية، تعني وجود بوادر ومؤشرات للتطبيع بين زعماء تيار الإخوان المسلمين في الدول العربية وبين إسرائيل، ورغبة من إسلاميي شمال إفريقيا، تضيف المصادر ذاتها، في الحد من التخوفات التي تبديها أوساط غربية من وصولهم إلى الحكم، وهو ما سعى بنكيران ورئيس الوزراء التونسي حمادي الجبالي إلى إبلاغه إلى القوى الاقتصادية الكبرى، من خلال حديثهما معا عن "ضمانات" لعدم المساس بحقوق المرأة واحترام تعدد الأديان والحريات الفردية، خاصة لما شدد بنكيران على أنه يرفض وضع الخمر على مائدته، في إشارة إلى أن حكومته لن تقود حربا ضد الخمور وأن موقفه منه شخصي، لكنه مستعد بالمقابل لتقديم كل التسهيلات للمستثمرين الأجانب من أجل نقل أموالهم إلى المغرب.