تحتفي أسرة الامن يوم 16 ماي من كل سنة بذكرى تأسيس جهاز الامن الوطني , لم يأت ذلك من فراغ, بل يعد تجسيدا وتكريما وتأكيدا من جلالة الملك علي العطاء والعمل المضني الذي يقوم به رجال الأمن.
لكن هل تغيرت صورة الشرطة لدي المجتمع؟ وكيف تتعامل الادارة العامة للامن الوطني مع التجاوزات التي تقع من بعض أفرادها؟! ومن له مصلحة حقيقية في محاولة التشويه المتعمدة والحملات الإعلامية المنظمة ضد الشرطة؟ ولماذا تتجنب بعض وسائل الإعلام الاقتراب من أي تطوير يتم لمصلحة المجتمع والمواطنين؟!
لكي نكون صرحاء مع أنفسنا, هناك أشخاص يغضبون من الشرطة كجهاز ويعتبرون أن من ينفذ القانون يرتكب مخالفات من جانب القائمين عليه تحت دريعة براقة اسمها حقوق الانسان المغلوطة الفهم و الاستيعاب من قبلهم , وهؤلاء في العادة ينتقدون هذه التصرفات, في حين لا يمكنهم الحديث عما يتعرضون له في دولة أخري, فواحد من هؤلاء الذين يهاجمون ليلا ونهارا أوقفته الشرطة الاسبانية وكان يسير رفقة أصدقاء له متن سيارة وتم تفتيشهم ذاتيا في عرض الشارع ولم يعترض أو حتي يمتعض بل ان بعض أصدقاءه تعرض للنبس بلفظ نابي ينم عن ام العنصرية , وكثير من الممارسات التي تتم من الشرطة هي نفسها التي تطبق في الخارج وربما بأساليب أبشع وأسوأ, لكن المشكلة في المغرب أن كل شيء مباح, وأن من يهاجم الشرطة في صحيفة أو عبر الشاشة فإنه يكون بطلا في نظر الكثيرين, وللأسف معظم الذين يرتكبون هذا النوع من البطولات ينكشفون بسرعة وغالبيتهم ـ كما يقول المثل ـ بيوتهم من زجاج ـ وهم يعرفون أكثر مني مالهم وما عليهم!
ليس كل رجال الشرطة متهمين, فهم بشر مثل غيرهم وهناك أخطاء وتجاوزات تقع من بعضهم مثل أي مهنة, لكن فمن يخطئ تتم محاسبته وبعنف يصل للسجن في بعض الاحيان, ولدينا العديد من الحالات والأمثلة, وهذا ما يحسب للادارة العامة للامن الوطني فهي لا تتستر علي جريمة أو شخص يخالف القانون أو يتجاوز الحدود أو يستغل موقعه ومكانه في إيذاء الناس.
أقول لصديقنا الصحفي إن المرافق الأمنية تقدم خدمات يومية للمواطنين والذين يترددون عليها في اليوم الواحد في كل أنحاء البلاد , وبحسبة بسيطة نجد في الشهر قرابة الآف المواطنين يذهبون لكل قطاعات وزارة الداخلية للحصول علي الخدمات التي تعمل صباحا ومساء لتلبية احتياجاتهم, ومع هذا العدد الهائل من المترددين لا نجد سوي حالات ومحدودة من التجاوزات ـ وهي مرفوضة تماما ـ ولا يترك مرتكبيها ويحاسبون بقسوة, إذن نحن أمام صورة تغيب حقيقتها عن بعض وسائل الإعلام, والتي تلجأ فقط للحالات السلبية متجاهلة أبسط القواعد المهنية الشريفة, فمن يعطي لنفسه حق الهجوم والنقد عليه أن يكون صادقا ولو لمرة واحدة بذكر جانب آخر هو الأكثر والأعم بين الآلاف ممن يعملون في قطاعات الشرطة من الأسوياء والذين يعملون للوصول للحقيقة التي تفرضها عليهم العدالة والقانون, لأنهم ليسوا طرفا في خصومات ولا يعملون من أجل أحد سوي هذا الوطن وسلامة مواطنيه.
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,فلنرقى بشرطتنا و لا نفقد هيبتنا جراء بعض الخرجات الاعلامية المغرضة ........................ و الله المعين ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,