Adrem الإدارة'''''
الجنس : دولتي : المغرب المشآرڪآت : 6210 نقاطي : 23530 سٌّمعَتي : 8
| موضوع: مفهوم الشرطة المواطنة 4/4/2018, 17:17 | |
| مفهوم الشرطة المواطنة الشرطة المواطنة هو مفهوم جديد، بداياته الأولى كانت نتاج ظهور أنواع جديدة من الطلب الأمني داخل جغرافية الدول المتقدمة، فالتحولات المجتمعية العميقة التي عرفتها الديمقراطيات في العالم، وما استتبعها من بروز لأشكال مستجدة من الانحراف والجريمة، دفعت برجل السياسة، ورجل العلم، ورجل الخبرة، إلى العمل على ابتكار حلول أمنية لمشكل الإجرام الذي يهدد النظام الاجتماعي.
أولى وأهم الحلول الأمنية التي ابتكرت لمواجهة التحديات الأمنية تمثلت في إنجاز إصلاحات داخل المؤسسة الشرطية، وأصبح مفهوم الشرطة المواطنة محددا أساسا من مكونات التجارب الشرطية الجديدة، ومخترقا لفلسفة النماذج الشرطية الحديثة على شاكلة كل من شرطة القرب، والشرطة المجتمعية، والشرطة المندمجة (La Police Intégrée) .
إن الرابطة التي تجمع بين الشرطة والمواطن هي ارتباط غير قابل للانفصال، فحاضر الدول والمجتمعات يشير إلى وجود نوعين من العلاقات بين الشرطة والمواطنين. فمن جهة، هناك العلاقة غير المباشرة والقائلة بأن الساكنة تشرعن وجود الدولة أو الحكومة (انتخابات، استفتاء...) والتي (الدولة) بدورها تسير وتنظم نشاط القوة العمومية، لهذا، فعلى الشرطة أن تقدم تقاريرها للدولة أو الحكومة، في حين على الدولة أن تقدم حساباتها للساكنة عن طريق المسار الديمقراطي للمجتمع، إضافة إلى هذه العلاقة غير المباشرة، تتأسس علاقة أخرى مباشرة بين الشرطة والمواطنين، مضمونها تلك الخدمات التي تقدمها القوة العمومية للمواطنين من قبيل خدمات الإخبار، وتلقي الشكايات، وتقديم النجدة...
من أجل أن تكون تدخلات الدولة فعالة وناجعة، عليها أن تكون في خدمة المواطن، هذه الخلاصة هي بمثابة المبدأ الأساسي الذي يقوم عليه مفهوم الشرطة المواطنة، فالمفهوم الجديد أصبح فلسفة تقود وتوجه النشاط اليومي للقوة العمومية في الدول ذات التقاليد الديمقراطية: فالشرطة المواطنة تستهدف بشكل مباشر العلاقات التي تنسجها القوة العمومية مع المواطنين،من خلال الانتباه إلى انشغالاتهم،واحترامهم وحسن الإصغاء إليهم،كل هذا من خلال ديناميكية الحوار الدائم،المنتظم والإيجابي، ووفق الفلسفة الجديدة دائما، على الشرطة تفادي أي نمط من السلوك أو أي مسلكية تجعل منها مرفقا عموميا منغلقا على نفسه،بل على موظفيها السعي إلى تطوير آليات وأدوات الانفتاح المستمر على الساكنة.
عمليا، وفي سياق النشاط اليومي للشرطة المواطنة، من المفروض في العلاقات بين مكونات القوة العمومية والساكنة أن تتجسد وفق أشكال العمل الخاصة التالية:
- على الشرطة أن تسعى إلى حسن تقدير الطلب الأمني للساكنة، وأن تسعى إلى إسماع صوت المواطن داخل أي جهاز أو هيئة أمنية مكلفة بالتتبع أو تقييم الأداء الأمني. - على الشرطة أن تعزز من آليات وأدوات الشفافية في إطار عملها اليومي، سواء داخل الممارسة المهنية (أخلاقيات المهنة) أو من خلال تنمية التواصل الخارجي (إخبار العموم). - على الشرطة أن تنمي الاتصال المنتظم واليومي مع المواطنين، وأن تعمل على خلق أجواء الثقة في علاقاتها مع السكان.
ومن أجل أن تكتمل الصورة الحقيقية للقوة العمومية القائمة على مفهوم المواطنة، على مكونات الشرطة المواطنة التمتع بروح الإخلاص والولاء حيال الدولة ومؤسساتها، وهي بصدد مباشرتها لعملها اليومي. وجوهر الإخلاص والولاء الشرطي اتجاه الدولة ومؤسساتها، هو السهر على احترام المقومات الديمقراطية للنظام السياسي، والمساهمة في الدفاع عن المؤسسات، وحماية الأشخاص والأموال دون التفريط في ضمان ممارسة الحقوق والحريات.
|
|