متابعون في ملفات ترتبط بالارتشاء ومخالفة الضوابط العسكرية العامة
اختار سبعة دركيين يوجدون في حالة اعتقال احتياطي أو محاكمة بالسجن
المحلي بسلا، أول أمس (الاثنين)، الذي يصادف الاحتفالات الوطنية بعيد
القوات المسلحة، الاحتجاج على أوضاعهم بطريقة غريبة.
وذكر مصدر موثوق من
السجن المحلي بسلا أن الدركيين السبعة عمدوا إلى حلق رؤوسهم أول أمس
(الاثنين)، وأشعروا الإدارة بقيامهم بهذه الخطوة غير المسبوقة في تاريخ
أفراد القوات المسلحة المعتقلين احتياطيا أو المدانين بعقوبات سجنية أو
حبسية.
واستنادا إلى المعلومات المتوفرة، عمد الدركيون المتابعون أو المدانون من
طرف القضاء العسكري بالرباط في ملفات ترتبط بالارتشاء ومخالفة الضوابط
العسكرية العامة، إلى الاحتجاج على الأوضاع المزرية التي يعيشونها باعتماد
طريقة العقاب داخل الثكنات، وذلك بحلق رؤوسهم، وهي الطريقة التي يعتمدها
الضباط وضباط الصف داخل الثكنات العسكرية في تأديب غير المنضبطين للأعراف
والقوانين والتعليمات العسكرية الجاري بها العمل داخل المؤسسة.
وتأتي
الحركة الاحتجاجية غير المسبوقة للدركيين المعتقلين بسلا على خلفية حادث
انتحار دركي صباح السبت الماضي، بعد أن عمد إلى شنق نفسه داخل زنزانته،
مباشرة بعد تلقيه نبأ الحكم عليه بسنتين حبسا نافذا في قضية ارتشاء وإخلال
بالضوابط العسكرية العامة. وكان الدركي المنتحر، المتزوج والأب لطفلين،
يزاول عمله بمدينة الشاون، وقضى 12 سنة في سلك الدرك الملكي، قبل أن يقع
ضحية «قناص» التقط له صورا رفقة دركيين آخرين متلبسين بالارتشاء من مستعملي
الطرق.
لى تحسيس السلطات القضائية والعسكرية ب"براءتهم" من المنسوب إليهم،
وأغلبه يتعلق بقضايا الارتشاء، والمطالبة بالبحث والتدقيق في ملفاتهم
وترتيب الجزاءات القانونية اللازمة بما يحقق العدل والإنصاف.
وعلم أن
إدارة السجن وجهت مراسلة في الموضوع إلى المندوبية العامة لإدارة السجون
وإعادة الإدماج، تحيطها علما بالشكل الاحتجاجي الذي اتخذه الدركيون السبعة
بتزامن مع الاحتفالات الوطنية بمناسبة يوم عيد الجيش. واطلع حفيظ بنهاشم،
المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، على مضمون التقرير، وأعطــى
للمسؤولين بالسجن المحلي توجيهات بمراقبة الوضع عن كثب، وعدم استفـزاز
الدركيين أو التضييق عليهم بأي ممارسات.