شكاية مجهولة كشفت علاقة جنسية غير شرعية نتج عنها مولود
تباشر عناصر المركز القضائي للدرك الملكي باليوسفية، عدة أبحاث في قضية تتعلق بافتضاض بكارة مؤد لحمل، وتعريض حياة مولود للخطر،
والقيام بدفن جثته دون الحصول على إذن من السلطات الموكول لها الترخيص بدفن الأموات.
واستنادا إلى معطيات حصلت عليها «الصباح» من مصادر جد مطلعة، فإن شكاية
مجهولة، توصل بها وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية باليوسفية، قادت إلى
إيقاف المتهم «م.أ.ع» المزداد سنة 1963، على خلفية اتهامه بربط علاقة جنسية
مع امرأة تدعى «السعدية.ب» والتي تبلغ من العمر حوالي 32 سنة، وهي العلاقة
التي نتج عنها مولود، إذ تم اعتقال المتهم في بادئ الأمر، على خلفية إقامة
علاقة جنسية، حيث أقر أمام فريق المحققين بذلك، في حين نفى علاقته بأي حمل
يمكن أن يكون قد نتج عن هذه العلاقة، أو أن تكون الضحية قد وضعت مولودا،
قبل أن يتم إطلاق سراحه، بعد تنازل زوجته عن متابعته قضائيا من أجل الخيانة
الزوجية، في حين لم يتم اعتقال المتهمة، بعد أن قررت المحكمة متابعتها من
أجل المشاركة في الخيانة الزوجية، وذلك نظرا لحالتها الصحية لأنها غادرت
حديثا قسم الولادة التابع للمستشفى الإقليمي محمد الخامس بآسفي.
غير أن
الأبحاث التي باشرتها عناصر المركز القضائي، من خلال إعادة الاستماع إلى
الضحية، بناء على إذن النيابة العامة، أماطت اللثام عن العديد من المعطيات
الجديدة في هذه القضية، ومنها أن تلك العلاقة الجنسية استمرت زهاء سنوات،
توجت في آخر المطاف بحمل الضحية، التي تلقت تطمينات من المتهم بالزواج
منها، مباشرة بعد أن تضع مولودها. وتؤكد الضحية، أن المتهم استغل فقرها،
وقلة ذات اليد، وغياب أي معيل لأسرتها، لخداعها واستغلالها جنسيا سنوات،
بعد أن افتض بكارتها، قبل أن يقرر التخلي عنها في آخر المطاف.وبخصوص حملها،
تؤكد الضحية، أنها حملت من المتهم، وبعد إشعاره لم يقم بأي رد فعل إيجابي،
رغم أنه متزوج وأب لعدة أطفال، إذ جدد وعده لها بالزواج مباشرة بعد أن تضع
مولودها.
وأكدت المصرحة ذاتها، أنها شعرت بالآم المخاض ذات يوم، وتوجهت
رفقة المتهم إلى أحد المراكز الصحية بإقليم اليوسفية، قصد وضع مولودها،
غير أنه تم إشعارها بضرورة الانتقال إلى المستشفى الإقليمي محمد الخامس
بآسفي، وهناك وضعت مولودها.
وبعد يومين من ذلك، قام المتهم باصطحاب
المولود إلى منزل أسرته، تاركا خليلته بالمستشفى، قبل أن يعود في اليوم
الموالي، ليخبرها بأنه توفي.
وغادرت الضحية بعد ذلك المستشفى، ليظل
المتهم يخبرها من حين لآخر، بأنه لن يتخلى عنها، وأنه سيتزوجها. وتشير
معطيات مستقاة من مصادر أمنية، إلى أن المتهم قام بدفن المولود، في ظروف
غامضة بمساعدة بضعة أشخاص، وفي ساعة مبكرة (حوالي الساعة الخامسة صباحا)
دون الحصول على إذن من لدن الجهات المختصة والمخول لها قانونا منح تراخيص
بالدفن بالمقابر العمومية.
وتم الاستماع إلى شاهد شارك المتهم في دفن
الضحية، في حين تم توجيه استدعاءات لآخرين، قصد الاستماع إلى إفادتهم من
طرف عناصر المركز القضائي للدرك الملكي التي تجري بحثا في هذه القضية، بناء
على تعليمات صادرة عن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بآسفي.