شرارة تنسيقية معارضي البوليساريو تنطلق من داخل مخيمات الجبهة
أعلن رئيس "تنسيقية معارضي البوليساريو" التي تم تأسيسها مؤخرا أن التنسيقية "تتكون في أغلبيتها من أطر سامية سابقة وأطر متوسطة داخل البوليساريو"، وتضم معارضين من داخل المخيمات.
وأضاف رئيس التنسيقية الذي فضل عدم ذكر إسمه في حوار خص به أسبوعية "الأيام"، وتنشره في عددها الذي يصدر غدا الجمعة، أن التنسيقية تضم "أسماء بارزة من العيار الثقيل" من الأطر السامية السابقة داخل "جبهة البوليساريو".
وقال إن هذه الأسماء " لها كامل المصداقية (...) ولم تلطخ طيلة 35 سنة من عمر هذا الصراع".
وأشار إلى أنه سيتم الإعلان عن هويات أعضاء قيادة هذه التنسيقية وكافة المعطيات المتعلقة بها في ندوة صحفية ستعقد في نهاية الشهر الجاري، مؤكدا أن هذه الندوة ستتميز ب "مفاجآت على مستوى بعض الأسماء المشاركة في التنسيقية ومازالت داخل جبهة البوليساريو".
وأوضح أن التنسيقية مشكلة من مجموعة من الحساسيات الصحراوية، ومن التوجهات "التي كانت تنشط داخل جبهة البوليساريو ولم تعد هذه الأخيرة مقنعة لها"، مشيرا إلى أنها تضم الشبيبة الصحراوية من الجيل الثالث الممثل في " حركة الشباب التي تنطلق من مبدأ الرجوع إلى الأصل فضيلة وإعادة الأمور إلى نصابها القانوني والتاريخي"، كما أنها تضم رافدا آخر هو "حركة 5 ماي التي نشأت ضمن زخم ربيع الثورات العربية والتي تطالب بالتغيير وتنحي قيادة البوليساريو وعدم اعتبارها الممثل الوحيد للشعب الصحراوي إلى جانب مجموعة من أطر وقيادات سابقة بعضها لازال يزاول عمله في صفوف الجبهة".
وقال إن التنسيقة التي انطلق عملها في مطلع شهر يونيو المنصرم "توجد في مرحلتها الأولى لجمع التيارات والحساسيات داخل الجبهة وتكوين خط سياسي آخر أكثر إقناعا من خط البوليساريو".
وأكد أن أعضاء التنسيقية هم " معارضون من داخل المخيمات"، مضيفا "لا يمكن أن نعارض من الخارج وسنذهب إلى المخيمات بعد أن نعلن عن أنفسنا وعن الحركة وبرنامجها وأهدافها"، مشيرا إلى أن التنسيقية "قررت ألا تتعامل مع أية جهة حفاظا على استقلاليتها".
وبخصوص الدافع للإعلان عن مبادرة تشكيل هذه التنسيقية، قال إنه " في السنوات الأخيرة، ومنذ التوقيع عل اتفاق وقف إطلاق النار شهد العالم كله فلولا من المنضوين للبوليساريو بدأوا ينضمون للمغرب لعدم وجود إطار سياسي مقنع لاحتوائهم".
ومن جهة أخرى، ذكرت أسبوعية "الأيام" أن البعد الأيديولوجي والسياسي للخط الجديد الذي ظهر داخل مخيمات تندوف والذي تعبر عنه هذه التنسيقية، يقوم على مبادئ تتلخص في "محاولة إقناع التيار المتشدد داخل صفوف الجبهة بضرورة إبداء الليونة والأخذ بعين الاعتبار للجانب الإنساني وتغليب منطق انهاء المعاناة وعدم تضييع فرص صنع السلام"، و"تشجيع التيار الذي يؤمن بضرورة إيجاد حل يحفظ ماء الوجه داخل صفوف الجبهة والذي يؤمن بالوسطية منهجا وحوارا".
كما تشتمل هذه المبادئ على العمل من أجل إبعاد عناصر "مافيا يهمهم إبقاء الوضع على ما هو عليه والاستمرار في صنع مسرحيات سياسية مفتعلة ليزداد بذلك ضرع البقرة الحلوب ، تلك النخب التي دأبت منذ ما يزيد عن 35 سنة على الجمع بين الجاه والسلطة وحاولت تحويل الوضع إلى إمارات عشائرية ضيقة".
وعلى صعيد آخر، كشفت أسبوعية "الأيام" عن أن مجموعة من المعارضين الصحراويين من فعاليات إعلامية وناشطين صحراويين من داخل مخيمات "البوليساريو"، بعثت على بعد أسابيع من انعقاد المؤتمر 13 للجبهة رسالة إلى قيادة الجبهة تبرز تدهور الأوضاع المعيشية في المخيمات، وتفشي ظواهر الترف والجاه والاغتناء الفاضح بين عائلات القيادة والمستفيدين من الواقع الحالي ، وانتشار ظاهر خلق المناصب والمؤسسات من أجل ترضية الأشخاص .
هسبريس - و م ع