سلفيون يستنفرون الدرك بالخميسات

استنفر مركز الدرك الملكي الخميسات، صباح أمس (الخميس)، عناصره بسبب سيارة كان على متنها أربعة معتقلين سابقين في إطار ملفات السلفية الجهادية اقتربت من حافلة تابعة إلى سجن تولال بمكناس كانت في الطريق بين الخميسات وتيفلت، تقل معتقلين سلفيين إلى المحكمة المختصة في قضايا الإرهاب بسلا.
وعلمت "الصباح" أن موظفي السجن الذين كانوا على متن الحافلة أبلغوا الدرك الملكي باقتراب سيارة تقل معتقلين سلفيين سابقين من الحافلة، وتلويحهم بالأيادي للركاب، قبل أن تلاحق سيارة الدرك السيارة التي تجاوزت الحافلة.
وأكدت المصادر ذاتها أن خمسة دركيين أشهروا أسلحتهم في وجه ركاب السيارة الأربعة، وأمروهم برفع أيديهم والنزول، فأكدوا أنهم متوجهون إلى الرباط للمشاركة في وقفة احتجاجية دعت إليها تنسيقية المعتقلين الإسلاميين للمطالبة برحيل حفيظ بنهاشم، المدير العام للمندوبية العامة للسجون.
وذكرت المصادر ذاتها أن عناصر الدرك ظلوا يشهرون مسدساتهم في وجه المعتقلين السلفيين السابقين لفترة زمنية، قبل أن تلتحق بهم حافلة سجن تولال وينزل منها موظفون، عهد إليهم الدركيون بمهمة تفتيش السيارة، حيث عثروا على لافتات وكاميرا في ملكية صاحب السيارة، مضيفة أن الركاب الأربعة اقتيدوا إلى مركز الدرك، وأكد لهم الدركيون أنهم حاولوا قلب حافلة السجن، فيما ألحوا من جانبهم على أنهم كانوا متوجهين إلى الرباط، قبل أن يصادفوا على الطريق حافلة المعتقلين المرحلين إلى محكمة سلا لحضور واحدة من جلسات محاكمتهم في ملف أحداث سجن سلا في 16 و17 ماي الماضي. ومؤكدين أنهم لوحوا لمعتقلين بأياديهم، وأنه تجاوزوا الحافلة ولم يكن في نيتهم اعتراضها، بل كان مروردهم من جانبها صدفة، كما تشبثوا بعدم وجود قانون يمنعهم من تحية أصدقائهم، كما احتجوا على تفتيش سيارتهم وأغراضهم الشخصية من طرف موظفي السجن، في الوقت الذي كان على عناصر الدرك أن تقوم بهذه المهمة بنفسها، وهو الاحتجاج، تقول المصادر المذكورة، الذي رد عليه الدركيون بعنف، آمرين السلفيين الأربعة بالتزام الصمت.
وفي موضوع ذي صلة، شهد محيط محكمة الاستئناف بسلا إنزالا أمنيا مكثفا بسبب الوقفة الاحتجاجية التي دعت إليها "تنسيقية المعتقلين الإسلاميين"، والتي كان متوقعا أن يحضرها الشيوخ الثلاثة محمد عبد الوهاب رفيقي، الملقب بأبو حفص وحسن الكتاني وعمر الحدوشي، قبل أن يتوصلوا وهم على الطريق باتصال هاتفي من أعضاء التنسيقية يخبرونهم من خلالها بمنع الوقفة.
وأكدت مصادر مطلعة حضور ثلاثة محامين أجانب اثنان منهم بلجيكيان والثالث هولندي، في مهمة حقوقية، إذ طلبوا الاطلاع على ملفات ما أسموه "الخروقات" الممارسة ضد معتقلي ملفات السلفية الجهادية داخل السجون والكوميساريات، وينتظر أن يلتحق بهم (اليوم) محام رابع ناشط هو الآخر في المجال الحقوقي.
وأوضحت المصادر ذاتها أن الوقفة التي أعطاها السلفيون عنوان "يوم رحيل حفيظ بنهاشم" نقلت إلى مقر المندوبية العامة للسجون، حيث ندد المحتجون بما أسموه ممارسات لا إنسانية داخل المؤسسات السجنية.