أحال مركز الدرك الملكي بعين الذئاب، صباح أمس (الثلاثاء)، على الوكيل
العام لدى استئنافية البيضاء، عنصرين من عصابة تستعمل الشيكات المضمونة
للنصب على الشركات، فيما يتواصل البحث عن عناصر أخرى. وأوردت مصادر
"الصباح" أن أفراد العصابة كبدوا خسائر مالية لشركات ضمنها طويوطا وسيتروين
وبريكولاج، وغيرها، إذ قدموا
سندات طلب وحصلوا على سلع مقابل شيكات تحمل توقيع الضمان البنكي للمبلغ
المطلوب، قبل أن يكتشف الضحايا أن الشيكات سالفة الذكر مزورة باحترافية
عالية ورفض البنوك صرفها للعلة ذاتها.
ونفذ أفراد العصابة مجموعة من
العمليات، كما وجهت ضدهم شكايات، خصوصا في المجال الحضري، قبل أن يسقط
اثنان منهم يوم السبت الماضي نتيجة كمين نصبه أفراد مركز الدرك الملكي عين
الذئاب، إثر شكاية من شركة مواد البناء توجد بتراب اقليم النواصر الذي يخضع
للنفوذ الترابي للمركز سالف الذكر. وحسب المعطيات التي حصلت عليها
"الصباح"، فإن آخر عملية حاول المتهمون تنفيذها وكانت السبب في سقوطهم، همت
شركة لبيع مواد البناء، إذ حل أحد المشتبه فيهم بمقرها يوم الخميس الماضي،
وقدم نفسه للمسؤول عن الشركة وطلب ثمن مجموعة من السلع ليتم إعداد لائحة
بأسعار السلع وتكلفتها فاق مبلغها 6 ملايين سنتيم، سلمت إلى المشتبه فيه،
الذي وعد بقدومه في اليوم الموالي رفقة شاحنة لنقل السلع.
وفي اليوم
الموالي الذي صادف الجمعة الماضي حضرت شاحنتان وسيارة صغيرة كان على متنها
عنصران من العصابة، ودلفا إلى داخل الشركة ليتسلما السلع، إلا أن المسؤول
رفض تسليمهما ما سبق الاتفاق عليه بسبب رغبة الأداء بشيك مضمون، ورغم إصرار
أحد المشتبه فيهما على أن الشيك سليم وأنه يجري مجموعة من المعاملات
بواسطة الشيك، فإن المسؤول نفسه رفض، بل أصر رغم الإلحاح على الرفض خصوصا
أن المشتبه فيه قدم في حوالي الرابعة والنصف، إذ ساعتها تكون البنوك مغلقة،
ولا يمكن الاستفسار عن الشيك موضوع المعاملة التجارية، ما دفعه إلى الشك
في صلاحية الشيك.
وأوهم المشتبه فيهما المسؤول بأنهما سيأتيان بالمبلغ
نقدا ليغادرا المكان تاركين الشاحنتين، في الوقت نفسه حضرت عناصر الدرك
الملكي، التي أجرت بحثا مع سائقي الشاحنتين، ليتبين أنهما مياومان، ولا
علاقة لهما بالمشتبه فيهما، إذ أشارا إلى أنهما كانا في موقف الشاحنات
وتقدما أمامهما يرغبان في نقل سلع، ليحددا معهما الثمن والمسافة.
وتوصلت
عناصر الدرك الملكي إلى رقم السيارة التي كان يركبها المشتبه فيهما،
ليتبين أنها مكتراة من وكالة خاصة، وبالتنسيق مع صاحبها تم استدراجهما إلى
وسط المدينة حيث أوقفا، كما حجزت لديهما شيكات مزورة باحترافية عالية.
وبينما
مازال البحث جاريا عن عناصر أخرى، اعترف المتهمان أنهما نفذا العديد من
العمليات الإجرامية بهذه الطريقة وبواسطة الشيكات المضمونة المزورة، كما
أنهما يختاران تنفيذ الجريمة في التوقيت الذي تكون فيه البنوك مغلقة لكي لا
ينكشف أمرهما.