أكثم بركات: سقوط حكم آل الأسد حتمي وهم من ورّط حزب الله وبعض المسيحيين في لبنان

أكثم بركات، هو رجل أعمال سوري يقيم في سلوفاكيا منذ عام 1988، يعمل في مجال صناعة وتجارة الحديد، ويملك شركة عالمية في هذا المجال، خرج من سوريا لأسباب أمنية سياسية وهو ممنوع من دخولها حتى زوال الأسباب

بركات وفي حديث خاص مع بيروت أوبزرفر، نفى كل الشائعات التي تتهمه بالشراكة مع ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري لعدم وجود قاسم مشترك أخلاقي يجمعه به، مؤكداً أن سقوط حكم آل الأسد حتمي

وأضاف بركات ألا خوف من وصول جماعة الإخوان المسلمين إلى الحكم في سوريا على خلاف الوضع في مصر، مشيراً إلى أن الطائفة العلوية بأمان في ظل الإسلام السوري – اللبناني الإقتصادي المدني المنفتح

وقال بركات إن تلكؤ المجتمع الدولي حيال الملف السوري "غربل" أطياف المعارضة السورية، فبان الغث من السمين والعارف من غير العارف

وفيما يلي نص الحوار الكامل



خاص - بيروت أوبزرفر



كيف تعرّف أكثم بركات: رجل الأعمال، السياسي، أم الإثنان معاً



رجل أعمال صناعي وتجاري، أنا أعمل في قطاع صناعة وتجارة الحديد، والعمل السياسي واجب أخلاقي ووطني أكثر من كونه إحترافي، وثابرت على هذا الموضوع منذ عام 2005



كيف بدأت مشوارك في سلوفاكيا خاصة أنك من الأثرياء المعروفين في هذا البلد



قدمت إلى سلوفاكيا عام 1988 ولم أعد إلى سورية منذ ذلك الحين سوى ثلاث مرات آخرها ضمن وفد مع رجال الأعمال السلوفاك برفقة الرئيس السلوفاكي عام 2000 ، وبدأت العمل التجاري مع معامل تشيكوسلوفاكيا وانتقلت إلى أوكرانيا وكازاخستان وأصبحنا شركة عالمية تجارياً وصناعياً



لماذا لا تقيم في سوريا؟ هل أنت ممنوع من دخولها


خرجت من سورية لأسباب تتعلق بوضع أمني سياسي اجتماعي وسأعود لزيارة بلدي عندما تنتفي هذه الأسباب. على الأغلب نعم



يقال بأنك الجندي المجهول الذي يعمل وراء الكواليس في نشاطات المعارضة السورية في الخارج حتى قيل أنك من أحد مموّلي مؤتمر أنطالية، وحالياً تدعم المجلس الوطني السوري مالياً. هل هذا صحيح


لم أموّل مؤتمر أنطالية بل إن بعض التجار السوريين هم الذين موّلوا المؤتمر وأسماؤهم معروفة، أما بالنسبة للمجلس الوطني حتى هذه اللحظة فهو مموّل من قبل إقتصاديين سوريين، ونحن نعلم أن حجم أموال الإقتصاديين السوريين في مختلف دول العالم يزيد عن ميزانية سورية ولبنان معاً، وهذا ما يجعلنا نأمل من هذه الرساميل العودة للوطن بعد زوال الأسباب



هل تسخّر علاقاتك الدولية مع بعض الرؤساء والمسؤولين الأوروبيين لخدمة القضية السورية


الرأي العام العالمي أصبحت مواقفه واضحة من الثورة حيث السلطة بأجهزتها القمعية والهمجية والطائفية من جهة والشعب الأعزل الذي يطالب بأقل متطلبات الحياة وهي إحساس الفرد بكرامته من جهة أخرى



ما هي علاقتك بماهر الأسد؟ يقال بأنه شريكك في رأسمالك وفي مشاريعك، وأن أحد أقاربك يعمل في مكتبه الخاص؟ كيف ترد على هذه الأقاويل


ليس لي أية علاقة بالمذكور أو بأي شخص انتمى أو ينتمي أو سوف ينتمي إليه، أعود فأقول أن العمل الذي أؤديه هو عمل وطني بالدرجة الأولى وينبع من الأخلاقيات التي تربيت عليها، لذلك لايمكن أن يكون أكثم بركات شريكاً لأي شخص لا يوجد قاسم مشترك أخلاقي بينهما



هل ترى أن هناك عدلاً بين السوريين المقيمين في الداخل الذي يذبّحون ويقتلون كل يوم على أيدي النظام، وبينكم أنتم المعارضين المقيمين في الخارج حيث تتوفر لكم كل سبل الراحة؟ هل هناك عدل بين الثورة الداخلية والثورة الخارجية إذا صح التعبير؟


الثورة السورية مستمرة حتى سقوط زوال الأسباب



أين أصبح النظام السوري ولماذا لم يسقط بشار الأسد وأركان نظامه حتى الآن


أسباب الثورة السورية واضحة كأسباب كل الثورات العربية وهي نقاط انعطاف محقّة في النهاية، وأن نظن يوماً أن تاريخ سورية ينحصر في تاريخ حكم آل الأسد فهو الوجه المعتم في تاريخ بلدنا
إن سقوط بشار الأسد ونظامه أمر حتمي وهناك مراحل للخروج من أزمة والدخول في أزمة، وبرأيي إن الأسد تجاوز كل المراحل التي يمكن أن تمنع سقوطه أو تداوله للسلطة مع أطراف أخرى، فسقوطه حتمي كما ذكرت



هل هناك تلكؤ دولي حيال الملف السوري أم خوف من ردة فعل النظام السوري الشرسة المدعوم من النظام الإيراني والأذرع الإرهابية في المنطقة


طبعا هناك تلكؤ دولي حول الملف السوري ولكن في نفس الوقت له إيجابيته، من أهم إيجابياته تلاحم الشعب السوري في الثورة فهناك العلوي والدرزي والمسيحي والمسلم والعربي والكوردي والكل يعمل من أجل حرية الشعب وكرامته. الإيجابية الثانية أن آلة القمع الهمجية أظهرت حقيقة هذه الآلة التي لايهمها لا أقليات ولا أكثريات بل جلّ همها استمرار آل الأسد بالسلطة. أما الإيجابية الثالثة غربلة المعارضة، حيث بيّنت الغث من السمين والعارف من غير العارف
النظام السوري ليس جزء من النظام الإيراني والشعب الإيراني مثله مثل بقية الشعوب محكوم أيضا بسلطة قمعية تفتك به. النظام السوري أقدم من النظام الإيراني، حتى حزب الله في لبنان في مرحلة من المراحل كان وجهه إيجابي. إن النظام السوري وآل الأسد هم من ورطوا الإيرانيين وحزب الله وبعض الأطراف المسيحية في لبنان، لذلك التخلص منه يعتبر مهمة استراتيجية لكل شعوب المنطقة حتى لدول مجلس التعاون الخليجي لأنه يحاول ضرب الإستقرار الاجتماعي في هذه الدول، وهو سيحاول ويحاول اليوم في تركيا



لماذا هذا البطء في عمل المجلس الوطني السوري؟ ولماذا لا تدعمون الجيش السوري الحر بالسلاح رغم إمكانياتكم المادية الكبيرة


الجيش السوري الحر أصبح جيشاً شرعياً دولياً وعربياً، وفي هذه المرحلة هنالك تواصل وتنسيق بين المجلس الوطني وبين الجيش السوري الحر، وما المناطق الآمنة المطروحة والموجودة على أرض الواقع إلا بداية لدعم الجيش السوري الحر والثورة والثوار



أين ترى مستقبل سوريا وهل هناك خوف من وصول الإخوان المسلمين إلى الحكم


لن يكون هناك خوف من وصول الإخوان المسلمين للحكم، فالوضع السوري مختلف عن الوضع المصري، وكنت أتمنى لو أن الحزب السياسي الذي أتوقع انبثاقه عن جماعة الإخوان المسلمين أن يكون له أرضية أوسع على المستوى السوري



هل ترى خوفاً على الطائفة العلوية في حال سقوط النظام السوري الحامي للطائفة


لم يكن في تاريخ سورية القديم ولا المعاصر حوادث معروفة تظهر بأن الطائفة العلوية أو المذاهب الأخرى والأديان لديها مشكلة مع الإسلام السوري، بل أحب أن أقول كلمة أن إسلام بيروت ودمشق وحلب وحمص واللاذقية، هذا الإسلام الإقتصادي المنفتح والمدني مرحب به دوماً، لأنه الحاضن تاريخياً ومستقبلاً لكل الأقليات وفق دولة القانون والحريات والمدنية



أنشأ بعض المعارضين السوريين في الخارج الهيئة الوطنية لدعم الثورة السورية وتم إنتخاب نائب الرئيس السوري الأسبق عبد الحليم خدام أميناً عاماً لها. هل هناك تواصل مع هذه الهيئة أو مع خدام شخصياً


دعم الثورة السورية واجب وطني وأخلاقي مرحب به من الجميع



كلمة أخيرة للشعب السوري



أهلي في سورية أتمنى أن تعلموا وتعوا بأنه لن يكون هنالك سورية ما لم نتخلص من آلة القتل الهمجية، قفوا صفاً واحداً لنبني معا سوريتنا الحرة الكريمة