Adrem الإدارة'''''
الجنس : دولتي : المغرب المشآرڪآت : 6210 نقاطي : 23579 سٌّمعَتي : 8
| موضوع: بوعشرين: المغرب ارتاح من ألم اسمه القذافي 30/8/2011, 04:49 | |
| بوعشرين: المغرب ارتاح من ألم اسمه القذافي لم يكن الليبيون وحدهم من تضرروا من مغامرات العقيد القذافي وحماقاته السياسية والاقتصادية والدبلوماسية. جيران ليبيا، وفي مقدمتهم المغرب، عانوا هم أيضا من المراهقة السياسية لحاكم مرت عليه عقود أربعة فوق كرسي الحكم، ولم يعرف النضج إليه طريقا.
مشروع انفصال الصحراء ولد في طرابلس قبل أن يولد في رؤوس الصحراويين في بداية السبعينات، حيث استقبل العقيد جبهة البوليساريو، وعرض عليها من المال والسلاح ما لم تصدقه عقول قادتها، وكل ذلك بسبب الحقد على الملكية التي كان «الأخ القائد» يناصبها العداء، ويعتبر المغرب امتدادا إمبرياليا لأمريكا والغرب في شمال إفريقيا، ودارت عجلة الزمن حتى صار أحب لقب إلى قلب العقيد هو «ملك ملوك إفريقيا»، بعد أن ضحك عليه زعماء بعض القبائل البدائية في إفريقيا، وأوهموه بأنه صار ملك ملوكهم بعد أن وضعوا التاج فوق رأسه.
كل رؤساء الدول العربية والغربية كانوا يتجنبون استفزازات حاكم طرابلس المجنون بعظمة واهية، ولهذا فإن سقوطه هذا الأسبوع بعث الفرح والارتياح في عدد من العواصم العربية والعالمية، ومنها الرباط التي أوفدت وزير خارجيتها إلى بنغازي للقاء بقادة الثوار، والإعراب لهم عن استعداد المغرب للتعاون في كل المجالات إلى أن تستعيد ليبيا عافيتها بعد 42 سنة من حكم الدكتاتور.
الآن ليبيا تفتح صفحة جديدة، والمغرب مؤهل للاستفادة من ميلاد الدولة حديثة العهد في طرابلس على عدة أصعدة.
أولا: المغرب تخلص من حصاة في حذائه كانت تؤلمه بين الحين والآخر، فرغم أن القذافي توقف عن دعم البوليساريو في أواخر الثمانينات، ويئس من التخطيط للإطاحة بالملكية في المغرب، فإنه، مع ذلك، لم يتوقف عن استفزاز المغرب، فيكفي أن يعتذر الملك عن عدم حضور لقاء أو مؤتمر في ليبيا حتى يوجه العقيد الدعوة إلى زعيم جبهة البوليساريو، محمد عبد العزيز، في محاولة لابتزاز المغرب.
ثانيا: المغرب مؤهل اليوم لإقامة علاقات جد متقدمة مع الدولة الليبية الجديدة على حساب علاقة النظام الليبي السابق بالجزائر المتهمة بدعم القذافي، وبيع الأسلحة له، كما يقول أكثر من قائد في المجلس الانتقالي. لقد لعب الجنرالات الجزائريون ورقة محروقة عندما دعموا القذافي ضد الثورة مخافة انتقال عدواها عبر الحدود إلى بلادهم، وهذا ما يجب على المغرب استثماره إلى أبعد حد.
ثالثا: يستطيع المغرب أن يضع مخططا شاملا واستراتيجيا للتعاون الاقتصادي مع الدولة الوليدة في ليبيا، التي ستدخل إلى مرحلة إعادة بناء على كل الأصعدة، وهي بلاد نفطية غنية جدا، والمغرب، بحكم القرب الجغرافي والخصائص المشتركة والمعرفة المسبقة، يستطيع أن يحقق تعاونا اقتصاديا كبيرا جدا، وأن يضاعف عشر مرات من عدد عمالته هناك، وأن يستقطب رؤوس أموال كبيرة إلى هنا، وأن يجد مكانا للشركات المغربية في سوق واعدة.
يبقى أن نلفت الانتباه إلى أن كل تقدم في المسار الديمقراطي في البلاد، سيشجع الثوار في البلدان العربية، التي تخلصت من «الأنظمة الدكتاتورية»، على الاقتراب منها والاستفادة من تجاربها.
|
|