يعتبر المعهد الملكي للشرطة، الذي تم تأسيسه بعد أكثر من عقد على تأسيس الأمن الوطني على يد المغفور له محمد الخامس في 16 ماي سنة 1956، مؤسسة عمومية مغربية تقع تحت وصاية مديرية الأمن الوطني، التابعة بدورها لوزارة الداخلية. ويهدف المعهد إلى تكوين حراس الأمن ومفتشي وضباط وعمداء الشرطة، حسب المستوى الدراسي والفترة الزمنية المحددة لإجراء التدريبات.
ويحتضن المعهد، في 16 من ماي من كل سنة، بمناسبة ذكرى تأسيس الأمن، حفلا يتم خلاله تقديم العشرات من العروض واللوحات التي تحظى بالإعجاب والتصفيقات الحارة، حيث يتبارى رجال الأمن في تقديم لوحات رائعة باعتماد آخر التكتيكات والتقنيات القتالية والدفاعية البوليسية في العالم، على اعتبار أن المديرية العامة للأمن الوطني لجأت قبل فترة إلى تكوين عدد من ضباط وعمداء الأمن في هولندا وأمريكا وفرنسا، حيث يتم تزويدهم نظريا وتطبيقيا بالعديد من المهارات والتجارب المتطورة، في شتى المجالات الأمنية، خصوصا محاربة الجريمة المنظمة ومافيات التهريب ومكافحة الإرهاب.
كما يتلقى رجال الأمن بالمعهد دروسا نظرية وأخرى تطبيقية في مختلف الميادين الأمنية، خصوصا في مجال الأمن العمومي والاستعلامات العامة والشرطة القضائية ومحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة، الأمر الذي خوله لأداء أدوار مهمة في تطوير وترقية قطاع الأمن في المملكة.
خضوع المتدربين لسياسة الانضباط التام والانخراط في حضور جميع محاضرات وتداريب المعهد القاسية، لا يعني البتة انعزالهم بشكل كامل وتام عن ما يقع في العالم الخارجي من أحداث وعوارض، وكلما كانت البلاد في حاجة إلى خدماتهم، يتم استنفارهم وتسخيرهم للمشاركة في الحفاظ على الأمن والنظام، سواء مع اقتراب الاحتفالات بكل سنة ميلادية، أو في الملاعب، عندما يتعلق الأمر بمباريات ساخنة، على سبيل المثال لا الحصر.
وفي كبريات المدن المغربية، في بعض حالات الاستنفار، تتوزع عشرات العناصر المتدربة، تحت إشراف ضباط وعمداء، في مخارج الطرق السيارة الوطنية والرئيسية الرابطة بين المدن، فيما تم نشر آخرين في مناطق أخرى تتطلب تعبئة شاملة.
ويرى مسؤول في المديرية العامة للأمن الوطني أن رجال الأمن المتدربين «يؤدون عملا نظاميا للمحافظة على الأمن في أهم المدن والمناطق الحساسة، بمن فيهم رجال الأمن ذو و الزي المدني، بالنظر إلى الإكراهات الأمنية»، مشيرا إلى أن الأمر يعتبر ضرورة لا غنى عنها في بعض الحالات.
وإذا كان النظام الأساسي الجديد لرجال ونساء الأمن الوطني قد حدد شروطا جديدة للالتحاق بالمعهد الملكي للشرطة، فإنه، في المقابل، في المادة التاسعة، أعطى، مع مراعاة الشروط الخاصة المقررة للتوظيف في كل درجة، إمكانية توظيفات في أسلاك موظفي الأمن الوطني، بصفة مباشرة وبناء على طلبهم، أزواج أو أبناء موظفي الأمن الوطني المتوفين أثاء ممارسة عملهم، وذلك في حدود خمسة في المائة من المناصب المالية المراد شغلها برسم كل سنة.
كما يخضع رجال الأمن بالمعهد الملكي للشرطة بالقنيطرة، أو مدرستي سلا وإفران، طوال الفترة المحددة حسب الرتبة، لتداريب معمقة حول طرق استعمال السلاح، تشرف عليها فرقة من القوات المسلحة الملكية، ومختصون من المديرية العامة للأمن الوطني، حتى يكون رجل الأمن المتدرب رجل أمن ناجح في الغد، مستعدا لأداء كل ما قد يطلب منه مستقبلا، والتعاطي الإيجابي مع جميع الحالات والمواقف التي قد تعترضه.
يذكر أن المعهد الملكي للشرطة تم تأسيسه بمدينة القنيطرة من طرف الملك الراحل الحسن الثاني في نهاية السبعينات من القرن الماضي. وتشير العديد من المصادر إلى أن رجال الأمن المتخرجين من المعهد الملكي سنويا يصل عددهم إلى أكثر من ألفين، تحظى النساء ب»كوطا» لا يستهان بها ضمنهم. وحسب مصادر أمنية، أضحت العديد من الدول العربية والإفريقية تحل في الآونة الأخيرة بهذا المعهد، وتطلع على طرق ووسائل التدريب به، للاستفادة من خبرات المسؤولين والمكونين والأساتذة به.
م . ب